اصطف المصريون في الخارج خلف رئيسهم عبدالفتاح السيسى، حيث وفدوا من جميع أماكن تواجدهم في المدن الأوربية للندن ليقفوا في ظهر رئيسهم، غير عابئين بالثلوج أو الأمطار أو مشكلة السفر، والتنقل أو التعطل عن أعمالهم.
وإنه موقف وطنى مشرف لأنه أضخم تجمع.
وبمبادرة منهم دون إيعاز من أحد، وفى مواجهة الأعداد التي حشدها التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية لإفساد الزيارة، وعدم كشف جرائم القتل والحرق والتدمير التي ارتكبوها في حق الشعب المصرى. وهذا التجمع الكبير للمصريين يظهر معدن الشعب المصرى وصلابته التي تظهر في المحن، والشدة، وهذا ما لم يفهمه أعداؤنا، والمتآمرون علينا.
لم يتركوا رئيسهم وحده في مواجهة التنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية، حيث يوجد مقرهم بلندن منذ زمن طويل بعد فرارهم من مصر عقب محاولتهم اغتيال الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وإقامة مركزهم الإسلامى الذي تحاك فيه مؤامراتهم ضد إلاسلام، والشعوب العربية، وفى القلب منها الشعب المصرى.
ولم يكن بغريب عليهم ما أقدموا عليه من أفعال شريرة أثناء الزيارة، وهذا أمر كان متوقعا منهم لكن التصدى لهم من جموع المصريين أبناء الجالية المصرية بلندن كان رائعا، وملحمة بطولية اعتمدت على العقل بعيدا عن الانفعالات مماحولها لانتصار حقيقى لنا.
فرئيسنا لا يخرج في جولاته الخارجية من أجل النزهة أو الفسحة إنما لرفع اسم مصر عاليا في كل أنحاء العالم لتسترد مكانتها، وهذا يرفع شأن المواطن المصرى أيا كان مكان تواجده، وإزالة الدعايات السوداء.. والإشاعات وحملات التشويه التي يبثها هذا التنظيم بناء على تعليمات أسيادهم الأمريكان، والصهاينة.
فأهداف الزيارة للتباحث مع رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، ووزير الدفاع مايكل فالون من أجل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، والأمنية والتشاور حول قضايا المنطقة خاصة قضية الإرهاب، ولقاء مع كبريات الشركات البريطانية ومجتمع المال والأعمال من أجل دعوتهم للاستثمار في مصر، وتعزيز العلاقات الاقتصادية خاصة قطاعات الطاقة، والنقل والبنية التحتية لربطها بالمشروعات القومية التحتية، وزيادة التبادل الاقتصادى.
وبفضل صلابة الموقف المصرى تم إفشال المؤامرة الإخوانجية بمنع الزيارة، وذلك من خلال استئجار بعض المحامين، وقيامهم بإعداد مذكرة وقع عليها بعض أعضاء البرلمان البريطانى لإلغاء الزيارة، وكانت الطامة الكبرى خروج تخمينات من مكتب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بعد مضى ٦ أيام من تحطم الطائرة الروسية فوق سيناء، والذي راح ضحاياه ٢٢٤ راكبا والذي تضمن «أننا لا نستطيع بشكل حاسم تحديد كيف سقطت الطائرة. لكن هناك معلومات جديدة تشير إلى احتمال أن يكون السقوط وراءه عبوة ناسفة جرى زرعها على متن الطائرة».
وللأسف الشديد سايرتها أمريكا حيث ذهبت أحد المسئولين الأمريكان في تصريحاته بشبكة سى. إن. إن، بأن الطائرة سقطت على الأرجح نتيجة قنبلة زرعت داخلها، الأمر الذي يعد استباقا للتحقيقات الجارية حيث لم تنته عملية تفريغ الصندوق الأسود، وتجاوزا لكل الأعراف، والتقاليد الدولية، والتساؤل المطروح: إذا كان هناك معلومات لدى الإدارة البريطانية أو الأمريكية فلماذا لم يتم تسليمها لمصر، وروسيا؟!
إما أن تكون هذه التصريحات الاستباقية هي محاولة لضرب السياحة المصرية مما يترتب عليه إضعاف الاقتصاد المصرى، ويعزز ذلك.. ما أعقب ذلك من قرار للحكومة البريطانية بتأخير إقلاع طائراتها من مطار شرم الشيخ لحين وصول فريق أمنى بريطانى للتحقق من الإجراءات الأمنية بالمطار، وبالرغم من الجهد الكبير الذي قامت به الحكومة من إجراءات تأمينية لضمان سلامة السائحين. والحمد لله أن الزيارة استمرت حتى يتم كشف هذه المؤامرة ولم ننسق وراء انفعالات البعض المطالبين بإلغاء الزيارة.
وهذه الجسارة من السيد الرئيس بإتمام هذه الزيارة تعد امتدادا لموقفه العظيم من قضايا الداخل والتي تظهر حبه، وتفانيه لوطنه، ولشعبه من خلال ما أعلنه في الندوة الثقيفية العشرين التي نظمتها القوات المسلحة تحت عنوان «أكتوبر الإرادة والتحدى» بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين لانتصارات أكتوبر المجيدة. وبادر بتقديم كشف حساب عما قام به في زمنية بسيطة من اختياره رئيسا.
حيث تم إنجاز شبكة من الطرق القومية التي يجرى تنفيذها، وبلغت تكلفتها ٥٠ مليار جنيه، وتم الانتهاء من نحو ٩٠٪ من المرحلة الأولى منها وجار البدء في المرحلة الثانية، وتطوير مرفق السكك الحديدية، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومشروع الالف مصنع، وتطرق إلى الموضوع الأساسى الذي يعد الشاغل الاساسى للمواطن المصرى ألا وهو قضية غلاء أسعار السلع.
حينما قال «إوعى تتصور أنه يغيب عنى ارتفاع الأسعار انا واحد منكم أعرف كويس الظروف الصعبة للناس وعارف عايشين ازاى. وان شاء الله آخر هذا الشهر هتكون الدولة خلصت تدخلها لخفض الأسعار بشكل مناسب، واللى هيوفر طلبات الناس من السلع الأساسية هو الدولة والقوات المسلحة التي ستفتح منافذ للسلع الأساسية واللى عنده حاجة يصرفها فلن نسمح بزيادة الأسعار وهنشوف تحسين ملحوظ إن شاء الله».
وهذه الأقوال ترجمت لأفعال حيث تم تشكيل لجنة من ٨ وزراء للسيطرة على الأسعار برئاسة وزير التموين، والتجارة الداخلية والصناعة، التجارة، الزراعة، والتنمية المحلية، والصحة، والتضامن الاجتماعى، وستعقد اجتماعاتها بصفة دورية بمقر رئيس الوزراء وقامت بضبط وتخفيض الأسعار حيث تم توحيد جميع أسعار اللحوم بالمجمعات الاستهلاكية بـ٥٠ جنيها.
كما اتخذت الإجراءات في البدء بإعادة تأهيل وتطوير الشركات التابعة لقطاع الأعمال العام، والبالغ عددها ٤٣ شركة للعمل بكامل طاقاتها وزيادة الإنتاج خاصة الحبوب، والأرز، واللحوم والدواجن.. والزيوت..
وتم تحديث ٣ آلاف مجمع استهلاكى على مستوى الجمهورية وافتتاح عدد من الفروع الجديدة.
وأعلن مسئول حكومى أنه سيتم عرض السلع الاستهلاكية والغذائية بأسعار تقل ما بين ٢٠ و٣٠ ٪ وقامت الشركة القابضة الغذائية بالتعاقد على استيراد ١٥٠٠ طن شهريا من الدجاج للبيع بسعر ١٩ جنيها للمستهلك، والتعاقد على استيراد ١٠٠ ألف رأس أبقار سودانية على أن يتم ذبحها داخل المجارز المصرية اعتبارا من أول يناير.
كما قامت القوات المسلحة بالدفع بسيارات منافذ بيع للسلع الغذائية في العديد من المناطق على مستوى الجمهورية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل شنت مديريات التموين بالمحافظات المختلفة حملات على الأسواق لضبط الأسعار للتصدى للتجار الجشعين محتكرى ومستوردى السلع الأساسية.
وتم افتتاح أقسام لبيع الخضروات، والفواكه في أغلب المجمعات.