ما فعلته السويشال ميديا على مدار 48 ساعة يؤكد أن دورها عاد من جديد ليصبح موازيًا ومساويًا، أو يكاد يفوق دور الإعلام المرئي خلال السنوات القليلة الماضية، فمواقع التواصل الاجتماعي التي اقتحمت المشهد السياسي، وقادت ثورة 25 يناير وأطاحت بنظام الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك تعود مرة أخرى لتعتلي المشهد السياسي في أعقاب حلقة الأربعاء الماضي من برنامج "صبايا الخير" والتي عرضت فيها ريهام سعيد صورًا خاصة لفتاة تدعى "سمية" اشتهرت إعلاميًا بـــ "فتاة المول" أو "فتاة التحرش".
وبمجرد عرض الحلقة تعالت أصوات النشطاء على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وطالبوا برحيل "ريهام" ومقاطعة الشركات الإعلانية لبرنامجها، ودشنوا هاشتاجًا بعنوان "موتي يا ريهام"، واستجابت بعض الشركات الراعية للبرنامج لهذا النداء، وانسحبت شركة تلو الأخرى، الأمر الذي أجبر إدارة القناة على إصدار بيان بتعليق البرنامج وفتح التحقيق في الحلقة التي تسببت في هذه المشكلة.
عودة السويشال ميديا إلى المشهد من جديد يؤكد أن هناك "ريسترات" لمدى تأثير هذه المواقع على صناع القرار، ويعيد للأذهان ما حدث منذ أيام قليلة في الإسكندرية في أعقاب السيول التي أغرقت هذه المدينة الساحرة، فبعد الهجوم الشرس الذي تعرض له هاني المسيري محافظ الإسكندرية من خلال هذه المواقع تم إجباره على تقديم استقالته.
كذلك الحال بالنسبة للإعلامية "ريهام" التي قدمت استقالتها تحت ضغط القناة، وعقب انسحاب المعلنين فأصبحت في حاجة لعمل "ريسترات" لنفسها وأسلوبها والموضوعات التي تعرضها حتى تستطيع العودة، وإن كنت أظن أن نهايتها مع "النهار" أصبحت مؤكدة، ولكن هناك بعض المنافذ الإعلامية التي ستستمر تلك الدعاية المكثفة حتى وإن كانت سلبية، وتعرض على "ريهام" العودة عن طريق شاشتها.
يبقى هناك شيء خفي يقبع في كواليس أزمة "ريهام سعيد" وهى الحرب الضروس المشتعلة من جانب وكالة بروميديا التي يمتلكها إيهاب طلعت الذراع الإعلاني لنجيب ساويرس حتى تتحول الحصيلة الإعلانية للقنوات التي يمتلكها بعد أن تفقد الشركات المعلنة المصداقية في تعاملها مع قناة النهار، لتدفع "ريهام" ثمن أخطائها وتصبح بمرور الوقت "ري مش هام".