تناقلت وسائل الإعلام المختلفة عزوف العديد من المواطنين وخاصة الشباب عن العملية الانتخابية، ووجود حالة من الفتور والملل واللامبالاة خاصة بين تلك الفئة العمرية تجاه اختيار برلمان جديد على الرغم من خروج السيد رئيس الجمهورية «كما تعودنا من سيادته» عشية يوم الاقتراع بكلمة يحث فيها جموع الشعب المصرى عامة والشباب والمرأة خاصة على المشاركة فى العملية الانتخابية، إلا أن كلمة الرئيس لم تحرك ساكنا، فإنه من المنطق أن نتقبل العزوف من كبار السن والمرضى، ولكن الأدهى والأمر والذى يجعلنا أن نتوقف ونتساءل، هو عزوف الشباب، تلك الفئة التى تتصف بأنها العمود الفقرى لمصر والمورد البشرى الحقيقى لها، حيث يبلغ تعدادها تقريبا ٦٠٪ من سكان مصر، ولكن تلك الفئة العمرية لم تكتف فقط بعدم المشاركة، وإنما قامت بافتعال ما يثير الدهشة والتعجب !! فضل بعضهم أن يحضروا أول مران لفريق النادى الأهلى مع المدير الفنى الجديد «بيسيرو» يوم الأحد الماضى، وكان عددهم يتراوح ما بين ٣٠ و٤٠ ألف شاب وفتاة، وكان ذلك تزامنا مع أول يوم اقتراع للبرلمان الجديد، حيث تجمع هذا الكم الهائل من الشباب داخل ملعب مختار التتش، فى وقت لم يستطع فيه أى حزب أو ائتلاف ضم تلك الفئة إليه، بينما نجح النادى الأهلى فى تجميعهم ومخاطبتهم. فغلبنى الفضول بأن أسأل البعض منهم عن أسباب ذلك، فأجابوا بأنهم يثقون فى ناديهم ثقة كبيرة، وأنه لم يخيب آمالهم وطموحاتهم ولم يكذب عليهم وحينما يطالبونه يستجيب، فلم لا نسانده، ولو قاد بيسيرو تدريب النادى الأهلى فى الصومال سنذهب خلفه لتشجيعه فى أول مران له مع الفريق !! هنا أتساءل كيف استقبلت الحكومة خبر عزوف المواطنين، وخاصة الفئة العمرية التى أتحدث عنها؟ كان من الممكن أن تلجأ الحكومة لأحد المستشارين لديها وهم كثير، لإدارة تلك الأزمة، وتشخيصها حتى تحدد الأسباب والدوافع التى أدت لحدوث تلك الكارثة، نعم كارثة لا يستهان بها ولكننى شعرت أن الحكومة والرئاسة لم يصبهما القلق ولا التوتر، وكأن شيئا لم يحدث واعتبروا هذا الأمر سحابة عادية ستزول، ولن تمطر فوق رؤوسهم، ولكننى أرى أن هذا التحول المخيف فى اهتمامات المصريين وخاصة بين الشباب هو ناقوس خطر، يدق فوق رأس كل مسئول، ومن الممكن أن تكون له عواقب كارثية إذا لم تتداركه الدولة بالأساليب العلمية والحلول العملية فى وقت كشفت فيه تصرفات تلك الفئة عما يسكن فى عقولهم من أفكار.
آراء حرة
كارت أصفر
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق