احتفلت تونس بالعيد الوطني للشجرة الذي يصاف الثامن من نوفمبر من كل عام ، وذلك للتشجيع على الاعتناء بالأشجار والوصول إلى نسبة تشجير تصل إلى 16% بحلول عام 2020.
وقام الرئيس التونسى، الباجي قايد السبسي ، بمشاركة العديد من الوزراء وكبار المسئولين في الاحتفال بزراعة شتلات الأشجار في العديد من المناطق.
يذكر أن هذا الحدث لا يعد عيدا وطنيا فحسب بل عالميا ، يحتفى فيه بزراعة وحماية الغطاء النباتي في أغلب دول العالم، ويهدف إلى زيادة رقعة المساحات الخضراء، وترميم الغابات الطبيعية بزرع غابات اصطناعية وحمايتها من التعديات والانتهاكات.
وكان الصحفي الأمريكي ، جوليوس ستيرلينج مورتون ، (1902-1832) /والذي شغل منصب سكرتير الرئيس الأمريكي الأسبق جروفر كليفلاند لشئون الزراعة قد اقترح تحديد يوم للشجرة في أمريكا خلال اجتماع مجلس زراعة نبراسكا في 4 يناير 1872 ، ليتم تحديد يوم 10 أبريل من كل عام للاحتفال به.
ويحتفل بهذا العيد سنويا في أغلب البلدان العربية لغرس أعداد كبيرة من الأشجار، ففي تونس يتم الاحتفال به في الثامن من نوفمبر ، وفى الجزائر في 21 مارس والأردن في 15 مارس ، وفى سوريا في الخميس الأخير من كل عام ، وفي إيران في 5 مارس، وفى كينيا (21 أبريل) أما في الغرب، فعلي سبيل المثال لا الحصر تحتفل به استراليا في28 يوليو، وألمانيا في 25 أبريل واليابان في 29 أبريل .
تجدر الإشارة إلى أنه ورد إنبات الشجر في مواضع متعددة من القرآن الكريم وفي سور كثيرة ، وعلى سبيل المثال قوله تعالى" ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة، فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت ، إن الذي أحياها لمحيي الموتى؛ إنه على كل شيء قدير" سورة فصلت .
وفي سورة عبس قوزله تعالى (فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صبًّا ثم شققنا الأرض شقًّا فأنبتنا فيها حبًّا وعنبًا وقضبًا وزيتونًا ونخلاً وحدائق غلبًا وفاكهة وأبًّا متاعًا لكم ولأنعامكم)...فالأمر هنا ليس بحثًا عن الطعام أو بذل المال لشرائه، إنما هو خلق الطعام والغذاء بنزول الماء .
ثم يبين الله تعالى أنواع وأمثلة من النباتات فيقول: (وعنبًا وقضبًا، وزيتونًا ونخلاً، وحدائق غلبًا، وفاكهة وأبًّا). فكل هذه المنتجات النباتية تمثل مستوى غذائيًّا على النبات ولحوم الحيوان التى تأكل العشب ...فلو نظرنا لآيات الإنبات في القرآن لوجدنا اقتران نشأة النبات بنشأة الإنسان وكذلك ارتباط البهجة بالنبات فى قوله فى سورة النمل الآية 60 (حدائق ذات بهجة).
ومن هنا، يتضح اهتمام القرآن بذكر الفوائد الجمة للشجر وبأهمية الحفاظ على البيئة وعلى الكون من التلوث والتعديات والانتهاكات وذلك للحفاظ على الجنس البشرى من الهلاك .
