الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

فضائيات

ننشر رسائل مشاهير الإرهاب على "فيس بوك"

منتصر الزيات و طارق
منتصر الزيات و طارق الزمر و خالد سعيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


عالم الإرهاب غامض.. ملىء دائما بالأسرار والمفاجآت التى يخفيها عنا هؤلاء الإرهابيون، ولهذا فقد دفعوا ثمنا غاليا فى أعقاب الثورة التكنولوجية التى نعيشها، لأنها ببساطة متناهية، جردتهم من أعز شىء يملكونه، أسرارهم، وكشفت أيضا عوراتهم.
الشعب المصرى بلا شك له حق معرفة الأمور والخبايا التى كانت تحدث بعيدا عنه، وبمعرفة رؤوس تلك التنظيمات الملعونة، والرسائل وحدها أكدت أنهم أصحاب مصالح، ولا يهتمون من الأساس بتطبيق الشريعة كما يروجون.
الزيات.. الرجل الحرباء
منتصر الزيات، القيادى بالجماعة الإسلامية، مرشح انتخابات نقابة المحامين الأخيرة، بعد أن أخفق فى الانتخابات أعلن رفضه للنتيجة التى توج بها سامح عاشور، معتبرا نفسه نقيب المحامين الحقيقى، وهدد باتخاذ الإجراءات القضائية اللازمة.
خسارة الزيات فى الانتخابات ليست مجرد خسارة عادية، لكنها حرمته من بدء الصدام مع الدولة، لأنه لا يعترف بثورة ٣٠ يونيو، كما كان يسعى من خلال نجاحه للانتقام من سامح عاشور النقيب الذى أقصى جميع المحامين المحسوبين على الجماعة الإرهابية.
الزيات الملقب بمحامى الشيطان اتهم من قبل فى قضية الانتماء إلى تنظيم الجهاد عام ١٩٨١، وقضى ثلاث سنوات فى السجن، وظل يدافع عن التكفيريين طوال فترة التسعينيات أثناء الصدام المسلح بين الجماعات والدولة، كما أنه المسئول عن عرقلة مبادرة وقف العنف التى أقرتها الجماعة الإسلامية عام ١٩٩٧، لقيامه بتسريب أخبارها لوسائل الإعلام، وأيضا هو الذى يدافع الآن عن الرئيس المعزول مرسى فى قضية التخابر مع منظمات وجهات أجنبية.
الزيات كانت تجمعه علاقة قوية بالإسلامبولى وهما أصدقاء منذ فترة الثمانينيات، ويدافع عن أحمد نجل الإرهابى الذى سجن على خلفية مظاهرات الإخوان بعد ثورة ٣٠ يونيو، والأمر مأساوى بالنسبة إلى الإسلامبولى الذى لا يستطيع دخول مصر لزيارة ابنه خوفا من اعتقاله.
فى فبراير ٢٠١٥ كانت هناك جلسة لأحمد نجل محمد الإسلامبولى، والزيات محامٍ متكاسل يحضر جلسة ويغيب أخرى، لكنه محرج من صديقه الإسلامبولى الذى أخبره أنه اضطر إلى الاتفاق مع محامى الإخوان كامل مندور لحضور الجلسة مع ابنه.
كان الزيات يختفى فترة، ثم يعود ليسأل عن نجل الإسلامبولى ويتحجج بمشاغله، وفى ١ مارس ٢٠١٥ طلب الزيات من الإسلامبولى معرفة آخر أخبار قضية ابنه، فرد عليه أن أحمد حكم عليه بسنتين سجنا وغرامة ١٠ آلاف جنيه، وقد تم تحديد جلسة الاستئناف يوم ١٧/٣، قائلا: «لعل فضيلتك تكون موجود، لأن الأستاذ كامل المحامى سيكون فى العمرة»، فرد عليه الزيات أنه يتابع الأمور وسوف يحضر معه الاستئناف.
اختفى الزيات فترة وعاد مرة أخرى فى ٧ مايو ٢٠١٥ يطلب من الإسلامبولى إرسال نسخة من التظلم الخاص بابنه أحمد مترجم لنشرها بصحف أجنبية، وفى هذه المحادثة طلب الإسلامبولى من صديقه المحامى أن يقنع ابنه خالد الموجود فى مصر بإجراء عملية فى المعدة، وسأل الإسلامبولى عن تكلفتها فرد الزيات أنها بـ٤٠ ألف جنيه.
كانت هناك أزمة يعانى منها الزيات، بسبب رفاعى طه الذى يضطهده، ولا يستطيع الزيات مواجهته، لأنه أهم قيادات تنظيم القاعدة ورجل خطير لا يعرف إلا قتل أعدائه، وهو محكوم عليه بالمؤبد والإعدام على ذمة قضايا إرهابية.
شكا الزيات فى ١٩ فبراير ٢٠١٥ من اضطهاد رفاعى طه له، وأكد أن رفاعى كل فترة يقذفه بالطوب ويسبه قائلا للإسلامبولى: «عيب ده أنا حبيبك وأنت صاحبه وبيسمع كلامك».
فقال الإسلامبولى: «أنا حزين مما يكتبه الشيخ رفاعى عنك، وقلت له إن منتصر أخ لى، وأولاده مثل أبنائى، ولا تقلق يا منتصر سوف أنهى هذا الأمر».
ما نراه أن الزيات يفضل أن يكون بعيدا عن المشهد للحفاظ على مهنته، وإلا لكنا رأيناه متهما مع الإخوان ومرسى، بل وانضم إلى التحالف الوطنى لدعم الشرعية ويحضر جلساته فى الخفاء، لكنه يرفض إظهار اسمه خوفا على مستقبله فى مصر، لأنه محامى الجماعة، والأمر تم كشفه من خلال محادثاته مع الإسلامبولى، حيث قال للزيات: «سمعت من الشيخ مجدى سالم القيادى بالجماعة الإسلامية وعضو تحالف دعم الشرعية أنك يا منتصر سوف تحضر الاجتماع غدا»، فرد منتصر أنه بالفعل متوجه إلى إسطنبول، وسيصل الساعة الخامسة، وكانت الرسالة بتاريخ ١٨ مايو ٢٠١٥.
وللعلم ليست المرة الأولى التى يسافر فيها منتصر لتركيا ويحضر هذا الاجتماعات، والرجل فى كل مرة يسافر فيها ويعود للقاهرة تستوقفه الأجهزة الأمنية فى المطار، للتأكد من عدم إدراجه على قوائم ترقب الوصول، وكانت له سفريات فى فبراير الماضى.
خالد سعيد.. رجل الإرهاب المسلح
أيضا هناك محادثات لـ«خالد سعيد» المتحدث باسم الجبهة السلفية والقيادى بالتحالف الوطنى لدعم الشرعية، وهو الذى دعا إلى ثورة مسلحة ضد الدولة والنظام يوم ٢٨ نوفمبر ٢٠١٤، وداهمت قوات الشرطة منزله، ردا على ذلك، لكنها لم تجده، وفر هاربا إلى تركيا.
كان الإسلامبولى يعتمد على الأخذ ببعض الآراء، وقال له فى مايو ٢٠١٤: «نحن فى محك تاريخى يصنع المستقبل، والله يراقبنا، والباطل سينكسر لا محالة وقريبا وهذا ما تعلمناه».
وسأله الإسلامبولى عن تقييمه للوضع، وهل هناك وسيلة مناسبة للتواصل والتخطيط للخروج من الأزمة، فرد خالد: «إن وسائل الاتصال الإلكترونى أصبحت خطرا ومعرضة للمراقبة».
خالد قال: إن الرئيس السيسى لا بد أن يلجأ إلى التفاوض رغما عنه، لأن الأمور غارقة وما جرى فى الانتخابات الرئاسية يؤكد أن الأجهزة ليست معه، وهناك أوامر لرجال الحزب الوطنى بعدم الحشد وهم أصحاب القنوات الذين أظهروا ضعف التصويت، مؤكدا أنه لن يسلم أحد من بعده إلا إذا أخذ ضمانات تجعله أقوى من الرئيس كثيرا، وفى رأيه ستكون معركة تكسير عظام، وهذه العقلية لا يمكن أن تستمر ثلاثة أو أربعة أشهر إذا لم تقم ضده ثورة.
وتساءل الإسلامبولى: هل ترى أن المظاهرات السلمية ستؤتى ثمارها فى ظل الإرهاب البوليسى؟ وهل تظنون أن الشباب سيصبر على تلك الأعمال الهمجية دون ردود أفعال قد تكون مصيبة أو مخطئة؟ وهل ترى أن تحالف دعم الشرعية يقود المسيرة فى الاتجاه الصحيح؟ وهل هو تحالف هش كما يقول البعض؟ وسؤال أخير من ممثلكم بالخارج؟
نظرا لصعوبة الأسئلة فخالد لم يستطع الإجابة عنها، وقال: «سأحاول إجابتكم قدر المستطاع، لكنى سأتوجه للصلاة الآن»، ولم يرد خالد مرة أخرى نهائيا.
طارق الزمر.. أمير الإرهاب
أما رسائل الاسلامبولى مع طارق الزمر، القيادى بتنظيم الجهاد والملقب بأمير الإرهاب وصديق الإسلامبولى الذى كان دائما يحترم آراءه، ويتفقان معا على بعض الأمور الخاصة بتنظيم الجهاد.
ففى ٨ مارس ٢٠١٥ أرسل الزمر رابطا للإسلامبولى يحتوى على عدة أخبار هدفها إحداث فتنة بين مصر والسعودية، وكانا يرغبان فى إعادة نشر هذه المقالات فى صحف مختلفة.
الإسلامبولى كان يكتب مقالات ويعيش دور الصحفى والقيادى معا، وكان يأخذ برأى الزمر فيما يكتبه، والأخير كان يبارك له على المقالات دون أن يقرأها ويقول: «فتح الله عليك».
وفى هذه الدردشة تحدث الإسلامبولى قائلا: «نحن مع جهاد الشعب المصرى والسورى والعراقى والأفغانى ضد عملاء الاستعمار وبائعى الأوطان».
وأضاف الإسلامبولى أن الدولة الإسلامية ليست عدوة لأحد، بل هم الذين وقفوا أعداء ضدها، ونصيحتنا لهم إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان إن لم تعتدل الموازين فى التعامل.
عامر عبدالمنعم وأبوعمار
الإسلامبولى له علاقات عديدة بالكتاب، فهو على يقين أنه يجاهد القلم والسيف، لذلك يهتم بما ينشر فى وسائل الإعلام، وكان له رسائل مع الكاتب «عامر عبدالمنعم» الذى يكتب ضمن كتائب التكفيريين فى مواقعهم.
ووجه عامر عزاءه فى ٦ يونيو ٢٠١٤ للإسلامبولى فى وفاة والدته، وعندما سأله عن العزاء، فرد أن الموضوع متروك للشيخ أسامة حافظ، لأنه فى تركيا ولا يستطيع دخول مصر.
فى ٢١ فبراير الماضى قال عامر: «إن منتصر الزيات كلمنى وقال لى إنهم اعتقلوك فى تركيا»، فرد الإسلامبولى: «إن هذا بسبب قرار الأمم المتحدة بإدراج اسمى ضمن القائمة السوداء للإرهاب، لكننى خرجت بقرار محكمة والحمد لله فى الخارج الآن».
الإسلامبولى كان يهتم بكل من يستخدم النشر فى مساندة الجماعة وكان يأخذ بعين الاعتبار دائما بكلام «ياسر أبوعمار» ابن محافظة السويس والمقيم فى بريطانيا، و‏مدير شبكة المرصد الإخبارية التى تهاجم مصر بين الحين والآخر، فى فترة حكم مرسى وقت أن اشتد الرأى العام عليه مطالبا برحيله، استقبل الإسلامبولى رسالة من أبوعمار بتاريخ ١٩ فبراير ٢٠١٣ قائلا: أقف مع الحق يا شيخنا، أصحاب المصالح والأحزاب هيضحكوا العلمانيين علينا.. وهيضيعوا رصيد الإسلاميين فى الشارع والناس فى كل مكان أصبحت تشتمنا.