الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

العالم يحيي غدًا اليوم الدولي للحد من الكوارث الطبيعية تحت شعار " المعرفة من أجل الحياة"

 الأمين العام للأمم
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحيي العالم غدا /الثلاثاء/ اليوم الدولي للحد من الكوارث الطبيعية 2015 تحت شعار " المعرفة من أجل الحياة"، حيث يركز الاحتفال هذا العام علي المعارف المحلية للشعوب الأصلية التي تتناغم مع العلوم الحديثة مما يضيف مرونة فردية واجتماعية. فمثلا، معرفة النذر الأولى في الطبيعة حيوية جدا لضمان فعل مبكر للتخفيف من تأثير الكوارث البطيئة منها والسريعة مثل الجفاف وموجات الحر والعواصف والفيضانات. وبفعل إضافة المعرفة العلمية مثل التقارير التي تصدر عن علماء الأرصاد إلى المعارف التقليدية من قدرات الاستعداد، يمكن تناقل هذه الخبرات من جيل إلى آخر.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت في ديسمبر عام 1989 بموجب القرار 236 / 44 يوم الأربعاء الثاني من شهر أكتوبر ليكون اليوم الدولي للحد من الكوارث الطبيعية. وقد واصلت الأمم المتحدة الاحتفال بهذا اليوم العالمي بشكل سنوي خلال العقد الدولي للحد من الكوارث الطبيعية من 1990 - 1999. ثم قررت الجمعية العامة بموجب قرارها 200 / 64 تحديد يوم 13 أكتوبر موعدا للاحتفال وتغيير اسم اليوم إلى اليوم الدولي للحد من الكوارث. والهدف من الاحتفال هو توعية الناس بكيفية اتخاذ إجراءات للحد من خطر تعرضهم للكوارث.
وذكر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رسالته بهذه المناسبة حيث يكرس الاحتفال هذا العام باليوم الدولي للحد من الكوارث إلي قوة المعرفة التقليدية الأصلية والمحلية. ففي مارس 2015 أثناء انعقاد المؤتمر العالمي الثالث للأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث في سينداي باليابان ، التقيت بالسيد "بالدوين لونسديل " رئيس جمهورية فانواتو ( هي دولة جزيرة تقع في جنوب المحيط الهادئ) .
وفي ذلك اليوم بالذات ، ضرب الإعصار المداري" بام" جزر المحيط الهادئ ومنها فانواتو ، وهو واحد من أقوي العواصف التي تضرب المنطقة . وقد أدت قوة العاصفة إلي خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات. ولكن ليس هذا هو الحل ، فقد كان بناء ملاجئ تحمي من الإعصار علي الطرز التقليدي من المواد المحلية هو السبب في إنقاذ حياة الكثيرين من الأشخاص . إن المعارف التقليدية والأصلية هي قاعدة معلومات لا غنى عنها لكثير من المجتمعات التي تسعى إلى العيش في وئام مع الطبيعة والتكيف مع الظواهر الجوية المدمرة، كالاحتباس الحراري وارتفاع منسوب مياه البحار.
وأضاف مون أن في الكاميرون، مرت التكنولوجيا المنخفضة المعرفة المحلية من جيل إلى جيل مما ساعد المزارعين على التكيف مع الجفاف عن طريق نقع بذور الذرة والفاصوليا قبل الزراعة ، كذلك ممارسة أخري عريقة - رش الرماد على الذرة والبذور لبضعة أشهر - يساعد على حفظ البذور من الآفات لمدة طويلة.
إن التكيف مع هذه الأفعال ساهم في الحد من مخاطر الكوارث علي المستوي المحلي.. وفي منطقة القطب الشمالي، ونحن نعتمد بشكل كبير على المعرفة المحلية للسكان الأصليين لفهم آثار تغير المناخ، لأن ما يحدث في القطب الشمالي لا يبقى في منطقة القطب الشمالي.. إن التغييرات التي تؤثر على توافر مصادر الغذاء التقليدية تسلط الضوء على التحدي الذي يعرض تغير المناخ للبشرية جمعاء، وليس فقط الناس الذين يعيشون في منطقة القطب الشمالي.
إن المعرفة المحلية لآثار التحضر والنمو السكاني، وانخفاض النظام البيئي وانبعاثات الغازات الدفيئة أهمية خاصة في عصر أدت إلي المزيد والمزيد من الكوارث والمناخ والأحوال الجوية.
ويعرف إطار سينداي للحد من مخاطر الكوارث على أهمية المشاركة على مستوى المجتمع المحلي في الحد من مخاطر الكوارث ، ويؤكد أيضا علي أن المعارف التقليدية يمكن أن تكمل المعرفة العلمية في مجال إدارة مخاطر الكوارث. وبناء القدرة على مواجهة الكوارث هو أيضا سمة رئيسية من الأهداف الإنمائية المستدامة المعتمدة حديثا، والإطار من شأنها أن توجه جهودنا للقضاء على الفقر وتعزيز الرخاء المشترك على كوكب صحي بحلول عام 2030.
ودعا مون في هذا اليوم الدولي، أن نعترف بجهود المجتمعات كبيرها وصغيرها، الذين وضعوا حكمتهم لاستخدامها في الحد من مخاطر الكوارث وتبادل خبراتهم الثمينة وهي "المعرفة من أجل الحياة".
لقد ازدادت حدة وتواتر الأخطار الطبيعية مثل الفيضانات وموجات الجفاف وآثار الظواهر المتطرفة مثل الزلازل وموجات التسونامي وأصبح لها آثاراً مدمرة على الأفراد والمجتمعات. وقد أدى تفاقم الموقف وسوء التخطيط والفقر وعدد كبير من عوامل ضعف القدرات إلى تدني القدرة على التعامل مع الأخطار والكوارث الطبيعية. وقد ازدادت أهمية القيام باتخاذ إجراءات لتقليل المخاطر على المستوى الدولي، ويرى العديد ضرورة حماية جهود التنمية المستدامة وتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، هذا بالإضافة إلى الاشتراك كعنصر فاعل في خطة التنمية لما بعد 2015.
ويتضمن الحد من أخطار الكوارث كل السياسات والاستراتيجيات والإجراءات التي تُمكن الأفراد والمدن والدول من زيادة القدرة على التصدي للأخطار وتقليل المخاطر والضعف أمام الكوارث. وإدراكاً بأن المخاطر الطبيعية يمكن أن تُهدد أي جهة وأي فرد دون استثناء، فإن نظام استراتيجية الأمم المتحدة الدولية للحد من الكوارث يعتمد على الشراكات وعلى تبني منهجاً عالمياً للحد من الكوارث، ويهدف إلى إشراك كل الأفراد والمجتمعات في التوجه نحو أهداف تخفيض فقدان الأرواح، والنكسات الاجتماعية والاقتصادية والأضرار البيئية التي تسببها الأخطار الطبيعية.
وفي مؤتمر الأمم المتحدة العالمي الثالث للحد من الكوارث، ذُكر المجتمع الدولي أن تأثير الكوارث يكون أشد ما يكون على المجتمعات المحلية مما يمكن له أن يسبب خسائر في الأنفس فضلا عن اضطراب اجتماعي واقتصادي.
وتتسبب الكوارث الفجائية في تشريد الملايين في كل عام. ففي عام 2014، شُرد ما يقرب من 19.3 مليون شخص بسبب الكوارث. فالكوارث، التي يزيد تغير المناخ من حدتها، لها تأثيرها السلبي على الاستثمار في التنمية المستدامة والنتائج المرجوة. وبالتالي فإن تعزيز القدرات يكون أفضل ما يكون في تطبيقه تطبيقا عاجلا على المستوى المحلي.. ويصب إطار سينداي للحد من الكوارث التركيزعلى الناس ويجعل من الفعل منهاجا في الحد من الكوارث، وبالتالي تطبيق ذلك المنهاج على الكوارث بحجميها الصغير والكبير سواء كانت طبيعية أو سببها الإنسان، وسواء كانت ذات صلة بالبيئة أو على صلة بالمخاطر التكنولوجية والإحيائية.
ويؤدي عمل المجتمعات المحلية التي تعيش في المناطق المعرضة لمخاطر الكوارث ، في إيجاد سبل للتأقلم مع الكوارث ومخاطر المناخ إلى خلق معارف واستراتيجيات جديدة للتأقلم. وفي جوانب كثيرة، تلخص الشعوب الأصلية أهمية المعرفة المحلية ومشاركة الجماعات في الحد من الكوارث. ويعرف 370 مليون فرد في 90 بلدا أنفسهم بمصطلح "أبناء الشعوب الأصلية"، حيث تمتد أراضيهم على مساحة 24% من سطح اليابسة ويعملون على 80 % من التنوع البيولوجي العالمي. وتتضمن اللغات المهددة بالاندثار كثيرا من المعارف والممارسات والتقاليد المهمة لحماية البيئة وإدارة الكوارث. وسواء كانوا في الحضر أو في المناطق الريفية، يعاني أبناء الشعوب الأصلية من جوانب ضعف وحاجات فريدية في ما يتصل بالحد من الكوارث والانتعاش في حالات ما بعد الكوارث. كما أنهم يمتلكون في الوقت نفسه قدرات ومعارف فريدة.
ويشير تقرير "المخاطر العالمية لعام 2015" الذي أعدته جامعة الأمم المتحدة لأمان الإنسان والبيئة، ويتعقب 173 دولة على مستوى العالم لرصد الدول الأكثر تعرضا لخطر الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والعواصف والفيضانات والجفاف وارتفاع منسوب سطح البحر، كما يقيس مدى استعداد الدول لمواجهة الكوارث الطبيعية.
وبين التقرير أن القارة الأوروبية تخلو من خطر الكوارث إلى حد بعيد باستثناء هولندا وألبانيا والصرب، كما تنعم الولايات المتحدة وكندا بانخفاض نسبة خطر التعرض لكوارث الطبيعة. وكشف عن وجود دول عربية في قائمة أكثر الدول أمانا من أخطار الكوارث الطبيعية على مستوى العالم، وتربعت قطر على عرش القائمة بينما حلت المملكة العربية السعودية في المركز الرابع والبحرين في المركز الثامن والإمارات العربية المتحدة في المركز التاسع. وتركز الخطر الأكبر من حيث احتمالات التعرض للكوارث الطبيعية في دول أفريقيا والدول المطلة على المحيط الهادي.
ويشير القرير إلي إرتفاع إجمالي الوفيات الناجمة عن الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والعواصف والحرارة، بصورة حادة خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، وفق ما قالت شركة "ميونيخ ري"، أكبر شركات إعادة التأمين في العالم. غير أن الشركة قالت في تقريرها نصف السنوي إن الكلفة الاقتصادية لمثل هذه الحوادث تراجعت إلى 35 مليار دولار من 42 مليار دولار، مما يعكس حقيقة أن معظم الكوارث تحدث في مناطق العالم الفقيرة.
وارتفع إجمالي عدد القتلى إلى 16 ألف شخص خلال النصف الأول من العام الجاري، من 2800 خلال نفس الفترة في العام الماضي. وكان زلزال وقع في نيبال في أبريل الماضي من أكبر الكوارث المدمرة، إذ أدى إلى مقتل 8850 شخصا، ودمر آلاف المنازل ومواقع التراث الحضاري. ومن وجهة النظر الاقتصادية كانت أفدح الكوارث سلسلة من العواصف الشتوية التي اجتاحت شمال شرقي الولايات المتحدة وكندا في نهاية فبراير الماضي، التي تسببت في خسائر تأمينية حجمها 1.8 مليار دولار، فيما كان إجمالي الخسائر 2.4 مليار دولار. ويساعد قطاع إعادة التأمين شركات التأمين العادية على تغطية التكاليف والتعويضات عن الأضرار الجسيمة الناجمة عن الأعاصير والزلازل، مقابل أقساط يدفعها المؤمن عليهم من عملاء شركات التأمين.
كما أكد تقرير صادر عن المجلس النرويجي لشؤون اللاجئين، أن الفيضانات والعواصف والزلازل تسببت بنزوح ما يقرب 20 مليون شخص عن ديارهم العام الماضي 2014. وأوضح المجلس أن هذه المشكلة مرشحة لان تتفاقم خلال العقود المقبلة بفعل تغير المناخ لكن يمكن مواجهتها بتحسين مواصفات بناء المنازل.
وكانت قارة آسيا الأكثر تعرضا للكوارث الطبيعية، بنسبة 90% من اجمالي 19.3 مليون شخص شردوا عام 2014؛ حيث شهدت الصين والفلبين سلسلة من الأعاصير الى جانب فيضانات في الهند. وشردت الكوارث الطبيعية منذ عام 2008 نحو 26.5 مليون شخص في المتوسط كل عام، وعلى الرغم من ان احصاءات عام 2014 أقل من ذلك، فان التقرير أكد وجود اتجاها تصاعديا على المدى الطويل .
وبين التقرير أن المساكن سريعة النمو وسيئة البناء في المناطق المعرضة للكوارث الطبيعية تزيد من اعداد من يتعرضون للمخاطر، إلى جانب خطورة التغيرات المناخية القاسية مثل مدن، مكسيكو سيتي ومومباي وكراتشي وبورت أو برنس.
ولفت التقرير الى أن الكوارث الطبيعية وتأثيراتها لا تقتصر فقط على الدول الفقيرة، فاليابان تعد من أبرز الحالات والتي لا يزال فيها نحو 230 ألف شخص مشرد اليوم في اعقاب زلزال توهوكو وكارثة تسونامي عام 2011. كما أنه لا يزال قرابة 40 ألفا في الولايات المتحدة في حاجة لمساعدات تتعلق بالسكن في أعقاب إعصار ساندي عام 2012.
كما رصد التقرير أسوأ الكوارث الطبيعية التي تعرضت لها دول من مختلف أنحاء العالم في عام 2014، وتمثل فيضانات باكستان والهند في الفترة ما بين 2 إلي 15 سبتمبر، حيث سببت الأمطار الموسمية فيضانات كارثية في الهند وباكستان، مما أدى إلي 648 حالة وفاة ونحو 18 مليار دولار من الخسائر في البلدين، وكان معظم القتلى في باكستان، وقد شهدت عدة محافظات باكستانية أعلى مستويات هطول الأمطار، حيث وصلت لـ 26.3 بوصة.
ويعتبر 2014، هو العام الخامس على التوالي الذي تشهد فيه باكستان الفيضانات والأمطار الموسمية، وقد قدمت شركة بنفليد العالمية للتأمين، مليار دولار أمريكي كتعويض للكوارث التي حلت بالبلدين.
كما يعتبر"جفاف ولاية كالفورنيا"، الذي استمر طوال عام 2014، وتعتبر الجبال الثلجية في كالفورنيا مصدرًا رئيسيًا لإمدادات المياه للولاية، حيث انخفض منسوب المياه بأنهار كالفورنيا، وبحلول شهر مايو انخفض المنسوب بنسبة 18 % من المستوى المعتاد، مما أدى إلى الجفاف الشديد بالأراضي الزراعية في كاليفورنيا.
وتعتبر كاليفورنيا من أهم الولايات التي تشتهر بالزراعة في الولايات المتحدة، ووفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي بأمريكا ، فإن هذا الجفاف أدى إلي خسائر فادحة وصلت قيمتها 2.2 مليار دولار، وترك أكثرمن 170 ألف مزارع لأراضيهم بكالفورنيا.
وضرب "إعصار الهدهد" في الفترة مابين 7 إلى 14 أكتوبر في خليج البنغال، وكانت قوة الإعصار بلغت ذروتها في المدينة الهندية فيساخاباتنام، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 2 مليون نسمة، وقد أدى الإعصار إلي وفاة نحو 68 شخص، وسبب الإعصار أضرارًا جسيمة تقدر بـ 11 مليار دولار.
كما ضربت "الدوامة القطبية" في الفترة ما بين 5 إلي 8 يناير، والتي حدثت بأمريكا، وقد وصفها الخبراء بوصف أكثر دقة على أنها موجة برد شديدة، وقد وضعت هذه الموجة الاقتصاد الأمريكي في طريق مسدود في بداية شهر يناير، حيث أدت درجات الحرارة الباردة وتساقط الثلوج بشكل مكثف إلي إيقاف الرحلات الجوية، كما تسببت هذه الموجة في وقوع 21 حالة وفاة، وخسارة مباشرة في الاقتصاد الأمريكي تقدر بحوالي 3 مليار دولار.
وضرب "إعصار أوديل بالمكسيك"، في الفترة ما بين 10 إلي 16 سبتمبر، ففي يوم 15 سبتمبر بلغ إعصار أوديل أعلى قوته على اليابسة بالتحديد في منتجع كابو سان لوكاس. وسجل هذا الإعصار الرقم القياسي لأقوى إعصار يضرب الولاية المكسيكية باجا كاليفورنيا منذ أكثر 60 عامًا، وبلغت خسائر الإعصار أكثر من 25 مليار دولار.
أما الجفاف الشديد الذي ضرب البرازيل في عام 2014، وعلى الرغم من وجود وفرة من المياه العذبة بفضل حوض الأمازون إلا أن البرازيل عانت من الجفاف المدمر مرة أخرى في عام 2014، وقد بلغت خسائر البرازيل أكثر من 4 مليارات دولار في وقت لاحق من هذا العام.
وقد سبب الجفاف أزمة في المياه بجميع أنحاء المدن الضخمة البرازيلية، وخاصة في مدينة ساو باولو التي يقطنها أكثر من 21 مليون شخص ، أي أكثر من 10 % من سكان البرازيل .
في حين نجد الفيضانات في المملكة المتحدة في الفترة ما بين ديسمبر 2013 وفبراير 2014، حيث ضربت العواصف المملكة المتحدة من خلال سلسلة عواصف لا يقل عن 12 عاصفة شتوية، وشهدت البلاد أمطارًا غزيرة لم تشهدها منذ فصل شتاء عام 1910، وذلك وفقًا لمكتب الأرصاد الجوية بالمملكة المتحدة. كما شهدت إنجلترا مجموعة عملاقة من الفيضانات سببت في تحطيم كثير من المنازل المطلة على الشواطئ الإنجليزية، وقد سببت هذه الكارثة خسائر مالية لبريطانيا بلغت أكثر من 15 مليار جنيه استرليني.
وتعتبر العواصف الثلجية التي ضربت اليابان في فبراير 2014، وقد شهد كوكب طوكيو عاصمة اليابان تساقط كثيف للثلوج حيث وصلت حجم كتل الثلج 10 بوصات لكل منها، وتعتبر هذه العاصفة الثلجية الثانية تضرب اليابان منذ 45 عامًا. وتسببت هذه العاصفة الثلجية إلي 95 حالة وفاة، وأكثر من 2000 حادثة مرورية وخسائر مالية وصلت قيمتها حوالي 650 مليار دولار. وشهدت أفغانستان، موجة شديدة من الفيضانات والانهيارات الأرضية في أواخر أبريل ومايو 2014، وتعتبر هذه الكارثة الجوية الأكثر دموية لأحوال الطقس في عام 2014.
وقد تسببت الأمطار الكثيفة والفيضانات في تدمير 10 مقاطعات، وأكثر المقاطعات ضررًا هي مقاطعة بدخشان، حيث أدى الهبوط الأرضي في دفن قرية بأكملها، وتختلف تقديرات عدد القتلى على نطاق واسع، فقد أوضحت المؤشرات أن عدد القتلى وصلوا لأكثر من 6662 شخصا.
أما "إعصار سوبر تايفون" بالفلبين، الذي ضرب المنطقة التي تطل على غرب المحيط الهادئ في الفترة ما بين 12 إلي 18 يوليو، حيث اجتاح إقليم "إباي" الفلبيني، ثم وصل الإعصار إلي جزيرة هاينان الصينية. وقد تسبب الإعصار في مقتل 106 اشخاص، ونحو 3 ملايين شخص مشرد، أما الأضرار التي لحقت الجزيرة الصينية، هي مقتل 206 اشخاصً، وخسارة مالية قدرها 650 مليون دولار.
وتسعي الأمم المتحدة ومن خلال إطار سينداي للحد من أخطار الكوارث 2015-2030، حيث يؤكد إطار سينداي التزام الدول بتناول الحد من مخاطر الكوارث والتعافي منها على أن يتم تناول ذلك بشيء من الالحاح في سياق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر.
ويحدد إطار سينداي 7 أهداف لتقييم التقدم على المستوى العالمي وهي : خفض الوفيات الناجمة عن الكوارث بدرجة كبيرة بحلول عام 2030 وتحقيق أدنى معدل للوفيات في العالم بنحو 100 ألف حالة في الفترة ما بين عامي 2020 و 2030 مقارنةً بالفترة ما بين عامي 2005 و 2015؛ خفض عدد الأشخاص المتضررين على الصعيد العالمي بحلول عام 2030، وتحقيق أدنى معدل من الأشخاص المتضررين في العالم بنحو 100 ألف شخص بالفترة ما بين عامي 2020 و 2030 مقارنة بالفترة ما بين عامي 2005 و 2015؛ خفض الخسائر الاقتصادية المباشرة الناجمة عن الكوارث مقابل الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2030 ؛ الحد بدرجة كبيرة من الأضرار الناجمة عن الكوارث والتي تلحق بالبنية التحتية الحيوية والمرافق الصحية والتعليمية بعدة طرق منها تنمية القدرة على مواجهة الكوارث والتعافي منها بحلول عام 2030 ؛ تحقيق زيادة كبيرة في عدد الدول التي لديها استراتيجيات وطنية ومحلية للحد من أخطار الكوارث بحلول عام 2020 ؛ تعزيز التعاون الدولي بدرجة كبيرة لتعبئة الدعم الكافي والمستدام من أجل استكمال الخطط الوطنية لتنفيذ هذا الإطار في الدول النامية بحلول عام 2030 ؛ تحقيق زيادة كبيرة في ما هو متوافر للجمهور من نظم الإنذار المبكر بالأخطار المتعددة والمعلومات عن أخطار الكوارث والتقييمات بحلول عام 2030.
واستناداً إلى المبادئ الواردة في استراتيجية يوكوهاما من أجل عالم أكثر أمناً: المبادئ التوجيهية لاتقاء الكوارث الطبيعية والتأهب لها وتخفيف حدتها وخطة عمل هذه الاستراتيجية وإطار عمل هيوغو، سيتم الاسترشاد في تنفيذ هذا الإطار بالمبادئ التالية، مع مراعاة الظروف الوطنية وبما يتسق مع القوانين المحلية والالتزامات والتعهدات الدولية : كل دولة تتحمل المسؤولية الأساسية عن اتقاء خطر الكوارث والحد منه، بما في ذلك العمل من خلال علاقات التعاون الدولية والإقليمية ودون الإقليمية والتعاون عبر الحدود والعلاقات الثنائية ؛ يتطلب الحد من أخطار الكوارث التشارك في المسؤوليات بين الحكومات المركزية والسلطات الوطنية المختصة والقطاعات وأصحاب المصلحة ؛ الهدف من إدارة أخطار الكوارث هو حماية الأشخاص وممتلكاتهم وصحتهم ومصادر رزقهم ووسائلهم الإنتاجية، وكذلك الأصول الثقافية والبيئية، وفي نفس الوقت احترام وتعزيز جميع حقوق الإنسان، بما فيها الحق في التنمية ؛ يتطلب الحد من أخطار الكوارث مشاركة جميع أطياف المجتمع والتمكين والمشاركة الشاملة والميسَّرة وغير التمييزية وإيلاء اهتمام خاص للأشخاص المتضررين من الكوارث أكثر من غيرهم، ولا سيما الأشخاص الأشد فقراً ومراعاة منظور شامل للنوع الاجتماعي والسن والإعاقة والثقافة ؛ يعتمد الحد من أخطار الكوارث وإدارتها عل آليات التنسيق داخل القطاعات وفي ما بينها، ومع أصحاب المصلحة على جميع المستويات، بما في ذلك اتباع آلية واضحة لتحديد المسؤوليات بين أصحاب المصلحة في القطاعين العام والخاص ؛ ضرورة تمكين السلطات المحلية والمجتمعات المحلية من الحد من أخطار الكوارث ؛ يتطلب الحد من أخطار الكوارث اتباع نهج متعدد الأخطار واتخاذ القرارات بطريقة شاملة تتسم بالدراية بالمخاطر، وتستند إلى تبادلٍ ونشرٍ البيانات المصنفة ، بما في ذلك البيانات المصنفة بحسب النوع الاجتماعي والعمر والإعاقة، تكمِّلها معارف تقليدية ؛إن الحد من أخطار الكوارث أمر محوري لتحقيق التنمية المستدامة ؛ أسباب أخطار الكوارث قد تكون محلية أو وطنية أو إقليمية أو عالمية النطاق، وتتسم هذه الأخطار بخصائص محلية محددة يجب فهمها لكي يتسنى تحديد التدابير اللازمة للحد من هذه الأخطار؛ التصدي للعوامل الكامنة المتعلقة بأخطار الكوارث يعد أكثر فعالية من حيث التكلفة مقارنةً بالاعتماد بصورة أساسية على التصدي للكوارث بعد وقوعها والقدرة عل التعافي منها ؛ في مرحلة ما بعد الكوارث، يعتبر الحد من أخطار الكوارث أمر بالغ الأهمية، وذلك من خلال ”إعادة البناء على نحو أفضل“، وتثقيف الجمهور وتوعيته بهذه الأخطار؛ إن تعزيز التعاون الدولي بما في ذلك الوفاء بإلتزامات الدول المتقدمة فيما يتعلق بتقديم المساعدات الإنمائية الرسمية يعد أمراً محورياً للإدارة الفعالة لمخاطر الكوارث ؛ إن الدول النامية، ولا سيما البلدان الأقل نمواً والدول الجزرية الصغيرة النامية والدول النامية غير الساحلية، والدول الأفريقية، بالإضافة إلى الدول متوسطة الدخل التي تواجه تحديات خاصة بسبب الكوارث، بحاجة إلى الحصول على دعم كافٍ ومستدام ومناسب من حيث التوقيت، من خلال التمويل ونقل التكنولوجيا وبناء قدرات الدول النامية.