تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
"أنا إن قدر الإله مماتي لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي" .. ما أحوج العرب للاستماع جيداً لأنشودة كوكب الشرق "مصر تتحدث عن نفسها" التي تسبق فيه حواجز الزمان والمكان لتصف الحالة التي تمر بها مصر حالياً.. لكننا ندعوهم هذه المرة للاستماع والتفكير بدلاً من ممارسة هواية "مصمصة الشفاه" .
فبعد أكثر من 10 أيام على كارثة تحطم الطائرة الروسية فوق أجواء سيناء لم يخرج صوت عربي واحد لإعلان وقوفه إلى جوار مصر أو مساندته لقطاع السياحة الذي أعلنت أوروبا وروسيا الحرب عليه وحاولت قصفه بأسلحة محرمة دولياً .
واكتفت جامعة الدول العربية بالخروج علينا ببيان تعلن من خلاله رفضها للهجوم الذي تتعرض له مصر من الدول الغربية بعد حادث سقوط الطائرة الروسية، ومحاولة بعض الأطراف استغلالها لأغراض المساس بمصر.
واكتفى نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي بالقول "إن مصر دولة مهمة ليس فقط للعالم العربي، وإنما لمنطقة الشرق الأوسط، وأي شيء يمسها لابد أن يكون له متابعة، واهتمام من الجامعة العربية" .
وأضاف بن حلي في تصريحه حول الهجوم الذي تتعرض له مصر من الدول الغربية بعد حادث سقوط الطائرة الروسية" ما ينشر حول أسباب حادثة الطائرة ما هو إلا تسريبات، وتحليلات حاولت بعض الأطراف استغلالها لأغراض المساس بمصر" .
ومع كامل تقديرنا لتصريحات "بن حلي" إلا أنها في واقع الأمر لا تعبر عن المواقف المتوقعة من الدول العربية تجاه مصر التي لم تتأخر يوماً عن مساندة أي دولة عربية في شدتها ولا نحتاج أن نحصي عدد الحروب التي خاضتها مصر أو الشهداء المصريين الذين سالت دمائهم الطاهرة للزود عن تراب الوطن العربي بداية من حرب 48 وانتهاءً بالمشاركة في التحالف العربي لإعادة الشرعية باليمن ومواجهة المخططات الإيرانية الدنيئة ضد المنطقة بأسرها .
إن مصر التي لم تتأخر دقيقة عن أشقائها العرب ، لا تنتظر بأية حال ثمن مواقفها الوطنية الباسلة ولا ننتظر رد الجميل، فلن يقدر أحد على رده بالمناسبة، لكن هي مجرد تسجيل لحالة ملموسة على أرض الواقع تفرض عدة تساؤلات حول تأخر ردود الفعل العربية تجاه ما تشهده مصر .
على أية حال .. بإذن الله تعالى ستنقشع الغمة وستخرج مصر من هذه الحالة قوية أبية عصية وهذا ليس من باب الغرور أو الثقة العمياء ولكن من استقراء عبر التاريخ التي تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن مصر لا يمكن أن تركع أو تقع فريسة سهلة لأي مكر سيء يحاك ضدها وهذا مصداقاً لقول الحق "لا يحيق المكر السيء إلا بأهله" .
كلمة أخيرة
"عدو عاقل خير من صديق أهوج" أو بالأصح خائن .. أعتقد هذا أبلغ توصيف لعلاقة مصر بروسيا والتي تحتاج بلا أدنى شك لإعادة التفكير جيداً .. كما أن الرواية الأسطورية حول هروب طائرة بريطانية من صاروخ فوق سيناء أيضاً والتي حاولت صحف بريطانيا الاستخفاف بعقول العالم بها والتي تذكرنا برائعة الكوميديان الراحل "إسماعيل ياسين في الطيران" حين استغرق في استهبال المحيطين به تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنه شيء من إثنين لا ثالث لهما : "يا إما الأسد البريطاني جاله جنون البقر" أو إن المستمع مجنون.