استكمالا لما قد بدأناه سابقا فى الربط بين الموارد البشرية ومجلس الشعب، وقد تحدثنا عن أملنا فى عهد جديد نجد فيه عضو برلمان يعرف كيف يستخدم موارده البشرية لصالح الوطن، ولا يبنى أحلامه فى الحصول على مقعد لاستغلال أحلام الناس سلبا، وأن حقوق المواطن ضائعة من الدولة الظالمة، وإظهار نفسه فى صورة البطل الذى سيسترد تلك الحقوق من براثن الأسد.
وتحدثنا عن العصا السحرية لنائبنا المنتظر، وأعنى تقييمه لنفسه، ونتحدث اليوم عن تقييم أهل كل دائرة لمرشحيها، لنتساءل أولا هل المرشح مقيم فى دائرته؟ وهل يصلح المرشح لتمثيل الطبقة التى يتحدث عنها؟ وما هى الخبرات السياسية للمرشح؟ وما هو التاريخ الشخصى للمرشح؟ هل له جماهيريته؟ ما هو غرض المرشح من ترشيح نفسه؟ إننا مقدمون على أول مرحلة من مراحل تشكيل أهم برلمان لمصر فى الفترة المعاصرة، وكل صوت من أصوات كل دائرة هو توقيع لصاحبه فى وثيقة بناء الوطن، ولابد من أن نتأكد أن النائب المنتظر لن يكون نائب خدمات كسابق العهد، وأن كل من يتخاذل فى هذه الانتخابات يكون قد تخاذل فى بناء الوطن، وبالتبعية لا يحق لأى «متخاذل» أن يلقى بأسباب الفشل على الدولة، التى هو فى الأساس رافض للمشاركة فى بنائها، فإن كنا نريد وطنا قويا فلابد من اختيار حكيم مبنى على فكرة واحدة هى أن مصلحة الوطن تسمو على مصالحنا الشخصية، فمثلا كلنا نتمنى أن نعيش فى وطن بلا فساد، ومن ناحية أخرى نتهافت على مرشح دائرتنا نطلب منه استثناءات فى تعيين أبنائنا أو طلبات لنغنم بغنائم من الدولة قد لا نستحقها، وننسى أن كل طلب ليس لنا حق فيه هو حجر بناء فى منظومة الفساد.