الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

كبش المحرقة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هناك عشرات الأسباب تؤدى إلى استقالة أو إقالة السيد المحافظ هانى المسيرى، إلا تلك النوة التى أنهت مدة خدمته فى الإسكندرية.
زبالة وصلت إلى حجم أهرامات صغرى فى كل الأحياء، تعليات للابراج وصلت إلى أضعاف هرم خوفو وبرج القاهرة، حتى أصبحت دولة المقاولين هى القاضى والجلاد، شوارع بلا ضابط أو رابط يتحكم فيها سائقو الميكروباصات ومن خلفهم أصحاب تلك العربات. لبس السيد هانى المسيرى كل جرائم النظام ليكون بحق كبش المحرقة فداء لكل أركان النظام.
لا يعنى ذلك أن السيد هانى المسيرى برىء، لكنه كان أيضا متواطئا مع كل من اختاره لحكم محافظة بوزن الإسكندرية، العاصمة الثقافية والفنية والسياسية والمعارضة لكل أوباش الوطن.
تاريخ المسيرى لايؤهله لذلك، هو ابن الحسب والنسب والأهم أنه ابن تلك المؤسسات الدولية التى تدير العالم، جاء هانى يوسف المسيرى خلفا لمحافظ الإسكندرية اللواء طارق المهدى الذى عاد بالإسكندرية إلى زمن الجوسقى وعادل لبيب زمن الجهالة والظلام، خرج لبيب مضروبا بالحجارة، وخرج الثانى غير مأسوف عليه، هانى المسيرى خريج جامعة كاليفورنيا فى لوس أنجلوس بعد ما حصل على بكالوريس إدارة الأعمال، وحاصل على ماجستير فى إدارة الأعمال من جامعة الإسكندرية بالتعاون مع جامعة جورج واشنطن، أكمل برنامج كليه كيلوج فى إدراة الأعمال فى جامعة شيكاغو الأمريكية، وهو الرئيس التنفيذى لشركة افيكو مصر إحدى أكبر الشركات فى شمال إفريقيا للزيوت والدهون، الرئيس التنفيذى لشركة اكويتى فنتشرز، مسئول الخدمات المصرفية المميزة لبنك أوف أمريكا، نائب الرئيس والمدير التنفيذى لشركة جولدن ستايت فودز مصر، واختير ضمن أفضل ٤٠ مسئولا تنفيذيا شابا تحت سن الاربعين.
ظلم المسيرى نفسه عندما قبل المنصب ولا ينبغى أن يحاكم عن جهله، لكن الاهم أن يحاكم من ظلموه بترشيحه لهذا المنصب، قالوا المقاول محلب رضخ لترشيح المسيرى بناء على توصية صديق، وقالوا إنه الصديق الصدوق لنجل العزيز عادل بيه لبيب الذى جرى وراءه أهل الإسكندرية بالطوب، نشرت صفحة هانى المسيرى محافظ الإسكندرية المستقيل، على موقع التواصل الاجتماعى «الفيسبوك»، رسالة أكد فيها «إنى أقدم استقالتى تقبلا للرأى العام، واضعا فى الاعتبار يومى الانتخابات، بالرغم أن المسئولية عن البنية التحتية أو حتى التحكم فيها غير وارد لمحافظى الأقاليم». وقال: «لقد فضلت أن أستقيل كما فعل مسئولون مصريون ومن الهند واليابان بما أنى مسئول عن الإسكندرية، وكنت قد نويت بالفعل تقديم استقالتى بعد انتهاء الانتخابات بأى حال من الأحوال، وبعد الإفصاح عن الخطة الكاملة الموضوعة للإسكندرية بعد ٨ أشهر من تولى المسئولية». واختتم المسيرى رسالته قائلا: «شكرا وتحيا مصر»، هكذا يرفع المسيرى بفخر شعار رئيس الدولة، ولكنها دولة المحرقة، حتى لو رفعت أحدًا. من هنا ليس مستغربا أن يدافع رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل فى تقريره عن زيارته للإسكندرية أمام اجتماع الرئيس عبدالفتاح السيسى مع الحكومة بكامل أعضائها، عن هانى المسيرى، لكنه كالعادة، قال إن النوة استمرت تسع ساعات بينما هى لم تتجاوز ساعتين!
فى الوقت نفسه قال بكل حسم، الدكتور أحمد زكى بدر وزير التنمية المحلية خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «الحياة اليوم»، إن كمية الأمطار التى نزلت على الإسكندرية ليلة أمس وتلتها دفعة أخرى فى التاسعة صباحا لم تحدث من قبل، وتزيد على حجم الأمطار المعتاد عليها فى المحافظة، مشيرا إلى أن هناك أداء بالإدارة المحلية يحتاج إلى تطوير.
نعرف جميعا من أيام المغفور له لواء أمن الدولة محافظ الإسكندرية الأسبق فوزى معاذ، أن الإسكندرية تعانى من ضعف فى شبكة الصرف الصحى، نتيجة لعدم إحلال وتجديد الشبكة منذ عشرات السنوات. وكانت آخر تصريحات المحافظ السابق هانى المسيرى، الذى أطاحت به أزمة الأمطار، حول الصرف الصحى، وأكد من خلالها أن مشكلة الصرف الصحى تحتاج إلى مبلغ ٧٥ مليون جنيه لإصلاح مختلف المحطات والمعدات وإدخال شبكة جديدة تتناسب مع حجم الزيادة السكانية للمحافظة، وأضاف المسيرى «طالبت رئيس الوزراء شريف إسماعيل، خلال زيارته الأخيرة للإسكندرية، بتوفير نفقات للتعامل مع تلف الطرق العامة نتيجة الحمولات الزائدة التى تؤدى إلى تراكم المياه بها، ووعد رئيس الوزراء بتوفير المبالغ المطلوبة وحل المشكلة فى الشتاء المقبل ٢٠١٦».
لكن مصدرا داخل الشركة المسئولة، قال إن شبكة الصرف الصحى فى الإسكندرية لا تستوعب سوى مليون و٣٠٠ ألف متر مكعب من المياه، فى الوقت الذى تستقبل فيه ٤ ملايين متر مكعب، مضيفًا أنه تم إحلال وتجديد شبكة الصرف فى ٢٠٠ شارع بتكلفة ١٤٠ مليون جنيه خلال العام الحالى.
وتابع المصدر «نحتاج إلى عشرات الملايين لإصلاح شبكات ومحطات الصرف فى الإسكندرية، منها على سبيل المثال ٥ ملايين جنيه لإحلال شبكة الصرف بمنطقة الفلكى، و٣٠٠ مليون جنيه لإدخال صرف بأبى ثلاثاء فى العجمى».
وقال إن مشروع الصرف الصحى بمنطقة أبى ثلاثاء، يحتاج إلى ٣٠٠ مليون جنيه لعمل شبكة صرف صحى كاملة بهذه المنطقة التى لا يوجد بها صرف. وأضاف «شبكة ومحطات الرفع تستوعب مليونا و٣٠٠ ألف متر مكعب فقط، وفى حال زيادة كمية الأمطار عن هذا الاستيعاب تغرق الشوارع بالكامل، وخاصة أن الأمطار فى النوة تصل إلى ٤ ملايين متر مكعب». وأشار إلى وجود مشكلات فى بعض المناطق، مؤكدًا أنه يجرى الانتهاء من مشروعات لحلها، وأن مشروعًا تم إنجازه بالفعل وهو نقل محطة رفع «المعمورة البلد» إلى محطة رفع «الزياتين»، الأمر الذى ساهم فى تقليل نسبة المياه من «أبو قير» إلى «الرأس السوداء». ولفت إلى أنّه جار تنفيذ مشروع إضافى من خلال شركة المقاولون العرب لزيادة القدرة الاستيعابية لمياه الصرف، للقضاء على أى مشكلات فى منطقة شرق الإسكندرية بعد استكمال المشروعين، بالإضافة إلى تطوير محطة السيوف من ٦٠٠ إلى ٨٠٠ ألف متر مكعب فى اليوم. وقال يسرى هنرى، الرئيس السابق لشركة الصرف الصحى بالإسكندرية (المستقيل)، فى آخر تصريحاته، إن شركة الصرف الصحى، تخدم حوالى ٤٨٩٣٤٢٠ نسمة إجمالى عدد سكان الإسكندرية من خلال ٤٣١٣.٢ كم خطوط طرد وانحدار و١٣٣ محطة رفع و١٧ محطة معالجة ملحقا بها عدد شنايش تجميع أمطار لا تقل عن ٢٠٠ ألف شنيشة تتركز معظمها فى مناطق تجميع الأمطار وطريق الكورنيش. وأضاف هنرى أن شبكة الصرف الصحى تعانى من كثرة الضغوط بسبب التوسع العمرانى الكبير، وأول ما تفعله الشركة هو استيعاب الموقف، فقد بدأت فى تغيير الشبكات، حيث قامت بإحلال وتجديد شبكة الصرف بأكثر من ٢٠٠ شارع بتكلفة تصل إلى ١٤٠ مليون جنيه.
من ناحية أخرى، قال على راغب، رئيس لجنة الإسكان بجمعية رجال أعمال الإسكندرية، إن ٩٥٪ من العقارات التى بنيت خلال الفترة الماضية بدون رخصة، بينما ٥٪ فقط كان ترخيصها ٤ أدوار فقط، حيث استغل من وصفهم بـ«البلطجية» تلك الرخص وقاموا يزيادة الأدوار إلى ٢٠ دورا.
كما قال محافظ الإسكندرية الأسبق أسامة الفولى، «لما كنت محافظ كنت باحذر من قنبلة العقارات المخالفة الموقوتة، وقلت إن فيه ٢٦ ألف عقار مخالف بالإسكندرية، بيضغطوا على شبكة الصرف الصحى، وطبيعى مع الوقت المشكلة تزيد يوم مع التانى، والموضوع ده محتاج تدخل الدولة بقوة».
لكن أين الدولة، نحن لدينا فقط كبش المحرقة، ونستمر كأن شيئًا لم يكن.