الخميس 02 يناير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

مبادرة "السيسي" لإنقاذ أطفال الشوارع خطوة جادة لحماية الأمن القومي.. خطاب: تنتشلهم من العنف نحو مستقبل أفضل..عز الدين: تحافظ على الوجه الحضاري لمصر.. والعراقي: تحمي مليون نسمة ينقصهم الاهتمام

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في الوقت الذي يعاني فيه أغلب أطفال العالم من المجاعة، فبمعدل كل خمس دقائق يموت طفل بسبب الجوع والفقر، تأتي مبادرة الرئيس "السيسي" والتي تحمل عنوان "حماية الأطفال من الخطر" لإنقاذ مليون طفل من أطفال الشوارع لتمثل بادرة أمل لتفتح آفاقا جديدة نحو غد أفضل لهؤلاء الأطفال الذين عانوا كثيرا وعاني منهم المجتمع أكثر، حيث يشارك في هذه المبادرة وزارتي الداخلية والتضامن و19 منظمة من منظمات المجتمع المدني، لإنقاذ هؤلاء الأطفال الذين أصبحوا قنبلة موقوتة كادت أن تنفجر في جنبات هذا المجتمع لتدمر كل شيئا، جاءت هذه المبادرة بعد 30 عامًا عجت شوارع المحروسة بهم، وأصبحت الأقدام تتخبط بهم حينما تطأ قدماك أي شارع من شوارع المحروسة، ورغم محاولات مؤسسات المجتمع المدني لعلاج هذه المشكلة إلا أنها مازالت صداعا في رأس الحكومات.

ويظل السؤال الأبرز: هل تنجح مبادرة الرئيس السيسي في حل هذه المشكلة وخصوصا بعد النجاح الباهر الذي حققه هؤلاء الأطفال أثناء الاحتفاء بافتتاح قناة السويس الجديدة، حيث كان من بين الكورال الغنائي أطفال من دور الرعاية؟ 

وما مدى تأثير هذه المبادرة على المجتمع في ظل محاولة استغلال الطاقات البشرية لهؤلاء الأطفال وتدريبهم بشكل يتناسب مع متطلبات سوق العمل؟

"البوابة نيوز" حاولت أن تجيب عن هذه الأسئلة مع المتخصصين في هذا الشأن.


 أشادت د. مشيرة خطاب وزيرة الدولة للأسرة والسكان سابقا بهذه المبادرة التي تستحق من كل منظمات المجتمع المدني التشجيع، وترى د. خطاب أنه لا بد من تكاتف وتضافر كل الجهود لإنجاح المبادرة التي وصفتها بالقوية وتهدف إلى التنمية البشرية، فهي مبادرة مهمة للنهوض بالأمن القومي المصري، لافتة إلى أن أطفال الشوارع لهم حق الرعاية والاهتمام والحماية من كل أشكال العنف التي تقع على كاهلهم، ودعت د. خطاب كل أجهزة الدولة ووزارات التربية والتعليم، الصحة والمجلس القومي للمرأة للمشاركة في هذه المبادرة، التي تهدف إلى إبراز دور المجتمع تجاه أطفال الشوارع، ضحايا التفكك الأسري والعنف والإهمال المدرسي


بينما لفتت د. إنشاد عز الدين أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية إلى أهمية هذه المبادرة التي تهدف إلى حماية أطفال الشوارع بعد أن تزايدت أعدادهم في الفترة الأخيرة ولم يقتصر الأمر على الأطفال المصريين فقط بل واللاجئين السوريين واليمينين والفلسطينيين، وأشارت إلى أن منظمات المجتمع المدني اهتمت من قبل بهذا الملف، لكن كانت جهود مبعثرة حيث عملت كل منظمة في اتجاه مختلف عن الأخرى، ما جعل هناك صعوبة في حل هذه المشكلة التي كادت تهدد كيان المجتمع المصري، منوهة إلى أن أطفال الشوارع أنواع كثيرة منهم أطفال المبيت، واللقطاء، بائعو المناديل، الهاربون من المدارس، اللاجئون، أضف إلى ذلك أطفال العشوائيات، وتري د. عز الدين أن هذه المبادرة تؤثر بشكل إيجابي على المجتمع المصري بل وتحافظ على وجه مصر الحضاري أمام السائحين.

وقالت د. عز الدين أن الرئيس السيسي أول من اهتم بأطفال الشوارع بشكل فعلي فمن قبل كان يتم تحجيم المشكلة وليس محاولات لحلها، ما ساعد على تفاقمها بشكل أصبح يهدد المجتمع، نتيجة الأخطار والكوارث التي تنجم عن المعاملة السيئة لهؤلاء الأطفال ما جعل سلوكهم عدواني وعدائي تجاه هذا المجتمع.


بينما قالت د. عبير العراقي رئيس الاتحاد العالمي لحماية الطفولة: إن كلمة أطفال شوارع تطلق على الأطفال الذين هربوا من أسرهم نتيجة العنف والقسوة أو أطفال في دور رعاية لم تتوافر لهم المعاملة الحسنة، وترى د. العراقي أن مبادرة الرئيس السيسي جاءت في الوقت المناسب فهم شريحة تستحق الاهتمام، خصوصا وأن طفل الشارع سيكون مستقبلا هو البلطجي الذي يرهب المجتمع، وهي مبادرة قوية مقدمة برعاية الجيش الذي يتكفل بكل الإمكانات المادية الهائلة لحماية هؤلاء الأطفال وتوفير سبل العيش الكريم لهم، فضلا عن تنمية قدراتهم ومهارتهم بشكل يفيد المجتمع مستقبلا، وتتمنى أن يتم تحقيق هذه المبادرة في أقل مدة زمنية، لافتة إلى أن أعداد أطفال الشوارع في الوقت الحالي أصبحت تفوق المليون طفل، لذلك لا بد أن يهتم الإعلام ومنظمات المجتمع المدني بهذه المبادرة وإلقاء الضوء عليها بشكل يجعل المجتمع بأكمله يتكاتف حولها، وأشارت د. العراقي لا بد من دراسة هذه المبادرة، وتحديد الهدف منها، كما لا بد أن يتم دراسة احتياجات مصر مستقبلا، وكيفية توظيف مهارات وقدرات هؤلاء الأطفال بشكل يتناسب مع متطلبات سوق العمل.


بينما قال أحمد المالكي مؤسس حملة "ذكر مسئول بصورة سيلفي مع أطفال الشوارع": إن الحملة تم تطبيقها على أطفال الشوارع المنتشرين في محافظة الشرقية والذين يمثلون 30 % من جملة أطفال الشوارع بمصر، قِس على ذلك باقي محافظات الجمهورية، وأضاف: بدأنا الحملة في يناير 2015 بمشاركة وزير الشباب د. خالد عبدالعزيز، وخلال حملتنا لاحظنا أن أطفال الشوارع أنواع كثيرة منهم أطفال بلا مأوي وآخرون متشردون، بالإضافة للاجئين خصوصا الفلسطينيين الذين ينتشرون في مصر بشكل كبير، لافتا إلى كم الكوارث التي تنتج من وراء استغلال أطفال الشوارع، فهناك من يستغلهم في أعمال إجرامية، خصوصا وقد استغلهم الإخوان الفترة الماضية في وضع حقائب بها متفجرات تحت العربات دون أن يدري الطفل حقيقة الأمر مقابل مبالغ مالية ضئيلة نحو 5 أو 10 جنيهات للطفل في كل عملية.

وتابع: "ولدينا تسجيلات وفيديوهات لأطفال شوارع يتحدثون عن الوقائع التي قاموا بها "صوتا وصورة"، منوها إلى أنه لاحظ أن هؤلاء الأطفال سلوكهم عدائي لكن بمجرد أن تتعرف عليهم وتتعامل معهم بلطف تجد بداخلهم كم براءة غير عادي فهم في حاجة إلى من يحتويهم ويهتم بهم، في بداية الحملة كانوا يرهبوننا لكن بمرور الوقت بدأوا يرتاحوان لنا ويحكون عن مشاكلهم".

وأشاد المالكي بمبادرة الرئيس السيسي، فهو أول رئيس يهتم بهؤلاء الأطفال خصوصا وأن القوات المسلحة ستقوم بتدريبهم بحيث يكون لهم دور هادف في المجتمع.