مر علينا أحد الأيام الممطرة فطفا على سطحها فساد محافظة، فعندما رأينا أكوام القمامة تطفو لتزين المياه الراكدة بشوارع الإسكندرية تذكرنا كل مسئول عن تلك المهزلة، وعندما رأينا أسلاك الكهرباء تكهرب المياه فتقتل المواطنين الذين سلموا حياتهم لبعض قساة القلوب والفاسدين تذكرنا - بعد هذه المشاهد المؤلمة - هذه المعركة التى تخوضها البلاد على كل المستويات، وما يقال عن عدو داخلى وطابور خامس.
ذكرتنى هذه المآسى بالفنان الراحل أحمد زكى فى فيلم «البرىء» عندما كانت قياداته تقنعه أن هناك أعداء داخل الوطن، وجاء صديقه ليحاول إقناعه بأن العدو شكله مختلف عن شكلنا ولغته مختلفة عن لغتنا فصدقه حينها.
اليوم وأنا أرى كل من يهمل فى أداء عمله، ويستحل أموال المواطنين وأرواحهم من أجل حفنة من المال ليربى أولاده وينبت فيهم نبات الشر عرفت من هو العدو الداخلى.
لست مؤيدًا ولا معارضًا لإقالة المحافظ، ولكننى كما أحارب فكرة أن الأمجاد يصنعها شخص واحد، فأيضًا الفساد والإهمال ليسا صنيعة شخص واحد بل منظومة تحافظ بعضها على بعض.
من أصغر موظف فى المحليات إلى سيادة المحافظ، من أصغر شركة متعاقدة مع المحافظة والوزارات المعنية بمشاريع عامة إلى أكبرها، من أصغر مراقب على المنظومة إلى كل الجهات الرقابية المعنية بالأمر، كل هؤلاء مسئولون ويجب محاسبتهم، وضرب كل فاسد ومهمل بيد من حديد.
سيدى الرئيس تتعاظم الأحمال على كاهلك، ولكن هناك الكثير من الشرفاء والشباب مستعدون لأن يفنوا أعمارهم من أجل هذا الوطن، ولكى تجد هؤلاء الشرفاء لابد من نسف المنظومة القديمة من جذورها وليس من قمتها.
لعل قصة النملة المجتهدة تعبر عما قد وصلنا إليه من فشل فى المنظومة الإدارية تقول القصة:
كانت هناك نملة مجتهدة، تتجه صباح كل يوم إلى عملها بنشاط وهمة وسعادة، فتنتج وتنجز الكثير، ولما رآها الأسد تعمل بكفاءة متناهية دون إشراف.. قال لنفسه: «إذا كانت النملة تعمل بكل هذه الطاقة دون أن يشرف عليها أحد، فكيف سيكون إنتاجها، لو عينت لها مشرفًا؟، وهكذا قام بتوظيف الصرصار مشرفًا عامًا، على أداء النملة، فكان أول قرار له هو..
١- وضع نظام للحضور والانصراف..
٢- توظيف سكرتيرة لكتابة التقارير..
٣- عين العنكبوت لإدارة الأرشيف ومراقبة المكالمات التليفونية..
ابتهج الأسد بتقارير الصرصار وطلب منه تطوير هذه التقارير بإدراج:
أ- رسوم بيانية..
ب- تحليل المعطيات، لعرضها فى اجتماع مجلس الإدارة القادم،
فاشترى الصرصار..
١- جهاز كمبيوتر..
٢- طابعة ليز
٣- عيَّن الذبابة مسئولة عن قسم نظم المعلومات.
كرهت النملة المجتهدة، كثرة الجوانب الإدارية فى النظام الجديد، والاجتماعات التى كانت تضيع الوقت والمجهود، وعندما شعر الأسد بوجود مشكلة فى الأداء قرر..
١- تغيير آلية العمل فى القسم..
٢- تعيين الجرادة لخبرتها فى التطوير الإداري
فكان أول قرارات الجرادة..
١- شراء أثاث جديد..
٢- شراء سجاد من أجل راحة الموظفين..
٣- تم تعيين مساعد شخصي لمساعدتها فى وضع الاستراتيجيات التطويرية، وإعداد الميزانية، وبعد أن راجع الأسد تكلفة التشغيل وجد أن من الضرورى تقليص النفقات، وتحقيقًا لهذا الهدف عيّن البومة مستشارًا ماليًا، وبعد أن درست البومة الوضع لمدة ثلاثة شهور رفعت تقريرها إلى الأسد توصلت فيه إلى أن القسم يعانى من تكدس العمالة الزائدة.. فقرر الأسد فصل النملة».
انتهت القصة ويبدو أننا فهمنا لإعادة الهيكلة مثل فهم الأسد!!
ذكرتنى هذه المآسى بالفنان الراحل أحمد زكى فى فيلم «البرىء» عندما كانت قياداته تقنعه أن هناك أعداء داخل الوطن، وجاء صديقه ليحاول إقناعه بأن العدو شكله مختلف عن شكلنا ولغته مختلفة عن لغتنا فصدقه حينها.
اليوم وأنا أرى كل من يهمل فى أداء عمله، ويستحل أموال المواطنين وأرواحهم من أجل حفنة من المال ليربى أولاده وينبت فيهم نبات الشر عرفت من هو العدو الداخلى.
لست مؤيدًا ولا معارضًا لإقالة المحافظ، ولكننى كما أحارب فكرة أن الأمجاد يصنعها شخص واحد، فأيضًا الفساد والإهمال ليسا صنيعة شخص واحد بل منظومة تحافظ بعضها على بعض.
من أصغر موظف فى المحليات إلى سيادة المحافظ، من أصغر شركة متعاقدة مع المحافظة والوزارات المعنية بمشاريع عامة إلى أكبرها، من أصغر مراقب على المنظومة إلى كل الجهات الرقابية المعنية بالأمر، كل هؤلاء مسئولون ويجب محاسبتهم، وضرب كل فاسد ومهمل بيد من حديد.
سيدى الرئيس تتعاظم الأحمال على كاهلك، ولكن هناك الكثير من الشرفاء والشباب مستعدون لأن يفنوا أعمارهم من أجل هذا الوطن، ولكى تجد هؤلاء الشرفاء لابد من نسف المنظومة القديمة من جذورها وليس من قمتها.
لعل قصة النملة المجتهدة تعبر عما قد وصلنا إليه من فشل فى المنظومة الإدارية تقول القصة:
كانت هناك نملة مجتهدة، تتجه صباح كل يوم إلى عملها بنشاط وهمة وسعادة، فتنتج وتنجز الكثير، ولما رآها الأسد تعمل بكفاءة متناهية دون إشراف.. قال لنفسه: «إذا كانت النملة تعمل بكل هذه الطاقة دون أن يشرف عليها أحد، فكيف سيكون إنتاجها، لو عينت لها مشرفًا؟، وهكذا قام بتوظيف الصرصار مشرفًا عامًا، على أداء النملة، فكان أول قرار له هو..
١- وضع نظام للحضور والانصراف..
٢- توظيف سكرتيرة لكتابة التقارير..
٣- عين العنكبوت لإدارة الأرشيف ومراقبة المكالمات التليفونية..
ابتهج الأسد بتقارير الصرصار وطلب منه تطوير هذه التقارير بإدراج:
أ- رسوم بيانية..
ب- تحليل المعطيات، لعرضها فى اجتماع مجلس الإدارة القادم،
فاشترى الصرصار..
١- جهاز كمبيوتر..
٢- طابعة ليز
٣- عيَّن الذبابة مسئولة عن قسم نظم المعلومات.
كرهت النملة المجتهدة، كثرة الجوانب الإدارية فى النظام الجديد، والاجتماعات التى كانت تضيع الوقت والمجهود، وعندما شعر الأسد بوجود مشكلة فى الأداء قرر..
١- تغيير آلية العمل فى القسم..
٢- تعيين الجرادة لخبرتها فى التطوير الإداري
فكان أول قرارات الجرادة..
١- شراء أثاث جديد..
٢- شراء سجاد من أجل راحة الموظفين..
٣- تم تعيين مساعد شخصي لمساعدتها فى وضع الاستراتيجيات التطويرية، وإعداد الميزانية، وبعد أن راجع الأسد تكلفة التشغيل وجد أن من الضرورى تقليص النفقات، وتحقيقًا لهذا الهدف عيّن البومة مستشارًا ماليًا، وبعد أن درست البومة الوضع لمدة ثلاثة شهور رفعت تقريرها إلى الأسد توصلت فيه إلى أن القسم يعانى من تكدس العمالة الزائدة.. فقرر الأسد فصل النملة».
انتهت القصة ويبدو أننا فهمنا لإعادة الهيكلة مثل فهم الأسد!!