السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

تحية لأبطال "ثورة السكاكين"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المجد والخلود لشهداء أبناء شعبنا العربى الفلسطينى البطل، وذلك بعد مضى أكثر من ٣ أسابيع على اندلاع ثورة الشباب الفلسطينى فى القدس الذى أخذ زمام المبادرة بنين وبنات.
وذلك ردًا على قيام المستوطنين الإسرائيليين باقتحام المسجد الأقصي، وتدنيسه تنفيذًا للمخطط الصهيونى بتقسيمه.
فكان رد أهالى القدس، هو التصدى لهم بتشكيل لجان المرابطين لحمايته، والتصدى للمستوطنين.
وبدأت الانتفاضة بالقدس، وامتدت إلى مدن وقرى الضفة الغربية، وأراضى ٤٨، وغزة.
والطابع المميز لهذه الانتفاضة هو الطعن بالسكين، وكان التركيز على المستوطنين، والجنود، وكان نصيب المجندات أكبر.
وراهنت سلطة الاحتلال على انتهاء هذه الانتفاضة خلال ثلاثة أيام استنادًا إلى الانقسام الفلسطيني، والعربي، واستخدام القوة المفرطة من جانب قواتها.
ولكن سقط هذا الرهان، واستمرت الانتفاضة، وبإذن الله ستكون الانتفاضة الثالثة لتحقيق حلم الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على الضفة، وقطاع غزة، وعاصمتها القدس.
ويعزز هذا استمرار الانتفاضة، رغم قيام سلطة الاحتلال بتنفيذ إعدامات ميدانية لكل طاعن، وطاعنة.
وأقامت الحواجز، واستدعاء الاحتياطى خاصة من قوات حرس الحدود، وتشكيل قيادة يومية للتصدى للانتفاضة من خلال الاجتماع اليومى لمجلس الوزراء المصغر «الكابنيت»، واتخاذ قرار رفض تسليم جثامين منفذى عمليات الطعن لأهاليهم، لحرمانهم من إقامة جنازات لهم، وهدم منازل منفذى عمليات الطعن، وسحب الهوية، وترحيلهم للخارج، وتوفير حماية الجيش لسيارات المستوطنين، واعتداء المستوطنين على الفلاحين أثناء جنى ثمار الزيتون، حيث موسمه الآن.
وهذا يتماشى مع الطبيعة العدوانية لسلطة الاحتلال والمستوطنين الذين قاموا بحرق أسرة الدوابشة «الطفل الصغير ابن الثمانية أشهر، والأم، والأب»، والطفل محمد أبوخضير، وإعدام أحمد مناصرة بدم بارد.
والتساؤل الذى يفرض نفسه: أين منظمات حقوق الإنسان، ومتلقو التمويل الأجنبى من هذه الاعتداءات؟
ألا يثير صمتهم علامات الشك، والريبة، وعملها لحساب الأجندات الأجنبية خاصة الأمريكية، والصهيونية؟.. ولم يكن بغريب علينا الموقف الأمريكى الذى ركز على الالتزام بالتهدئة، ولم نجد أى شجب أو إدانة للاستخدام المفرط للقوة، والإعدامات الميدانية لشعبنا العربى الفلسطيني، وهو ذات الموقف للدول الغربية التى تدور فى الفلك الأمريكي.
وتمادى وزير الخارجية «كيري» بإدانة الإرهاب فى مواجهة الإسرائيليين، ووعد بجولة فى المنطقة من أجل التهدئة، أما بالنسبة للموقف العربى فلا يسر عدوًا أو حبيبًا؟!
واقتصر الأمر على اجتماع لمندوبى الدول العربية، ولم يصل حتى لمستوى وزراء الخارجية العرب، أما على الصعيد الفلسطينى فالتزمت جميع الفصائل بشروط التهدئة باستثناء خطاب الرئيس أبومازن رئيس السلطة الوطنية، والذى أكد فيه دعمه للانتفاضة، والشعب الفلسطيني، واللجوء للمحكمة الجنائية الدولية، وعدم الالتزام بأى اتفاقيات لا تلتزم بها إسرائيل.
وأسباب هذه الانتفاضة قريبة من انتفاضة الشعب الفلسطينى الثانية التى اندلعت فى ٢٨ سبتمبر، واستمرت حتى فبراير ٢٠٠٥، حيث كانت شرارة اندلاعها عقب دخول رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق أرئيل شارون باحة المسجد الأقصى برفقة حراسه، الأمر الذى دفع جموع المصلين إلى التجمهر، ومحاولة التصدى له، وعقب الشعور بالإحباط لانتهاء المدة المقررة لتطبيق الحل النهائى وفقًا لاتفاقيات أوسلو، وجمود المفاوضات، وعدم الإفراج عن الأسري، ومحاولة فرض الحلول الاستسلامية على الشعب الفلسطينى بعد مؤتمر قمة كامب ديفيد، إلا أنها تميزت بالمواجهة المسلحة، والعمليات الاستشهادية، الأمر الذى أحس به المواطن الإسرائيلى بانعدام الأمن، رغم ما يمتلكه من جيش مسلح بأحدث الأسلحة، وضرب السياحة الإسرائيلية، واغتيال وزير السياحة الإسرائيلي، وقائد الهبوط المظلى فى معركة مخيم جنين.
كما تضامن الشارع العربى من خلال مظاهرات التضامن، وبعكس الانتفاضة الأولى التى بدأت من ٨/١٢/١٩٨٧، ولم تتوقف إلا فى عام ١٩٩١ بتوقيع اتفاقية أوسلو بين إسرائيل، ومنظمة التحرير الفلسطينية، واعتمدت على رماة الحجارة لذا سميت بانتفاضة الحجارة، وكانت لها قيادة موحدة «منظمة التحرير الفلسطينية» وكان سببها قيام شاحنة إسرائيلية بدهس مجموعة من العمال الفلسطينيين على حاجز «إريز».
وهذا يؤكد أن الشعب الفلسطينى مبدع فى نضاله، وكفاحه ولا يعتمد على أسلوب أو شكل واحد فى مقاومة الاحتلال، وبإذن الله سيكون النصر حليفه.
وحتى كتابة هذا المقال بدأت تتبلور قيادة لهذه الانتفاضة فى شكل الجبهة الوطنية، وزيادة حدة المواجهات، واتخاذ الانتفاضة لأشكال الإضراب العام فى بعض المدن الفلسطينية.
وعلى قادة الفصائل المسارعة فى تقديم الدعم لهذه الانتفاضة، والمشاركة، وإلا حكمت على نفسها بالعزلة.
ونأمل فى تحرك الشارع العربى من خلال المؤتمرات، والمسيرات المؤيدة لهذه الانتفاضة، وتقديم جميع أشكال الدعم المادي، والمعنوى لها.
أما علي مستوى الموقف العربى الرسمي.. فلابد من الإسراع بعقد مؤتمر لوزراء الخارجية العرب، لأن الفرصة مواتية لتحقيق حل الدولتين بإقامة دولة فلسطينية على الأراضى الفلسطينية التى تم احتلالها عام ١٩٦٧، وعاصمتها القدس.. خاصة الظروف الدولية، وزيادة التأييد العالمى لهذا الحل، وظهر هذا بجلاء بموافقة الأمم المتحدة على رفع العلم الفلسطينى على مبنى الأمم المتحدة، وإعداد ملف كامل عن الإعدامات الميدانية لشعبنا العربى الفلسطينى (خاصة أطفاله وشبابه)، وتقديمه للمحكمة الجنائية الدولية، وأنها ثورة حتى النصر.