أقرأ فى بريد «الحياة» المنشور وأتلقى يومًا بعد يوم رسائل تقدم العداء لإيران على القضية الفلسطينية، وبعضها يتّهمنى بالدفاع عن إيران، وبعض آخر بمهاجمتها. أكتب اليوم بأوضح عبارة ممكنة:
أؤيد كل دولة عربية ضد إيران، وأؤيد إيران ضد إسرائيل. أؤيد الإمارات العربية المتحدة فى طلبها استعادة الجزر الثلاث المحتلة، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى. أؤيد المملكة العربية السعودية فى حرب اليمن، وأتهم إيران بالوقوف وراء جماعة إرهابية، أى الحوثيين. أؤيد مصر فى أى خلاف سياسى مع إيران، كما أؤيدها ضد أمريكا وروسيا والصين إذا وقع خلاف ثنائى.
هل هذا واضح؟ أرجو ذلك. كتبت غير مرة أننى أؤيد برنامجًا نوويًا عسكريًا إيرانيًا، لأننى أريد أن تسعى الدول العربية إلى بدء برامج مماثلة، وتحدثت تحديدًا عن مصر والسعودية والإمارات، وأكرر اليوم طلبى أن تبدأ هذه الدول برامج نووية عسكرية.
بعض القراء يعامل هذا الرأى على طريقة «لا تقربوا الصلاة...» أو «ويلٌ للمصلين...»، فهو يكتفى بالجزء الأول من الجملة ويتجاوز الجزء الثانى ليقول إننى أؤيد إيران. ربما فعل بعض القراء هذا عن حسن نيّة، إلا أن القارئ الذى لا يرى عدوًا سوى إيران أدينه وأتهمه بالجهل.
مرة أخرى أحاول أن أكتب بوضوح، وبقدر ما تسعفنى إجادتى اللغة العربية، وأنا أكتب باسمى، ولا اسمَ عمليًا أو حركيًا عندى، وعنوانى معروف، فلا «يتشاطر» عليّ أحد.
أنتقل الى موضوع آخر، فقد كتبت دفاعًا عن السياسة السعودية، وقدمتُ معلومات قلت إننى مستعد أن أذهب إلى محكمة لأثبت صدقها. كانت هناك رسائل مؤيدة وأخرى معارضة أو معترضة، وأختار نقطة واحدة هى تهمة الدفع والقبض وموائد الملوك والرؤساء. الملك سلمان بن عبدالعزيز أعرفه منذ نصف قرن أو نحوه، ولم يحدث إطلاقًا أن طلبت منه لنفسى شيئًا. عنده قضايا أهم منى كثيرًا، إلا أننى أستشهد به لأن كلامه هو الفصل فى الموضوع. عندى ما يكفينى، والأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، ناشر «الحياة»، صديق قبل العمل وبعده ولم أطلب منه شيئًا فى يوم من الأيام، مع أنه لا يقصر مع أحد.
منذ كتبت عن الحملات على السعودية، تجمعت لى أخبار أخرى من النوع نفسه، حتى أننى قرأت أن أكبر بلد منتج للنفط ومصدِّر سيفلس، وأن أفضل مخرج للسعودية أن تتحالف مع إسرائيل. هذا هو المستحيل. الأخبار الجديدة عندى لمنْ يريد قراءتها فى مكتبى، وأرجح أن أعلق عليها مرة أخرى.
وأكمل بسوريا، فهى تعيش مأساة يومية قصّرت عنها روايات الإغريق القدماء. وجدتُ أننى متهم بتأييد الغارات الروسية، مع أن الفقرة الأولى من مقال لى قالت إن هذه الغارات تنتقم من العقوبات الأمريكية بعد التدخل الروسى فى أوكرانيا والخديعة الغربية لروسيا فى ليبيا. ثم حذرتُ من أنه إذا اتفق الأمريكيون والروس فسيتفقون علينا. ونقلتُ بعد ذلك ما تقول عصابة الحرب والشر فى الولايات المتحدة، فالمحافظون الجدد يريدون خوض حرب جديدة أملًا بأن يُقتل فيها مليون عربى ومسلم آخر.
بعد كل ما سبق، إذا كان قارئًا يريد مادة ضدى فأنا أسجل على نفسى، لفائدته، إننى لم أتوقع أبدًا أن يتدهور الوضع فى سوريا إلى هذه الدرجة. لم أرَ يومًا يأكل فيه سمك البحر مهاجرا سوريا، أو هو ينتهى فى ما يشبه معسكر اعتقال فى هذا البلد الأوروبى أو ذاك. كانت سوريا ديمقراطية أربع سنوات أو نحوها فى خمسينيات القرن الماضى، ولم تغِبْ عنى هذه الحقيقة، إلا أننى ظننتُ أن عندها من أسباب السعادة ما يُبعِد الشقاء عن شعبها. سوريا فى القلب. سوريا بلدنا.
نقلًا عن الحياة اللندنية
أؤيد كل دولة عربية ضد إيران، وأؤيد إيران ضد إسرائيل. أؤيد الإمارات العربية المتحدة فى طلبها استعادة الجزر الثلاث المحتلة، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى. أؤيد المملكة العربية السعودية فى حرب اليمن، وأتهم إيران بالوقوف وراء جماعة إرهابية، أى الحوثيين. أؤيد مصر فى أى خلاف سياسى مع إيران، كما أؤيدها ضد أمريكا وروسيا والصين إذا وقع خلاف ثنائى.
هل هذا واضح؟ أرجو ذلك. كتبت غير مرة أننى أؤيد برنامجًا نوويًا عسكريًا إيرانيًا، لأننى أريد أن تسعى الدول العربية إلى بدء برامج مماثلة، وتحدثت تحديدًا عن مصر والسعودية والإمارات، وأكرر اليوم طلبى أن تبدأ هذه الدول برامج نووية عسكرية.
بعض القراء يعامل هذا الرأى على طريقة «لا تقربوا الصلاة...» أو «ويلٌ للمصلين...»، فهو يكتفى بالجزء الأول من الجملة ويتجاوز الجزء الثانى ليقول إننى أؤيد إيران. ربما فعل بعض القراء هذا عن حسن نيّة، إلا أن القارئ الذى لا يرى عدوًا سوى إيران أدينه وأتهمه بالجهل.
مرة أخرى أحاول أن أكتب بوضوح، وبقدر ما تسعفنى إجادتى اللغة العربية، وأنا أكتب باسمى، ولا اسمَ عمليًا أو حركيًا عندى، وعنوانى معروف، فلا «يتشاطر» عليّ أحد.
أنتقل الى موضوع آخر، فقد كتبت دفاعًا عن السياسة السعودية، وقدمتُ معلومات قلت إننى مستعد أن أذهب إلى محكمة لأثبت صدقها. كانت هناك رسائل مؤيدة وأخرى معارضة أو معترضة، وأختار نقطة واحدة هى تهمة الدفع والقبض وموائد الملوك والرؤساء. الملك سلمان بن عبدالعزيز أعرفه منذ نصف قرن أو نحوه، ولم يحدث إطلاقًا أن طلبت منه لنفسى شيئًا. عنده قضايا أهم منى كثيرًا، إلا أننى أستشهد به لأن كلامه هو الفصل فى الموضوع. عندى ما يكفينى، والأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، ناشر «الحياة»، صديق قبل العمل وبعده ولم أطلب منه شيئًا فى يوم من الأيام، مع أنه لا يقصر مع أحد.
منذ كتبت عن الحملات على السعودية، تجمعت لى أخبار أخرى من النوع نفسه، حتى أننى قرأت أن أكبر بلد منتج للنفط ومصدِّر سيفلس، وأن أفضل مخرج للسعودية أن تتحالف مع إسرائيل. هذا هو المستحيل. الأخبار الجديدة عندى لمنْ يريد قراءتها فى مكتبى، وأرجح أن أعلق عليها مرة أخرى.
وأكمل بسوريا، فهى تعيش مأساة يومية قصّرت عنها روايات الإغريق القدماء. وجدتُ أننى متهم بتأييد الغارات الروسية، مع أن الفقرة الأولى من مقال لى قالت إن هذه الغارات تنتقم من العقوبات الأمريكية بعد التدخل الروسى فى أوكرانيا والخديعة الغربية لروسيا فى ليبيا. ثم حذرتُ من أنه إذا اتفق الأمريكيون والروس فسيتفقون علينا. ونقلتُ بعد ذلك ما تقول عصابة الحرب والشر فى الولايات المتحدة، فالمحافظون الجدد يريدون خوض حرب جديدة أملًا بأن يُقتل فيها مليون عربى ومسلم آخر.
بعد كل ما سبق، إذا كان قارئًا يريد مادة ضدى فأنا أسجل على نفسى، لفائدته، إننى لم أتوقع أبدًا أن يتدهور الوضع فى سوريا إلى هذه الدرجة. لم أرَ يومًا يأكل فيه سمك البحر مهاجرا سوريا، أو هو ينتهى فى ما يشبه معسكر اعتقال فى هذا البلد الأوروبى أو ذاك. كانت سوريا ديمقراطية أربع سنوات أو نحوها فى خمسينيات القرن الماضى، ولم تغِبْ عنى هذه الحقيقة، إلا أننى ظننتُ أن عندها من أسباب السعادة ما يُبعِد الشقاء عن شعبها. سوريا فى القلب. سوريا بلدنا.
نقلًا عن الحياة اللندنية