الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

المقاطعة خيانة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نحن فى حالة حرب حقيقية، فالقادم أخطر مما تتخيلون، ولو لم تقفوا على قلب رجل واحد سيضيع كل ما حاربتم من أجله، فالمؤشرات الأولية تنبئ بكارثة وشيكة الحدوث.
مصر تحتاج إليكم لا تخذلوها ولا تضيعوها لقد قطعتم أشواطا ناجحة يُضرب بها المثل، وضعت مصر فى المشهد من جديد فلا تضيعوا كل ما فعلتم أنتم الآن أمام الاختبار الحقيقى لإرادتكم وعزيمتكم، البرلمان هو الاستحقاق الأخير فهل ستقدمونه على طبق من ذهب للخونة الذين يُصرون على سرقته والاستحواذ عليه، فالأحداث الحالية تطلق صافرات الإنذار بأن القادم سيكون خطيرا، فقد بدأت باجتماعات طارئة فى الخارج للتنظيم الإرهابى الدولى للتخطيط للبرلمان القادم، واستغلال ضعف الأحزاب وتزايد الصراعات على المصالح الشخصية، ورصد أموال طائلة لعودتهم فى ثوب جديد وتحت عباءة شرعية مختلفة فيسيطرون عليه مما يدخلنا فى دائرة الخطر مرة أخرى.
أمضيت فترة ليست بالقصيرة فى مجال تغطية الانتخابات (شعب، شورى ، نقابات) وأزعم أنه قد تكونت لدى خبرة كافية ورؤية لمجريات الأمور- وقد حذرت منذ حوالى عامين من كل ما يحدث اليوم– وخَلُصت من تلك التجربة ببعض الأساسيات، مثل أن السياسة لعبة قذرة يباح فيها استخدام كل شيء وأى شيء مهما وصلت درجة التدنى والانحطاط للوصول للهدف وأن المصالح تتصالح، فلا توجد قاعدة ثابتة فالأعداء يتحدون من أجل المصالح وإنه ليس هناك فى عالم السياسة مفاجآت مهما كانت غرابتها أو استحالتها وإن المال والسلطة زوجان بعقد كاثوليكى لا ينفصلان كل منهما دائم البحث عن الآخر، ليقترن به وما يدور داخل الغرف المغلقة يختلف تماما عما يذاع ويتم نشره وأى خبر وراءه غرض ما، وكل ذلك يرتكز على ركيزة راسخة تساعده فى تحقيق هدفه، وهى عامل النسيان وذاكرة السمك التى يتمتع بها الشعب المصرى، والتى أقف أمامها عاجزة عن التفسير والفهم، ولأثبت لكم كلامى على أرض الواقع نرى الآتى:
أشخاص شابتهم شائبة وأدانتهم جهات رسمية ولطختهم أفعال مشينة اعتمدوا على ذلك فغابوا عن المشهد لفترة وعادوا وكأن شيئا لم يكن وتم رفعهم على الأعناق وتصدروا المشهد ثانية ومرة أخرى يطل علينا إبليس فى ثوب القديس حزب النور السلفى وصور لأعضائه فى جولات ميدانية يرتدون البدل الرسمية، ذقون تم تهذيبها، نظارات شمسية وأحذية لامعة بعد (الجلابيب والسراويل القصيرة والشباشب) وتصريحات جعلت الدم يغلى فى عروقى آخرها تصريح لرئيس الحزب: إن قواعدنا عريضة ومتشعبة ولها جذور ثابتة وسنحصدأكبر عدد من الأصوات ونحن حزب سياسى وليس لنا أن نقول فى أى أمر حلال أو حرام، ومداخلة لمتحدثهم الإعلامى يقول: إن الحزب يعترف بالوقوف احتراما للسلام الجمهورى وإنه منخرط فى الحركة الوطنية وإن الحزب رفض مشاركة الإخوان فى التهام التورتة ولا علاقة بين حزب النور والإخوان، ونتعرض لإرهاب الإخوان الذين كفرونا واتهمونا بالخيانة، والحزب غير منشغل بمن ضده ولن يرد بحملات أو حشد مضاد.
(قول والمصحف) أحاول انتقاء أكثر الكلمات تهذيبًا للرد ووصف هذا العُهْر وردى عليكم إن ستركم قد فُضِح وأذكركم بفتاواكم ومواقفكم، الفتاوى بطلها ياسربرهامى نائب رئيس الدعوة السلفية صاحب الفتاوى الأكثر جدلا، وكتبت عن أشهرها مقالًا (أفتانى شيخى أن أكون ديوثًا) أجاز ترك الزوج زوجته للمغتصبين حفاظا على النفس، وبررها بأن حفظ النفس مقدم على حفظ العرض، وعدم جواز قتل الزوج لزوجته وعشيقها حال رؤيتهما عاريين معا إلا بشرط رؤية العملية كاملة وأن تقبيلها رجلا غريبا ليس زنا وأفتى بعدم جواز تهنئة الإخوة المسيحيين بأعيادهم لأن عاداتهم تتنافى وعادات المسلمين وأجاز للمرأة الكذب على زوجها لتخرج لعملية التصويت والاستفتاء، وأجاز ترك الجنود ساحة المعركة فرارا إذا كانوا أقل من نصف عدد العدو، وأجاز زواج الفتاة فى سن ٩ سنوات وأنَهُن يُطِقن مثل بنات العشرين فما فوق مادامت تطيق معاشرة الرجل البالغ، وأفتى عبدالمنعم الشحات أن الديمقراطية حرام شرعا وأفتى مرجان الجوهرى القيادى بالحركة السلفية الجهادية أن العاملين بالسياحة - يعمل بها حوالى ٣ ملايين - دُعاة للفسق والدعارة وأمرهم بترك ذلك العمل لأن ماله حرام شرعا والسياحة إغضاب لله. وأفتى بهدم الأهرامات وأبو الهول لأنها أصنام كفر، وتذكروا أفعال الإخوان فى الحكم التى دعَّمَهَا السلفيون ومشهد نادر بكار يقف مع البلتاجى فى جانب القاعة يضحكان وقت إقرار دستور الفجر المسلوق يتفقان معا عليكم بعد أن وعدهم الإخوان باقتسام التورتة ورغم أنهم خدعوهم أكثرمن مرة، لكنهم ظلوا على ولائهم لهم، وما إن شعروا أن سفينتهم تغرق قفزوا منها إلى البيت الأبيض لعرض بضاعتهم وأنهم البديل المناسب للحكم بعد الإخوان ولم يقفوا للسلام الجمهورى ولا يعترفون به ووضعوا علم مصر أسفل المنصات لذا أقول قولا واحدا للجميع.
للحكومة:
كفاكم سياسة التوازنات والتحالفات التى أدخلتنا فى جحيم اكتوينا بنيرانه والله وحده أنقذنا منه ومازلنا فى تبعاته (أحمد هو سيد أحمد) بل هو أسوأ وأعنف وأشرس، وفكره التكفيرى المتشدد هو الغالب عليه فلا تتخذونه بديلا اقطعوا دابره بيد ثابتة قوية ووراءكم الشعب وإذا أراد التواجد بيننا عليه أن ينخرط فى نسيج الشعب بعيداعن السياسة وأطالبكم بحل جميع الأحزاب التى تقوم على أساس دينى (لا للأحزاب الدينية) ولا استثناء (لا وسط ولا بناء وتنمية ولا نور ولا ظلام) ولابد أن تقوم اللجنة العليا للانتخابات بدورها، فحزب النور يستخدم شعارات دينية ويخالف كل القواعد (صح النوم ).
للشعب المصري
أنت شعب جبار عظيم لن تُلْدَغ من الجحر مرتين، أنت صاحب القرار لن يتم شراؤك بالزيت والسكر، ولن تتركهم يفوزون ليصبحوا واجهة وذراع الجماعة فى المجلس القادم مطيعين لأوامرها منفذين لمخطط التمكين مرة أخرى، فالبرلمان القادم هو وثيقة حياة أو موت لهم جميعا، إما أن يعاود السرطان مهاجمته الشرسة للجسد ويتوغل به ويتمكن منه مرة أخرى، وإما لا يجد له مكانا به فيغادره منتحرا، افرزوا كل المرشحين ولكم أن تأخذوا منهم كل خدماتهم، وما يعرضون وعند التصويت الفظوا الخونة شر لفظة اخرجوا بالملايين فإنها مسألة حياة أو موت وتقرير مصير..مصر تحتاج إليكم فلا تخذلوها ولا تضيعوها..مصر أمانة فى أعناقكم جميعا..لا تقاطعوا لا تقاطعوا..إياكم والمقاطعة فإنها خيانة.