تتلاحق الأحداث ويزداد الإرهاب وزعيمه متربع على عرش أكبر قوة، وضاق من طول الوقت، ويريد تحقيق أحلامه هو ومن وراءه قبل انتهاء فترته الرئاسية، فلا تنفصل الأحداث الأخيرة عن بعضها البعض، فما حدث مع الطائرة الروسية ثم فرنسا، وكأنه عقاب لهما على سياساتهما المناهضة للسياسات الأمريكية وخاصة تجاه المنطقة العربية.. فالطائرة الروسية التى أسقطوها أو انتهزوا فرصة سقوطها استغلوها لضرب الرئيس بوتين وإفساد علاقته بمصر وزعيمها، لأن بوتين يقف فى حلق مؤامراتهم وعاد بقوة لإحياء الدور الروسى، لرسم خريطة العالم فى القرن الواحد والعشرين، والتى تريد أمريكا أن يكون القرن الأمريكى..ولكن على ما يبدو أنه سيعود متعدد الأقطاب فى السنوات القادمة، فهناك دول تعمل وتسعى لبناء نفسها وأخرى تبنى قوتها على جثث الآخرين، وكما يقال فى الأمثال الشعبية «البانى طالع والفاحت نازل».. أما رئيس وزراء بريطانيا المتعجرف كاميرون، والذى تتجلى فى تصريحاته سياسة ازدواجية المعايير، فقد انتهز فرصة زيارة الرئيس السيسى إلى بريطانيا ليبخ سمومه ويمنع السفر إلى مصر بسبب الطائرة الروسية، التى قرر أنها عمل إرهابي قبل انتهاء التحقيقات ليشجع الدول الأخرى، وتعاقب مصر بما لم تعاقب به دولة من قبل.. فى حين أنه أجاب حين سئل عن منع سفر البريطانيين إلى تونس بعد مقتل ٣٩ بريطانيًا منذ خمسة أشهر قائلا «نحن ندعم السياحة فى تونس»!!..ويقال إنهم اعتمدوا فى قراراتهم على معلومات من الاستخبارات الإسرائيلية التى رصدت مراسلات الإرهابيين فى سيناء!! فلم تخبر إسرائيل المعنيين بالحدث سواء مصر أو روسيا ولكن أخبرت ماما بريطانيا التى صنعتها وزرعتها لتدمير المنطقة بأكملها فكان عقاب بوتين وشعبه لتحقيقهم ضربات موجعة لداعش ولملمة الكثير من الأراضى السورية بعد خداع الناتو، بأنهم يضربون داعش منذ أربعة عشر شهرًا وهم يقوونه!!.. ثم تأتى أحداث فرنسا والتى تنال العقاب على ضربها ناقلة بترول لداعش..وعلى توسط الحكومة الفرنسية لدى الشركات الفرنسية لإتمام الصفقات العسكرية مع مصر، ومواقفهم مع العرب المغضوب عليهم، والذين يريدونهم متناحرين حتى يقضوا بأنفسهم على أنفسهم!! بالإضافة لمواقف الرئيس الفرنسى منذ توليه فى محاربة سيطرة رأس المال اليهودى على فرنسا.. فكان لزامًا عليهم توجيه ضربات موجعة لفرنسا فى سبعة مواقع فى آن واحد منها الاستاد الذى تواجد فيه رئيس الدولة لمشاهدة مباراة رياضية!!..ولا أعلم رغم أن فرنسا وبريطانيا لا يفصلهما سوى بحر المانش، كيف لم تصل إليهما أى معلومات عما حدث أسوة بالطائرة الروسية!! ولكن كما يقول علماء الجغرافيا السياسية إن بريطانيا فى أوروبا لكنها ليست من أوروبا!! فوجودها جغرافيًا فقط لكنها أمريكية الهوى والهوية..ثم خرج «البومة» بنعيقه الذى يصيب البشرية بالبؤس والذى جعل أمريكا التى كانت تبذل الكثير لتحسين صورتها بتقديم المعونات الغذائية والمنح الدراسية ومحاولات التجمل لتصبح فى عهده آكلة لحوم البشر، ليصدر بيانه بعد دقائق من الأحداث الفرنسية وقبل الرئيس الفرنسى نفسه!! وما يثير القلق ويظهر النية المبيتة لنا الادعاء بأن تل أبيب تلقت تهديدا من «داعش سيناء» لضربها!!..مع الدعوات بأن من حق داعش أن يكون لهم وطن!!..فأمريكا ما كانت إلا عصابات قتلت وذبحت ثم أصبحت دولة قوية..وهذا ما يحاولون بثه داخلنا لنقبل ما يسمونه «الدولة الإسلامية» والتى يريدونها كذريعة صنعوها بجوار الدولة اليهودية التى يريدون إعلانها.. ووسط هذا الزخم السياسى ما زالوا يتآمرون علينا لبث السموم وزرع الفتن، وإلهاء العقول والاستماتة فى محاولات إفقادنا هويتنا وعقيدتنا، وكل القيم الراسخة فى المجتمع المصرى والعربى بشن حربهم الضارية باستخدام قوتهم الناعمة التى يحاولون بها اجتذابنا لشعاراتهم البراقة التى فى ظاهرها الرحمة وفى باطنها العذاب.. حتى نفقد هويتنا التى حافظت على تماسكنا حتى الآن، وتتراجع قيمنا وأخلاقنا ونتخلى عن التقاليد وتماسك الأسر بدعوى التحرر!! فيمولون أتباعهم لطرح قضايا بعيدة عن الأذهان ودعوات شاذة للفجور والانحلال مثل الترغيب فى العلاقات غير الشرعية قبل الزواج، وانفصال البنات عن أسرهن فى سن المراهقة، وتشجيع وقبول زواج المثليين، والتشكيك فى فرض الإسلام للحجاب والمطالبة بخلعه، وغيرها من دعوات تعد غزوًا ثقافيًا وسلوكيًا عن طريق برامج ترفيهية جذابة تجعلنا نعتقد ما يعتقدون ونريد ما يريدون!!..ويترك نخبتنا ومثقفونا دورهم فى العمل على زيادة الوعى ودراسة التاريخ وإستخلاص العبر مما يحدث، وينشغلون فى قضايا فرعية لا تسمن ولا تغنى من جوع!!..أعداؤنا يصنعون الإرهابيين ويدربونهم ويمدونهم بالعتاد والعدة، ثم يدعون أنهم يحاربون الإرهاب!!..ولكن لأن الكثير من أبناء الشعب البسطاء لم تتلوث فطرتهم النقية لذلك استفاقوا لما يحاك بمصر، وهم الآن الذين يتربصون بالعملاء الذين يحاولون عرقلة الدولة، وترقيع مصر..ويا ليتنا نعلم الأجيال الجديدة من البدء أن إضعاف مصر والسيطرة عليها أحد أهداف الدول العظمى منذ عهد محمد علي، ونعمل على توعيتهم بقيمة منطقتنا العربية التى يريدونها مفتتة، فينفقون المليارات لعودة العشيرة، لنظل نتناحر ونعود للخلف مئات السنين، وتصبح إسرائيل هى القوة الأكبر فى المنطقة وخيراتنا غنيمة لهم ..لقد خلق الله منطقتنا العربية موحدة بلا حدود تفصلها فأرادوا تحويلها إلى دويلات صغيرة ..أما أمريكا متناثرة الولايات فى المساحات الشاسعة، متوحدة تحت راية وقيادة واحدة.
آراء حرة
نعيق "البومة" زعيم الإرهاب
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق