الأحد 06 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

البؤر الإجرامية.. صناعة إخوانية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خبير أمني: جعلوا كرداسة مخزنًا للسلاح
وحيد عبدالمجيد: التنوير المجتمعي يقضي على الإرهاب
عمار علي حسن: يريدون اقتطاع جزء من الوطن واعتباره مركزًا لخلافتهم
بعد فشلهم في جعل منطقتي رابعة العدوية وميدان النهضة، مركزا لهم حاولت جماعة الإخوان استقطاع منطقة كرداسة وجعلها إمارة إسلامية مدججة بالأسلحة لإقامة دولة خلافتهم المزعومة كما حدث سابقًا في مناطق في الصعيد والجيزة في الثمانينيات والتسعينيات، مما يؤكد أن الإرهاب ليس وليد الفترة الحالية بل صناعة إجادتها الجماعة عبرت سنوات طوال في صعيد مصر والقاهرة لكن محاولاتهم باءت بالفشل. لقد ذهب الإخوان بتاريخهم السيء ويلفظ إرهابهم أنفاسه الأخيرة لتبقى مصر بلداً خاليًا من الإخوان
فلسفة العزل
تعد فلسفة عزل مناطق بعينها واحدة من آليات الإسلاميين التي كرروها في فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، إذ لجأت عناصر من الجماعة الإسلامية في تلك الحقبة إلى إعلان عزل منطقتي إمبابة شمال الجيزة والوليدية في محافظة أسيوط، (وهما المنطقتان اللتان تشهدان وجودًا مكثفًا لعناصر الإسلام السياسي آنذاك)، إلا أن قوات الأمن تصدت لهم ونجحت في تصفية ذلك الاستقلال وإلقاء القبض على المتورطين فيه.

ويؤكد اللواء رفعت عبدالحميد، الخبير الأمني والجنائي، هذا الكلام قائلا ً: “,”إن الجماعات الإرهابية اشتد عودها ليس في سيناء كمركز كما هو موجود الآن، إنما في مناطق الصعيد في المنيا وأسيوط وسوهاج وقنا وأسوان في الثمانينيات والتسعينيات وأحدثوا رعباً بأجهزة الأمن.
وأضاف أنهم قاموا بالسيطرة على مديرية أمن أسيوط ونجحوا في اغتيال 120 ضابط شرطة، ثم توجهوا بعد ذلك لضرب السياحة وقاموا بعمل الحادثة الشهيرة “,”“,”حتشبسوت “,” .
وروى لنا عبدالحميد أن تلك الجماعات كانت تتبع منهج اغتيال القيادات الأمنية أثناء سيرها في الشوارع من قيادات أمن الدولة والمركزي وغيرهم، كما قاموا بالتركيز على الحرسات بالبنوك والمنشآت الحيوية.
البؤر الإرهابية بمفهومها الحالي

ويشرح لنا وحيد عبدالمجيد، نائب مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، أن البؤر الإرهابية تعني منطقة يسطر بالمعني المتعارف عليه الآن ظهرت في النصف الثاني من السبعينيات كجماعات في أسيوط والمنيا وكانت تسيطر على مناطق معينة وكانت في بدايتها الأولى تعاني من انقسام وانفصلت إلى مجموعات خاصة من كانوا خارج الصعيد وانضموا لجماعة الإخوان .
وأشار إلى أنها اشتدت وتيرتها في عهد “,”مبارك“,” وتحولت مناطق بعينها وكانت أبرزها عين شمس في القاهرة وقامت الجماعة الإسلامية هناك بإعلان الحكم الذاتي وكان هناك تواطؤ من أجهزة الأمن معها مقابل عدم استخدام تلك الجماعات للعنف .
ويذكر لنا عبدالمجيد مناطق تواجد تلك البؤر في أواخر الثمانينيات وبدايات التسعينيات، ففي الجيزة أعلنوا عن جمهورية “,”إمبابة“,”، وسيطروا على كرداسة أيضًا وناهيًا، بالإضافة إلى مجموعة من القرى والبلدان في المنيا وأسيوط، مضيفًا: “,”بدأت أجهزة الأمن تختلف معها وبدأت تتوجه لتصفيتها والشروع في إنهائها“,” .
خط دفاع ثاني
فيما كشفت تحقيقات نيابة شمال الجيزة الكلية، فيما يخص واقعة «مذبحة كرداسة» عن أن نائبًا إخوانيًا سابقًا استعان بسبعة متطرفين، محددين بالاسم، هم من دبروا وشاركوا، ونفذوا واقعة اقتحام مركز شرطة كرداسة مرتين، الأولى في الرابع من يوليو، وفشلوا، والثانية يوم فض اعتصامي رابعة والنهضة، وأسفرت عن مقتل 16 ضابطًا، ومجنداً“,”.

وفي هذا الصدد يشير الخبير الأمني اللواء رفعت عبدالحميد، الخبير الأمني والجنائي، إلى أن دلجا وكرداسة كانا خط الدفاع الثاني لهم في حالة اقتحام اعتصامي رابعة والنهضة وقاموا بإخلائهما تماماً، خاصة أن كرداسة كان يسيطر عليها عائلتان، هما “,”الزمر والعريان“,” إضافة إلى قرية “,”ناهيا“,” أما باقي القرى فهي هادئة ومسالمة، مؤكداً أن كرداسة فقد تم السيطرة عليها بعد أحداث 25 يناير وقامت جماعة الإخوان باستخدامها كأماكن تخزين السلاح للسيطرة على زمام الحكم كما يحدث الآن خاصة بعد التسهيلات التي أعطاها لهم المخلوع محمد مرسي .

ويشدد عمار علي حسن، الباحث السياسي في شئون الحركات الإسلامية على أن الفكرة لدى الجماعات الإسلامية ليست وجود مكان للاختباء به والملاذ والاعتصام به والكيد للدولة، بل يتمثل الأمر في فكرة “,”المركزية“,”.
وأشار عمار، إلى أن “,”كرداسة“,” لم يكن المكان الأول أو الاشتباك الأوحد مع الأمن، بل جاءت قبلها عزبة النخل وغيرها من الأماكن بغاية اقتطاع جزء من الوطن واعتباره جزءًا من “,”خلافتهم“,” كما كان يحدث في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات وتكرر الأمر على نطاق واسع في سيناء بعد 30 يونيو.
مشيرًا إلى أن معتقداتهم الأساسية كان قائمة على فكرة هجرة الرسول الذي مشي قهراً من مكة ثم عاد إليها من جديد وهذا أيضًا معتقد الجماعات والتي تريد بناء نظام اجتماعي في كل المناطق التي ذهب إليها بداية من إمبابة في التسعينيات، والصعيد في عهد مبارك وسيناء الآن وأجزاء من القاهرة.
الحل اجتماعي
وأشار عمار، إلى أنه حتى لو تم القضاء على تلك البؤر فأسباب تواجدها مازالت متواجدة، فالمناطق الحاضنة لها مازالت موجودة مثل العشوائيات والأماكن التي يعاني منها الناس من فقر شديد، موضحًا أن أسباب ظهور تلك الجماعات ليست سياسية فقط بل هي نتيجة أوضاع اجتماعية كالفقر الشديد والجهل، موضحاً أنه يجب أن يحدث تنوير مجتمعي من أجل القضاء على أسباب الإرهاب .