الثلاثاء 18 مارس 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

مصر والإمارات يد واحدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بداية، ترددت كثيرا فى نشر هذا المقال حتى لا يُساء فهم الهدف منه، ولكن فى النهاية حسمت أمرى بنشره لأنه شهادة لله تعالى، لا يوجد فيها ذرة هوىً، وما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل، فلا شك فى أن العلاقات بين الشعوب تدوم وتبقى إلى الأبد، ولا يعكرها إلا سياسات النخب والطبقة الحاكمة، فالثابت أن العلاقة بين النخب والسياسيين متغيرة، حسب المصلحة والمنفعة التى تقع على طرفى هذه العلاقة، كما يحكمها العديد من الاعتبارات الأخرى المرتبطة بالظروف الداخلية والإقليمية والدولية، التى تساعد على بقاء هذه النخب أطول فترة ممكنة فى السلطة.
وفى الإطار، فإن ما يجمع بين الشعبين المصرى والإماراتى هو أكبر بكثير من الرابطة الإسلامية والعربية، وهو أكبر أيضًا من العلاقات بين النخب، خاصة أن النخبة الإماراتية متوحدة مع شعبها، لأنها علاقة “,”توحد وأخوية“,”، تصل إلى رابطة “,”الدم“,”.
ويتضح ذلك، عندما تسأل أى مصرى إلى دولة تحب أن تذهب بعد للعمل، سيقول بدون تفكير إلى “,”الإمارات“,”.
وعندما سمعت أوبريت “,”هذه مصر“,” من الأشقاء فنانى الإمارات كادت أن تبكى عيناى وكان السؤال الذى دار فى خلدي: إلى أى مدى يحب الشعب الإماراتى مصر؟ هل مثل المصريين؟ ووجدت نفسى أقول “,”مصر والإمارات ايد وحدة“,”، تقول بعض كلمات الأغنية:
زايد موصينا عليك.. ياشعبها قشر بإيدك
هذه العمر.. هذه العمر.. هذه مصر
هذه مصر.. وما في أغلى من مصر
خطواتها فوق السحاب.. تمشي بها وينزل مطر
هو فيه أغلى من مصر.. هذه مصر
وما نشرت الأغنية حتى انهالت كلمات الشكر والتقدير من المصريين إلى شعب وفناني وحكام الإمارات، وما أوقفنى فى التعليقات على هذه الأغنية ما كتبته المنضالة والكاتبة المرموقة أمينة شفيق والتى علقت على الأغنية بكلمات رقيقة قادمة من إنسانة لا يستطيع أحد أن يزيد عليها بكلمة واحدة قائلة:
“,” استمعت للأوبريت الإماراتي “,”هذه مصر“,” مش معقول كل هذا الحب ! الوشائج القومية موجودة ولكنها كامنة ساكنة تنتظر مناسبة لتظهر في الضوء. والغريبة أنها تظهر بكل وضوح في فترة الأزمات. إنها حركة الشعوب وقواها الناعمة“,”.
أن الرابط المعنوى والعضوى بين مصر والإمارات لن يستطع أحد أن يؤثر فيه سواء أكان من النخبة أو غيرها، فيوجد فى قلوب المصريين الكثير والكثير تجاه الأخوة فى الإمارات، التى سارعت بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيه إلى الوقوف بجانب الشعب المصرى.
وعلى الرغم من محاولة تنظيم الإخوان المتأسلمين تعكير صفو هذه الرابطة الأخوية عبر محاولة الجماعة العبث بالأمن الوطنى الإماراتى، ومحاولة تسييس قضية إلقاء القبض على نفر من أعضائها بالإمارات، وجعلت قضية وطنية قومية بامتياز، إلا أنه لم يكن هناك استجابة من الشعب المصري إلى محاولات الجماعة، خاصة بعدما كانت هناك بعض القضايا الأقرب إلى الحل متعلقة بمواطنين مصريين غير مسيسين، إلا أن الجماعة ورئيسها لم تطالب بفتحها أو حلها على الأقل.
إن ما حدث من الإمارات والسعودية والكويت وغيرها من البلدان العربية يؤكد ما قلناه من قبل – تكرارا ومرارا- أن الأمن القومى المصرى يبدأ من الخليج العربى، وأن مصادر تهديد الأمن القومى ليست فقط خارجية –إسرائيل وإيران- ولكن هناك مصادر تهديد أخرى داخلية، من جماعات تكفرية وجهادية، لا تقل خطورة عن تلك الخارجية، وفى يقيني أن هذه الدولة تعى تمامًا أن قضية “,”تنيظم الإخوان“,” ليست قضية مصر فقط ولكن هى قضية قومية وإحدى مصادر تهديد السلطة والدولة فى البلدان العربية، خاصة بعدما قامت الجماعة بإظهار تهديد مباشر للسلطة وعروش النخبة الحاكمة فى هذه الدول.
ولكى لا نذهب بعيدًا، فإن القوة الناعمة التى تربط بين البلدين قائمة على أسس معنوية وروحية تجسدت من خلال توحد الأفكار والمبادئ بين الشعبين، جسدتها الثقافة والفن فى أكثر من مناسبة، وهذا طبيعى لأن ما يستطيع الفن أن يعبر عنه تعجز أشكال الكتابة الأخرى التعبير عنه.
رحم الله الشيخ زايد الذى أحب مصر كثيرا وأحبه المصريون أكثر.
وعلى الله قصد السبيل