لم يتوقع المصريون في يوم من
الأيام، أن يتحول مناخ مصر الذي تعودوا على وصفه بالمقولة الشهيرة: "حار جاف صيفًا
معتدل ممطر شتاء"، إلى قاتل يزهق أرواحهم بالإجهاد الحراري صيفًا ويغرقهم في الأمطار
شتاءً.
وتحول فصل الشتاء إلى فصل مشؤوم أغرق محافظات
ودمر مدنًا وقرى، وأصبح الفصل الرومانسي الذي كان ينتظره العشاق، إلى فصل دموي أزهق أرواح
العشرات بينهم أطفال
وقال اللواء
يسري هنري، رئيس شركة الصرف الصحي بالإسكندرية، إن الأزمة التي تشهدها الإسكندرية
تتمثل في سقوط الأمطار فجأة وبعض "الشنايس أو البلاعات" التي بها شوائب أو
ما شابه تسببت في انسداد باقى الشبكة، وزيادة كمية مياه الأمطار سببت ضغط على بعض المواسير
ما جعلها تنهار.
أما الدكتور محمد سلطان، محافظ البحيرة، فقد صرح بأن قرية "عفونة" غرقت في مياه الأمطار بسبب عدم وجود بنية تحتية قوية فيها، وتم تشكيل عدة لجان لحصر المساحات المتضررة بنطاق المحافظة من خلال الحيازة الزراعية أو عقد الإيجار والاسم والرقم القومى، لصرف التعويضات للمواطنين بينما سيتم العمل على إيوائهم في منازل جديدة.
وتساءل المواطنون عن الاستعدادات المفترض
إجرائها كل عام قبل بداية فصل الشتاء، وأبرزها تنظيف فتحات صرف مياه الأمطار "الشنايس"،
أو على الأقل مراجعة فتحات الصرف الصحي، وظهرت المفاجأة بعد تكرار هذه المأساة مرتين
أولهما في نهاية شهر أكتوبر الماضي، والثاني في مطلع شهر نوفمبر الجاري، وهي
"إرهاب البلاعات".
وكشفت وزارة الداخلية عن وجود خلايا إرهابية
قامت بسد فتحات الصرف من خلال وضع قطع أسمنتية ضخمة في المواسير ما تسبب في انسدادها
وغرق المحافظات بمياه الأمطار الغزيرة، حيث أعلنت الأجهزة الأمنية عن ضبط خلية إرهابية
مكونة من 17 فردًا تابعين للجان النوعية للإخوان تبين تورط أعضائها في تفجير عبوتين
ناسفتين وسد مصارف الصرف الصحي بالإسكندرية.
واعترف أعضاء الخلية بأنهم قاموا بتفجير
عبوة ناسفة بمنطقة مناورات القطارات بمحطة مصر بدائرة شرطة العطارين، كما تم إبطال
عبوة أخرى وقاموا بتفجير عبوة وراء المستشفى الإيطالية بدائرة باب شرق.
وقال إبراهيم
محروس، أحد عناصر الإخوان، إنه انضم بعد 30 يونيو إلى لجنة الإرباك بالجماعة
والتي تهدف إلى إرباك النظام، وقاموا بعمليات من شأنها سد مجاري الصرف الصحي بالإسكندرية
وحرق النفايات.
وفي نفس السياق، أكدت أجهزة الأمن بالقليوبية
أنها اكتشفت واقعة انسداد خط الصرف الصحي بعزبة رستم بشبرا الخيمة إثر وضع أنبوبة غاز
سيارة داخل بالوعة الصرف الرئيسية ما أدى لانسدادها وظهور طفح مجاري.
ورجحت أجهزة الأمن أن يكون وراء الواقعة
عناصر إرهابية من الجماعات الإرهابية التي تحاول تخريب المرافق العامة وتهييج الرأي
العام، بينما تم رفع الأنبوبة واتخاذ اللازم نحو تسليكها وإعادة الخط للعمل، وتولت النيابة
التحقيق.
وتلقى الرائد
محمود ندا معاون مباحث قسم ثان شبرا الخيمة
إخطارًا من أحمد كمال زكى مراقب صيانة بشركة القاهرة للصرف الصحى إنه أثناء
قيامه بفحص بلاغ طفح لمياه الصرف الصحى في شارع مهنى السواق دائرة القسم، وأثناء قيامه
بفتح إحدى البالوعات تبين له وجود أسطوانة غاز سيارة بداخلها مما أدى لانسداد خط الصرف
بالشارع والمكون من عدد 4 بالوعات، وأضاف بأن ذلك نتيجة فعل فاعل.
وأخطر اللواء
سعيد شلبي مدير أمن القليوبية، وانتقل
المقدم مصطفى لطفي رئيس مباحث قسم ثان شبرا الخيمة، وقوات الحمايه المدنية، وبالفحص
تبين امتلاء الشارع بمياه الصرف الصحى مع وجود الأسطوانة المذكورة بجوار البالوعة الرابعة
بالشارع المشار إليه، وهى بعمق 2 متر تقريبًا يعلوها غطاء من الزهر، كما تبين أن الأسطوانة
هي التي تسببت في انسداد خط الصرف الصحى بالشارع.
