الخميس 03 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

أحمد عنتر يكتب: في حب "المصري اليوم"!

أحمد عنتر
أحمد عنتر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خرجنا منذ وعينا الصحفي نقتات من مهنيتهم ونتقرب إلى "صحافتهم"، تلك الصحافة التي ورثوها بعد كفاح وسعي وبرعوا فيها بعد عناء ونصب، صحفيو المصري اليوم الذين وجدناهم في طريقنا معذبين منذ خلقت المهنة بيننا، أتى الوقت حيث تتحكم فيهم الأهواء، وتعصف بأحلامهم رؤوس الأموال، ويصبحوا مضطرين إلى الخنوع لسطوة التعسف أو الابتعاد عن بلاط صاحبة الجلالة إلى غير رجعة.
هؤلاء البارعون قيمة ومهنية، يتسولون حقوقهم رغم أنهم أجدر الناس بالعيش أحرارا، في حين يقبع صحفيو "الكول سنتر" على مكاتب فاخرة يوزعون فيها المهام على أسيادهم، وتتوه الحجة وتضيع الحقوق وتبقى صاحبة الجلالة كمتفرج أبله يبحث عن التسلية في ساحات المعارك الإغريقية.

"المصري الیوم" قالت عن نفسها إنها تعتمد فى تقدیم خدماتھا الإعلامیة على مجموعة من أفضل الصحفیین المصریین، ویمتد نطاق التغطیة الخبریة إلى جمیع أنحاء مصر عبر شبكة متمیزة من المراسلین فى جمیع المحافظات، ویساھم عدد من المراسلین فى التغطیة من خارج الحدود، إضافة إلى مجموعة لامعة من أكبر الكتاب المصریین باختلاف توجھاتھم الفكریة یشكلون قاعدة الرأى والتحلیل بالجریدة والبوابة الإلكترونیة.

لكن، وللعجب تخلت تلك الاسطورة المؤسسية في العمل الصحفي بعد 12 عاما من تأسيسها عن هؤلاء البارعين في حملة ممنهجة للتصفية كأنهم ما بنوا ولا أسسوا ولا عانوا من أجل جريدتهم الكبيرة ذات السمعة المدوية والتاريخ الذي كأنما يمتد لألف عام، وفي خطوة هي الأغرب أوقفت الصحيفة، التي يمسك بناصيتها صلاح دياب، بقرارات إدارية، عدد من العاملين بالمؤسسة بسبب مخالفتهم لشرط المؤسسة بالتفرغ التام لها.وتضمنت القرارات الإدارية، إحالة العاملين إلى التحقيق ووقف بعضهم عن العمل، مع صرف المستحقات المالية لهم كاملة.

كما أوغلت إدارة "المصري اليوم" في تنفيذ قرارها بتخفيض عدد العاملين بالمؤسسة، بعد طلبها من رؤساء الأقسام الاستغناء عن 50% من الصحفيين، رغم قيام الجريدة بالاستغناء عن عدد من الزملاء من قبل دون الحصول على حقوقهم.

محمود مسلم، الكاتب الأعظم من أولاد الجريدة منذ أن بدأت، ورئيس التحرير الأكثر حكمة والأقرب مودة، خرج من المصري اليوم بعد أن تولى رئاسة تحريرها لمدة ثمانية أشهر بأقاويل عدة، كان أبرزها أن الكاتب الصحفي الجليل آثر الابتعاد حتى لا يضار أبناء المهنة وأبنائه من العاملين بالمؤسسة وهو لا زال بعد يحتل منصب الرئيس، في واقعة هي الأغرب على مر التاريخ، تأكل فيها الأم أبنائها كأنها ما رأتهم قبلا.
كنت ولا زلت صامتا على أفاعيل الصحافة بمريديها، لكني لم أستطع الصمت عن أفعالها ضد أهلها الأصليين، ضد من صنعوها وأسسوا بنيانا راسخا لها لا يهده "الهوى" ولا يحق لـ"المصالح" أن تستبيحه، ولكم تعذبت في بلاط تلك المهنة ولكني ما تعذبت قط كقدر عذاباتي بما يهدد "رجال المصري اليوم".