ساعات قليلة ويتشكل جزء من ملامح البرلمان الجديد، ذلك البرلمان الذي حرصت منذ البداية على تسميته باسم «برلمان ٣٠ يونيو» انتهت المرحلة الأولى وفاز من فاز ويخوض الإعادة من لم يوفق في الجولة الأولى، المهم هو أن أسماء محددة، سوف تنال شرف المشاركة في ذلك البرلمان الذي يعتبر ختام خارطة الطريق، كما يعتبر نقطة فاصلة بين مرحلتين، ينتقل بنا من فوضى الإخوان وزمنهم الأسود إلى انتظام الأهداف التي نادت بها ثورتا يناير ويونيو.
وكان غياب البرلمان صاحب الحق الأصيل في التشريع، مثار تساؤل وشكوك من كثيرين، وجاءت الوقائع لتبدد تلك الشكوك، وهنا لنا أكثر من وقفة مع أكثر من طرف نبدأها مع قطاع من المثقفين والساسة الذين بدءوا صراخهم مبكرًا بأن الدولة تماطل في إجراء الانتخابات لتمكين مؤسسة الرئاسة من الانفراد بالحكم، ولما تم اتخاذ الإجراءات العملية لبدء عملية الترشح والتصويت فوجئ البعض بعودة نفس جوقة الصارخين مطالبين الناس بمقاطعة التصويت، وهذا إن دل على شىء إنما يدل على إفلاس واضح حيث صرخوا في مواجهة الشىء ونقيضه، اعترضوا على غياب البرلمان ولما بدأ البرلمان في التشكل والحضور هتفوا فيما بينهم لتغييبه من جديد.
والحمد لله أن هذا القطاع من المثقفين معزول تمامًا عن الجماهير ولا أثر له سوى على جدران الغرف التي يهتفون داخلها، وبعض التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعى، وبالرغم من أحجامهم القزمية إلا أن سؤالنا لهم واجب، ونسألهم: ما أهدافكم بوضوح وأنتم تثيرون هذه البلبلة ولمصلحة من تحاولون وقف المراكب السائرة؟ مؤكد أنه لا إجابة سوى بضع صرخات جديدة وبعض من مزايدة.
أما الغريب جدًا في أمر هؤلاء المتثاقفين هو حديثهم ليل نهار عن تبنيهم مطالب الجماهير، وذوبانهم عشقًا في إرادة الشعب، وعندما يتحرك الشعب لاختيار ممثليه يصب قطاع من تلك النخبة لعناتهم على الشعب، ويقولون عنه إنه جاهل وتم غسل مخه بالإعلام المأجور، ثم يشد المنتقد دائمًا نفسًا عميقًا من سيجارته وينفث دخانها في غرور متعاليًا على الجماهير التي انتخبت، ويبدأ معنا جولة في لعبة النصح والإرشاد.
أما الوقفة الثانية فهى مع الناخب، وقد تحركت خلال الأيام الماضية ميدانيًا بين الناخبين لمحت حماسة كما قرأت بعضًا من التردد، أما الحماسة فهى ظاهرة صحية ندعمها ويبقى موضوع التردد ونقول فيه إن مصير بلادنا لا يحدده الرئيس ولا الحكومة ولا حتى أعضاء البرلمان القادم، كل القضية بين أيادى الناس وهم أصحابها وهم مفاتيح حلها، لذا يصبح التردد شيئا من الترف لا نملكه، فالمعركة التي تخوضها بلادنا داخليًا في قضايا العيش والحرية والعدالة الاجتماعية ليست بسيطة، وكذلك المعارك التي تخوضها خارجيًا وسط محيط إقليمى وعالمى ملبد بالمؤامرات، ليست معارك يمكن حسمها بتصريح وردى أو تفاهم عابر، لقد شاءت الظروف أن تشهد منطقتنا في السنوات الأخيرة ما هو أصعب من الحرب العالمية، أوطان تمزقت وأرواح أزهقت وشعوب تم تهجيرها والثعابين السامة تحيط بنا من كل مكان منها ما هو ملتحٍ قابض على بندقية، ومنها ما هو مقيم بالبيت الأبيض قابض على سيناريو التقسيم.
لذا.. ونحن في موسم انتخابى صعب، صار من الواجب التحلى بالمسئولية الوطنية، فالمتثاقف المعترض دائمًا عليه أن يهدأ قليلًا، والمتردد من الناخبين عليه أن يتقدم الصفوف مدافعًا عن اختياراته ومعلنًا ذلك من خلال صوته الانتخابى داخل الصندوق، بعدها تبدأ المهمة الأصعب، وهى مهمة النواب الذين سيختارهم الشعب، ليكونوا على مستوى الثقة ومستوى أحلام الناس وعلى قدر من الشجاعة تليق بالمخاطر المحيطة بالبلاد.
وكان غياب البرلمان صاحب الحق الأصيل في التشريع، مثار تساؤل وشكوك من كثيرين، وجاءت الوقائع لتبدد تلك الشكوك، وهنا لنا أكثر من وقفة مع أكثر من طرف نبدأها مع قطاع من المثقفين والساسة الذين بدءوا صراخهم مبكرًا بأن الدولة تماطل في إجراء الانتخابات لتمكين مؤسسة الرئاسة من الانفراد بالحكم، ولما تم اتخاذ الإجراءات العملية لبدء عملية الترشح والتصويت فوجئ البعض بعودة نفس جوقة الصارخين مطالبين الناس بمقاطعة التصويت، وهذا إن دل على شىء إنما يدل على إفلاس واضح حيث صرخوا في مواجهة الشىء ونقيضه، اعترضوا على غياب البرلمان ولما بدأ البرلمان في التشكل والحضور هتفوا فيما بينهم لتغييبه من جديد.
والحمد لله أن هذا القطاع من المثقفين معزول تمامًا عن الجماهير ولا أثر له سوى على جدران الغرف التي يهتفون داخلها، وبعض التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعى، وبالرغم من أحجامهم القزمية إلا أن سؤالنا لهم واجب، ونسألهم: ما أهدافكم بوضوح وأنتم تثيرون هذه البلبلة ولمصلحة من تحاولون وقف المراكب السائرة؟ مؤكد أنه لا إجابة سوى بضع صرخات جديدة وبعض من مزايدة.
أما الغريب جدًا في أمر هؤلاء المتثاقفين هو حديثهم ليل نهار عن تبنيهم مطالب الجماهير، وذوبانهم عشقًا في إرادة الشعب، وعندما يتحرك الشعب لاختيار ممثليه يصب قطاع من تلك النخبة لعناتهم على الشعب، ويقولون عنه إنه جاهل وتم غسل مخه بالإعلام المأجور، ثم يشد المنتقد دائمًا نفسًا عميقًا من سيجارته وينفث دخانها في غرور متعاليًا على الجماهير التي انتخبت، ويبدأ معنا جولة في لعبة النصح والإرشاد.
أما الوقفة الثانية فهى مع الناخب، وقد تحركت خلال الأيام الماضية ميدانيًا بين الناخبين لمحت حماسة كما قرأت بعضًا من التردد، أما الحماسة فهى ظاهرة صحية ندعمها ويبقى موضوع التردد ونقول فيه إن مصير بلادنا لا يحدده الرئيس ولا الحكومة ولا حتى أعضاء البرلمان القادم، كل القضية بين أيادى الناس وهم أصحابها وهم مفاتيح حلها، لذا يصبح التردد شيئا من الترف لا نملكه، فالمعركة التي تخوضها بلادنا داخليًا في قضايا العيش والحرية والعدالة الاجتماعية ليست بسيطة، وكذلك المعارك التي تخوضها خارجيًا وسط محيط إقليمى وعالمى ملبد بالمؤامرات، ليست معارك يمكن حسمها بتصريح وردى أو تفاهم عابر، لقد شاءت الظروف أن تشهد منطقتنا في السنوات الأخيرة ما هو أصعب من الحرب العالمية، أوطان تمزقت وأرواح أزهقت وشعوب تم تهجيرها والثعابين السامة تحيط بنا من كل مكان منها ما هو ملتحٍ قابض على بندقية، ومنها ما هو مقيم بالبيت الأبيض قابض على سيناريو التقسيم.
لذا.. ونحن في موسم انتخابى صعب، صار من الواجب التحلى بالمسئولية الوطنية، فالمتثاقف المعترض دائمًا عليه أن يهدأ قليلًا، والمتردد من الناخبين عليه أن يتقدم الصفوف مدافعًا عن اختياراته ومعلنًا ذلك من خلال صوته الانتخابى داخل الصندوق، بعدها تبدأ المهمة الأصعب، وهى مهمة النواب الذين سيختارهم الشعب، ليكونوا على مستوى الثقة ومستوى أحلام الناس وعلى قدر من الشجاعة تليق بالمخاطر المحيطة بالبلاد.