من الصعب أن يفقد الإنسان صديقا وزميلا ترك بصمة لدينا، وتاريخ زمالة ومحبة دامت سنوات طويلة، وما هو أهم ترك بصمة فى قطاع السياحة والإعلام.
وشاءت الصدف أن أكون طرفا وشريكا فى تطور حياته المهنية التى سأحكيها اليوم للقارئ، ليعلم أن فى مصر رجالا لهم قيمة وقامة.
قصة الدكتور البلتاجى الذى عرفنى به صديق عمره وزميله، فى مهنة القانون والنضال من أجل الوطن، المستشار المتميز المرحوم فتحى نجيب، الذى كان من أقرب أصدقائه والذى وصل يوما لأن يكون رئيسا للمحكمة الدستورية العليا.
جاء الدكتور البلتاجى إلى باريس فى بعثة دراسية بين القانون والاقتصاد، وعرفته عن قرب لأنه كان وطنيا نشطا بين زملائه، وكان فى هذه المسيرة استمرار منه حينما ارتبط مع مجموعة من الشباب الأبطال فى الأعمال الفدائية.
وقليل منا يعرف نضاله فى هذه المرحلة من حياته، وحينما انتهى من دراسة الدكتوراه كنت أعمل وقتها مستشارا للرئيس السادات وجاء ممدوح البلتاجى يقول لى إنه لا يريد أن يكمل طريق العمل فى مجال القانون وإنه يريد أن يعمل فى مجال الإعلام، وكان منصب المستشار الإعلامى بباريس شاغرا، فتوجهت إلى رئيس الأمن القومى وقتها الفريق كمال حسن على الذى تابع النشاط والخدمات الوطنية التى أداها ممدوح البلتاجى أثناء دراسته بفرنسا، وساعدنى فى مهمتى كثيرا بالتعاون مع الفريق كمال حسن على، الذى كان من العقول المشرفة التى أدارت الأمن القومى قبل توليه وزارة الدفاع ثم الخارجية ثم رئاسة الوزارة.
واهتم سيادته بموضوع تعيين الدكتور البلتاجى بالاستعلامات بباريس، وذهبنا سويا للقاء الوزير المحترم المفكر يوسف السباعى وقت أن كان وزيرا للإعلام، ووافق فورا على الاقتراح وتم تعيين البلتاجى مستشارا إعلاميا بالسفارة المصرية بباريس، وخلق بعدها شبكة من العلاقات الإعلامية فى فرنسا ساهمت فى الدفاع عن وجهة النظر المصرية.
وفى إحدى زيارات الرئيس مبارك لباريس كنت أقوم بالترجمة للفرنسية بينه وبين رجال الصحافة، وقلت للرئيس فجأة أن يقوم الدكتور البلتاجى مكانى بالترجمة لأن لغته الفرنسية أقوى من لغتى، واندهش الرئيس مبارك فى البداية قبل أن يرى على أرض الواقع قدرات الدكتور البلتاجى، ومنذ هذا التوقيت تولدت علاقة ثقة متينة بينه وبين حسنى مبارك الذى كان وقتها نائبا للرئيس، ورشحه ليكون رئيسا لهيئة الاستعلامات، وتردد الرئيس السادات لأن وزير الداخلية وقتها أسر فى أذنه أن الدكتور البلتاجى يسارى الفكر، وبحكم حساسية الرئيس السادات للاتجاهات اليسارية تأجل الموضوع حتى وفاته وتولى الرئيس مبارك رئاسة الجمهورية فبادر بتعيين الدكتور البلتاجى رئيسا لهيئة الاستعلامات ثم وزيرا للإعلام ووزيرا للسياحة.
وأثناء توليه مسئولية وزارة السياحة قدم على ساحة العمل السياحى كثيرًا من الابتكارات والمشروعات والأفكار الجديدة فى هذا المجال، أعطت للسياحة مكانا هاما وأرقاما مشجعة. وبحكم معيشته وعلاقته بالخارج تمكن من خلق علاقات وثيقة بالمؤسسات الأجنبية السياحية، فضلا على قدرته فى الحصول على محبة ومودة الآخرين لأنه كان يحب الناس فأحبوه.
أما خلال قيامه بمهمته الإعلامية فكان فذا فى إدارته وقيادته للكيان الإعلامى الضخم بحجمه ومهامه المتشعبة، وجعل منه أداة فعالة، وتعاونا سويا فى إنشاء الجمعية الأوروبية المصرية للإعلام الاقتصادى فى سويسرا وأقمنا فرعا لها فى مصر، فضلا عن مؤسسة أخرى، هى الاتحاد الفرنسى العربى للإعلام، وكان مثلى يؤمن بأهمية الجمعيات الأهلية المهنية لاسيما فى مجال الصحافة والإعلام.
وشاءت بعد ذلك ظروف الحياه القاسية أن يصيبه مرض عضال عانى منه سنوات طويلة.. حرمنا كأقرب أصدقاء له من أن نزوره لنطمئن عليه لأن مرضه أفقده الذاكرة والتعرف على أحبائه مثل العزيز د.إبراهيم كامل.
ولن ينسى أحد منا رسالة نشرها ابنه أحمد على صفحته فى Facebook، وهو يعتصر ألما لما يعانيه والده على مدار سنوات طويلة، وتجرأه أن يدعو على د.ممدوح ليودعهم حتى يتخلص من آلامه.
ويهمنى أن أطمئن أحمد أنه سيظل قريبا منى، لأنه يربطنا إحساسنا بالحب والمحبة لممدوح البلتاجى.
ولن أنسى قبل أن أختم هذا المقال أن نذكر أهمية علمه بالثقافة والفن والموسيقى إلى درجة مذهلة.
أرجو من المسئولين عن كلية الإعلام أن يقدموا نموذج الدكتور ممدوح البلتاجى إلى شباب وطلبة الإعلام، ليبقى دائما قدوة ونموذجا للأجيال القادمة.
وشاءت الصدف أن أكون طرفا وشريكا فى تطور حياته المهنية التى سأحكيها اليوم للقارئ، ليعلم أن فى مصر رجالا لهم قيمة وقامة.
قصة الدكتور البلتاجى الذى عرفنى به صديق عمره وزميله، فى مهنة القانون والنضال من أجل الوطن، المستشار المتميز المرحوم فتحى نجيب، الذى كان من أقرب أصدقائه والذى وصل يوما لأن يكون رئيسا للمحكمة الدستورية العليا.
جاء الدكتور البلتاجى إلى باريس فى بعثة دراسية بين القانون والاقتصاد، وعرفته عن قرب لأنه كان وطنيا نشطا بين زملائه، وكان فى هذه المسيرة استمرار منه حينما ارتبط مع مجموعة من الشباب الأبطال فى الأعمال الفدائية.
وقليل منا يعرف نضاله فى هذه المرحلة من حياته، وحينما انتهى من دراسة الدكتوراه كنت أعمل وقتها مستشارا للرئيس السادات وجاء ممدوح البلتاجى يقول لى إنه لا يريد أن يكمل طريق العمل فى مجال القانون وإنه يريد أن يعمل فى مجال الإعلام، وكان منصب المستشار الإعلامى بباريس شاغرا، فتوجهت إلى رئيس الأمن القومى وقتها الفريق كمال حسن على الذى تابع النشاط والخدمات الوطنية التى أداها ممدوح البلتاجى أثناء دراسته بفرنسا، وساعدنى فى مهمتى كثيرا بالتعاون مع الفريق كمال حسن على، الذى كان من العقول المشرفة التى أدارت الأمن القومى قبل توليه وزارة الدفاع ثم الخارجية ثم رئاسة الوزارة.
واهتم سيادته بموضوع تعيين الدكتور البلتاجى بالاستعلامات بباريس، وذهبنا سويا للقاء الوزير المحترم المفكر يوسف السباعى وقت أن كان وزيرا للإعلام، ووافق فورا على الاقتراح وتم تعيين البلتاجى مستشارا إعلاميا بالسفارة المصرية بباريس، وخلق بعدها شبكة من العلاقات الإعلامية فى فرنسا ساهمت فى الدفاع عن وجهة النظر المصرية.
وفى إحدى زيارات الرئيس مبارك لباريس كنت أقوم بالترجمة للفرنسية بينه وبين رجال الصحافة، وقلت للرئيس فجأة أن يقوم الدكتور البلتاجى مكانى بالترجمة لأن لغته الفرنسية أقوى من لغتى، واندهش الرئيس مبارك فى البداية قبل أن يرى على أرض الواقع قدرات الدكتور البلتاجى، ومنذ هذا التوقيت تولدت علاقة ثقة متينة بينه وبين حسنى مبارك الذى كان وقتها نائبا للرئيس، ورشحه ليكون رئيسا لهيئة الاستعلامات، وتردد الرئيس السادات لأن وزير الداخلية وقتها أسر فى أذنه أن الدكتور البلتاجى يسارى الفكر، وبحكم حساسية الرئيس السادات للاتجاهات اليسارية تأجل الموضوع حتى وفاته وتولى الرئيس مبارك رئاسة الجمهورية فبادر بتعيين الدكتور البلتاجى رئيسا لهيئة الاستعلامات ثم وزيرا للإعلام ووزيرا للسياحة.
وأثناء توليه مسئولية وزارة السياحة قدم على ساحة العمل السياحى كثيرًا من الابتكارات والمشروعات والأفكار الجديدة فى هذا المجال، أعطت للسياحة مكانا هاما وأرقاما مشجعة. وبحكم معيشته وعلاقته بالخارج تمكن من خلق علاقات وثيقة بالمؤسسات الأجنبية السياحية، فضلا على قدرته فى الحصول على محبة ومودة الآخرين لأنه كان يحب الناس فأحبوه.
أما خلال قيامه بمهمته الإعلامية فكان فذا فى إدارته وقيادته للكيان الإعلامى الضخم بحجمه ومهامه المتشعبة، وجعل منه أداة فعالة، وتعاونا سويا فى إنشاء الجمعية الأوروبية المصرية للإعلام الاقتصادى فى سويسرا وأقمنا فرعا لها فى مصر، فضلا عن مؤسسة أخرى، هى الاتحاد الفرنسى العربى للإعلام، وكان مثلى يؤمن بأهمية الجمعيات الأهلية المهنية لاسيما فى مجال الصحافة والإعلام.
وشاءت بعد ذلك ظروف الحياه القاسية أن يصيبه مرض عضال عانى منه سنوات طويلة.. حرمنا كأقرب أصدقاء له من أن نزوره لنطمئن عليه لأن مرضه أفقده الذاكرة والتعرف على أحبائه مثل العزيز د.إبراهيم كامل.
ولن ينسى أحد منا رسالة نشرها ابنه أحمد على صفحته فى Facebook، وهو يعتصر ألما لما يعانيه والده على مدار سنوات طويلة، وتجرأه أن يدعو على د.ممدوح ليودعهم حتى يتخلص من آلامه.
ويهمنى أن أطمئن أحمد أنه سيظل قريبا منى، لأنه يربطنا إحساسنا بالحب والمحبة لممدوح البلتاجى.
ولن أنسى قبل أن أختم هذا المقال أن نذكر أهمية علمه بالثقافة والفن والموسيقى إلى درجة مذهلة.
أرجو من المسئولين عن كلية الإعلام أن يقدموا نموذج الدكتور ممدوح البلتاجى إلى شباب وطلبة الإعلام، ليبقى دائما قدوة ونموذجا للأجيال القادمة.