السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مصارحة مع النفس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

استكمالا لما قد بدأناه سابقا فى الربط بين الموارد البشرية ومجلس الشعب، وقد تحدثنا عن أملنا فى عهد جديد نجد فيه عضو برلمان يعرف كيف يستخدم موارده البشرية لصالح الوطن، ولا يبنى أحلامه فى الحصول على مقعد لاستغلال أحلام الناس سلبا، وأن حقوق المواطن ضائعة من الدولة الظالمة، وإظهار نفسه فى صورة البطل الذى سيسترد تلك الحقوق من براثن الأسد.

وتحدثنا عن العصا السحرية لنائبنا المنتظر، وأعنى تقييمه لنفسه، ونتحدث اليوم عن تقييم أهل كل دائرة لمرشحيها، لنتساءل أولا هل المرشح مقيم فى دائرته؟ وهل يصلح المرشح لتمثيل الطبقة التى يتحدث عنها؟ وما هى الخبرات السياسية للمرشح؟ وما هو التاريخ الشخصى للمرشح؟ هل له جماهيريته؟ ما هو غرض المرشح من ترشيح نفسه؟ إننا مقدمون على أول مرحلة من مراحل تشكيل أهم برلمان لمصر فى الفترة المعاصرة، وكل صوت من أصوات كل دائرة هو توقيع لصاحبه فى وثيقة بناء الوطن، ولابد من أن نتأكد أن النائب المنتظر لن يكون نائب خدمات كسابق العهد، وأن كل من يتخاذل فى هذه الانتخابات يكون قد تخاذل فى بناء الوطن، وبالتبعية لا يحق لأى «متخاذل» أن يلقى بأسباب الفشل على الدولة، التى هو فى الأساس رافض للمشاركة فى بنائها، فإن كنا نريد وطنا قويا فلابد من اختيار حكيم مبنى على فكرة واحدة هى أن مصلحة الوطن تسمو على مصالحنا الشخصية، فمثلا كلنا نتمنى أن نعيش فى وطن بلا فساد، ومن ناحية أخرى نتهافت على مرشح دائرتنا نطلب منه استثناءات فى تعيين أبنائنا أو طلبات لنغنم بغنائم من الدولة قد لا نستحقها، وننسى أن كل طلب ليس لنا حق فيه هو حجر بناء فى منظومة الفساد.

وكما طالبنا كل مرشح بتقييم نفسه قبل اتخاذ قرار الترشيح، فلابد أن نقيم أنفسنا قبل أن نطلب ما نعتقد أننا الأصلح لأخذه، وهنا يجب أن نسأل أنفسنا عن كل هؤلاء الذين يريدون منا أن نعطيهم فرصة الدخول للبرلمان، ونحن لسنا فقهاء فى تقييم البرامج الانتخابية، هل هذا المرشح يسعى بطريقة غير مباشرة لتحقيق أحلامه على أنقاض أحلامنا، أم هو يسعى حقا لإعلاء شأننا و تطوير مهارتنا؟ فعلى سبيل المثال وليس الحصر من يعد الشباب بفرص عمل لابد أن يقيم الشاب نفسه أولا، هل هو مؤهل للعمل أم هو بدون مؤهلات وخبرات حقيقية؟ فلو كانت وعود المرشح بالتعيين لا تتماشى مع المؤهلات الحقيقة للشباب، يصبح هذا المرشح ممن يبنون أحلامهم على حساب أنقاض أحلامكم، وهناك مرشح آخر يعد بعمل تدريب وتطوير للشباب ليكونوا مؤهلين لسوق العمل، فهذا نموذج يتعامل مع الواقع وعنده إصرار على تغييره ويجب أن ندعمه، أفيقوا أيها المصريون لمصير أنتم المخططون له، تمهلوا وتفكروا واستفتوا عقولكم وجاهدوا لبناء هذا الوطن فهو يستحق منكم العناء وسيعلو شأنكم بعلو شأن هذا الوطن.