الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أحلام المصرية الإماراتية ذات القلب الماسي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كثيرا ما تسبب قوة الشخصية والاعتداد بالنفس غيرة وحقد البعض، فيكيلون الاتهامات، وينظرون دائما بعين مبغضة فى تفسير المواقف أو الكلمات.. هكذا أرى الفنانة الكبيرة أحلام، فهى كما يبدو عليها شخصية قوية مهابة، مما يفسره البعض بالتعالى، ويجعل البعض يتربص بها ويهاجمها.. فقد قرأت عن تحضيرها لحفل فى أوبرا مصر، ثم فوجئت بهجوم شرس عليها بأن الأوبرا لم تتعاقد على حفلات.. فاعتذرت أحلام عن التفسير الخاطئ، لأن الحفل فى أوبرا مصر التابعة لجامعة مصر، وبدأ هجوم آخر بإعلان أ. سمير صبرى المحامى رفع دعوى قضائية، لمنع دخولها مصر واتهامها بإهانتها!! وقال إنه لن يسمح بدخولها مصر التى أهانتها وتطاولت على رموزها!! وازداد الأمر اشتعالا بعدما تواصل أ. محمد الغيطى مع وزيرى «الشباب والرياضة» و«التضامن الاجتماعى»، وطالبهما بالتدخل وعدم حضور الحفل!! أما د. إبراهيم أبو ذكرى، رئيس اتحاد المنتجين العرب -وكما كتب- فقد كلف أ. سمير صبرى برفع دعوى قضائية ضدها من قبل الاتحاد لإهانتها لمصر، ومحاولتها تحطيم الطفلة ياسمينا!! وأنه يقوم باتصالات رسمية لمنعها من الغناء فى هذا الحفل!! ماذا فعلت أحلام لتنال هذا الجزاء البشع؟! الحقيقة أذهلنى ما يُكتب والتصعيد والتحريض عليها لمجرد تصريحها برأى فنى موضوعى وصريح فى برعم من براعم مصر التى تستحق الرعاية، ولا يعنى الإساءة لها، بل يعنى النقد البناء الذى من شأنه تصحيح الأخطاء، لأن استخدام الصوت بشكل صحيح يمكن من خلال الدراسة والتدريبات الصوتية، لكن نظرا لحالة التدليل المبالغ فيه من قِبل البعض لياسمينا يضرونها!! وهو ما حدث فى الحفل الأول لها الذى نال كثيرا من الدعاية والدعم لتخرج النتيجة إخفاقا شديدا وحالة من التهكم والاستهجان على ياسمينا ومؤيديها فى «فيس بوك»، حتى أشفقت عليها من عبث من وضعوها فى هذا الموقف، ولولا أنها مازالت طفلة لأحبطت وانتهى مستقبلها قبل أن يبدأ، وهو ما لا نريده أبدا لأى من مشاريع الفنانين، فما زال الوقت مبكرا جدا لكى نتعامل معها على أنها أحد الرموز المصرية، وأن تكرم فى المهرجانات، وتتحمل مسئولية الوقوف على مسرح كنجمة، وهى مازالت تحتاج إلى الدراسة والتدريب، ولا نصفق ونهلل تبعا لبرامج المسابقات، فياسمينا كانت فى دار الأوبرا، ولم يلتفت إليها أحد، لأن هناك أصواتا كثيرة مدربة ومحترفة أكثر منها ولا تنال أى اهتمام إلا إذا لجأت إلى برامج المسابقات!! وهو خلل لا بد أن نستفيق منه، فلم يعد هناك فرازون للمواهب، سواء فى الغناء أو غيره.. وتحوَّل الأمر أن يدعم الإعلام ما يريد ليلتفت الكل بالتصفيق.. فما قالته أحلام عن ياسمينا رأى صادق يعلمه المتخصصون، ولا يصح أن يتم وضعهم فى ميزان واحد، لكن يجب أن ندفعها وكل المواهب الشابة إلى التعلم والتطوير بدلا من إعطائهم أكثر مما يستحقونه، فيكون ذلك هو الهدم الحقيقى لهم.. ولا يجب افتعال المشاكل والمواقف، ونحمل الأمر أنها إهانة مصر فلسنا وحدنا الذين نحب مصر.. ورغم أن ياسمينا اكتشاف المايسترو سليم سحاب إلا أنه حين سئل عنها أجاب بأنها موهبة ممتازة، لكن تحتاج إلى التدريب والتحكم بشكل أكبر فى صوتها.. وهو ما يتفق مع رأى أحلام التى أجزم أنها عاشقة لمصر وفنانيها، لكنها بقوة شخصيتها وحدتها فى إبداء الرأى بلا تجمل عبرت عن رأيها ويجب احترامه حتى لو اختلف عليه البعض، ولا يجب أن نقحم اسم مصر الغالية، ونتفوه عليها أنها أهينت.. فما هذا العبث؟ وهل مصر عزبتهم الخاصة وليست كما نسميها أم الدنيا وبوابة الشرق وأم أهلنا فى الإمارات؟! هذا الشعب الكريم المحب لمصر وأهلها والذى غمرنا بالمساندة المادية والمعنوية فى المحن التى ألمت بنا.. على كلٍّ فقد أقيم الحفل وظهرت النجمة الكبيرة مملوءة بالحب والسعادة، لأنها تغنى فى العيد الأول لكورال أطفال مصر المكون من أبنائنا المهمشين المقهورين الذين تحولوا على أيدى الفنان المبدع والإنسان الراقى مرهف الحس المايسترو سليم سحاب إلى مبدعين يصفق لهم صفوة المجتمع.. وقفت بينهم أحلام متشحة بالحنان والتواضع مداعبة للأطفال، تقبلهم، وتنثر عليهم الورود كما يفعلون معها.. ظهرت كبيرة بإنسانيتها قبل فنها لتغنى «يا حبيبتى يا مصر»، وهى تحمل العلم فى قلبها ويدها ضاحكة وسعيدة كالأطفال من حولها، وقبل بداية الوصلة الغنائية كرمها المايسترو بإهدائها درعا تذكارية، وقالت بكلماتها البسيطة الدالة على تكوينها الإنسانى بالغ الرقى أنها انتوت إقامة «مدينة أحلام»، وتحتوى على كل ما يحتاجه هؤلاء الأطفال وأمثالهم من أبنائنا الذين ظلمتهم ظروف الحياة من منشآت ومشروعات توفر لهم سبل الحياة الكريمة التى من شأنها خلق مناخ إبداعى، ووعدت أن تحتفل بافتتاح تلك المدينة بعد عام واحد فى هذا المكان، فظهرت أحلام الكبيرة فى مواقفها، وتعاليها على الصغائر التى يتناولها الإعلام.. وقد تعجبت من تجاهل الإعلام لموقف أحلام!! فهم يمجدون فى الصغائر وفاعليها ويتناسون المواقف الجادة ويديرون لهم ظهورهم!! وأطالب الفنان هانى شاكر، نقيب الموسيقيين، أن يبادر بتكريمها والاعتذار لها عما بدر من البعض.. هذه الفنانة مرهفة الحس صاحبة قلب ماسى يجب علينا أن نقدرها ونهنئها على حسن عزمها ومبادرتها، ونتعلم ألا نكيل الاتهامات، ونصنع المواقف البطولية على حساب محبين لنا.