لا تحب خفافيش التيارات الدينية الضوء ولا تستطيع العيش فيه، ببساطة لأن عقيدتها مبنية على السرية والخوف من الملاحقة، غير أن تحديات الواقع كانت أكبر منها، فرضت عليها التكنولوجيا قواعدها التي تناقض قواعد تنظيماتها، دخل الإسلاميون عالم الإنترنت الواسع فانكشفت عوراتهم التي طالما حرصوا على إخفائها عن أعين الناظرين، لا أحد يستطيع الإفلات من قواعد الشبكة العنكبوتية التي أصبحت صداعًا في رأس الجماعات الإرهابية والمتطرفين، فالإنترنت الآن ساحة مفتوحة للجميع ويصعب التحكم في هذه الشبكة العنكبوتية من قريب أو بعيد، خاصة بعد أن طالت عمليات القرصنة شركات الصرف والنقل والمؤسسات الحكومية في الدول الكبرى، وصولا إلى وزارة الدفاع وشركات تصنيع السلاح الأمريكية.
مصر الآن مقبلة على استحقاق انتخابى مصيرى، ولم تزل أذيال هذه التيارات تعبث في الشارع، وهناك حالة من الخوف لدى قطاعات من المصريين من تكرار معاناة الماضى في انتخاب أشخاص أو تيارات مخادعة تقدم وعودًا وردية على خلاف الحقيقة، ولهذا فإن دورنا هو كشف المزيد من كذب هذه التيارات وواقعها البائس. في السطور التالية سنتعرف على حقيقة هذه التنظيمات التي لا تختلف عن تنظيمات المافيا في شيء، فهى لا تجد غضاضة في تزوير توكيلات أو اختلاق شخصيات وهمية أو الحصول على تمويلات سرية لممارسة أعمال تبدو للبعض مشروعة.
المراسلات السرية لقياداته تفضح:
تأسيس حزب الإصلاح السلفى بتوكيلات مزورة
قيادى بالحزب يبحث عن أشخاص يملأون استمارات التوكيلات بخطوط مختلفة مقابل 10 جنيهات للواحدة
نجح الهاكر «رمز العدالة» في اختراق الحساب الشخصى لخالد محمد عبدالرحمن القبانى عضو المكتب التنفيذى لحزب الإصلاح السلفى، الذي ذاع صيته في انتخابات البرلمان ٢٠١٢، وانضم أعضاؤه بعد ذلك لقائمة حزب الحرية والعدالة في انتخابات الشعب، وبعد ثورة ٣٠ يونيو انضمت قيادات الحزب لما عرف بالتحالف الوطنى لدعم الشرعية الذي يمارس مهامه من قطر وتركيا.
برر رمز العدالة قيامه بهذه العملية لسبب اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية وقال إن المصريين في حاجة لمن يكشف لهم ما يدور خلف الكواليس، ولذلك لم يترك رمز العدالة شيئا إلا وقام به من أجل اختراق حساب القبانى الذي يحمل الرقم القومى «٢٥٨١٠٠٣١٨٠١٥٩٨»، وأهدى الهاكر «البوابة» تفاصيل هذا الحساب، وقمنا بتفريغه وحصلنا على وثائق رسمية أيضا تدينه، والرجل كان لديه حرص أكثر من اللازم لدرجة أنه كان يحذف الرسائل التي يخشى أن يراها أحد كأنه يتوقع أن هناك عملية اختراق تنتظره.
القبانى من أهم رجال حزب الإصلاح، وله نفوذ كبير وسط التنظيمات المتشددة بجانب علاقاته الواسعة و«سره الباتع» في الحصول على تمويلات من الخارج لنصرة الإخوان لأنه مساعد للشيخ أحمد الصويان رئيس مجلس إدارة مجلة «البيان» الإسلامية التي تطبع في لندن ومقر إدارتها في السعودية وهو ينفق أموالا هائلة على السلفيين والإخوان في الوطن العربى وتدخل الجمعيات الخيرية التي يمتلكها الصويان ضمن الحسابات المالية له.
من بين ما حصلنا عليه من معلومات كانت محادثة بتاريخ ٢٤ إبريل عام ٢٠١٢ بين خالد عبدالرحمن و«عبدالله الصفتي» وقت تأسيس الحزب وسأل فيها الأول عن توكيلات الشرقية ورد عليه الصفتى قائلا إن مجموعة مكونة من نحو مائتى وخمسين فرد من الذين حصلوا على دورة فن الإقناع سيتم إرسالهم إلى الشرقية وتجهيزهم بالتكاليف المالية اللازمة ويتم الترتيب لذلك.
وفى محادثة عام ٢٠١٣ مع محمد القصاص، ممثل الإخوان بائتلاف الثورة قال فيها: الشعب أهطل وأصبحنا في أوضاع أسوأ من عام ١٩٥٢، فرد عليه خالد أننا في حاجة لنكسة مثل «٦٧» لأن الجيش مغلوب على أمره وتم تجريفه لأربعين عاما من بعد «كامب ديفيد» ولن يطول الأمر وسيفهم الناس إن لم يكن اليوم فغدا.
أما رسائل القبانى مع «محمد جبر نصار» أمين عام حزب الإصلاح فكانت الأولى منها بتاريخ ١٧ مايو ٢٠١٢ وقت تأسيس الحزب، وقال نصار إنه فحص مجموعة من التوكيلات التي وصلته من الشيخ عبدالناصر وكانت عبارة عن ١٤٣ صورة بطاقة و٨٥ توكيلا بدون توقيع من القليوبية وبدون صور بطاقات، و٧ بطاقات بدون توكيل، و٣٤ توكيلا بدون توقيع من الدقهلية، وأيضا ٢١٨ صورة بطاقة، والجيزة ٤، والفيوم ٥، وأسيوط ١، والمنيا ١، وجار فرز مجموعة من البطاقات والتوكيلات.
وفى ١٥ يونيو ٢٠١٢ أرسل نصار لخالد القبانى عناوين ١٠ جمعيات خيرية تابعة للسلفيين يمكن الاعتماد عليها في الحصول على توكيلات وصور بطاقات لإنشاء الحزب وهذه الجمعيات موجودة في عشر محافظات مختلفة، وهى أسوان وأسيوط والدقهلية والشرقية والغربية والمنيا وبنى سويف ودمياط وشمال سيناء وقنا وكفر الشيخ، ونجحوا بعد ذلك في الحصول على ٢٢٥٦ توكيلًا من تلك المحافظات.
وهناك محادثة خطيرة بين خالد القبانى وعمرو توفيق، وهو أحد الشباب المساعدين لتأسيس حزب الإصلاح ويعمل في قناة «الشرق» الإخوانية مع باسم خفاجى وهو الآن مقيم بتركيا وفى محادثة بينهما بتاريخ ١٨ إبريل ٢٠١٢.
وسأل القبانى: مافيش جمعية خيرية ترسل لهم التوكيلات؟ وهل يوجد أحد معرفة يتفرغ لإنهاء التوكيلات نظير مكافأة قدرها ٢٠٠٠ جنيه، فرد عمرو أنه من الممكن إرسال صور بطاقات دون توكيلات وعلينا نحن أن نملأ الاستمارات بالبيانات الموجودة في البطاقات، فرد خالد وهل أصحاب هذه البطاقات يعرفون أنهم سيدخلون حزب الإصلاح، فقال عمرو لا لكن لا ضرر بالموضوع وسهل أرسل لك ألف بطاقة، فرد خالد ونحن سنتولى إدخالها الشهر العقارى وأخذ الأختام وإن وجدنا ناس تستطيع ملء الاستمارات مقابل ١٠ جنيهات للفرد بحيث يكون بخط إيديهم لا توجد مشكلة في ذلك.
رسائل القبانى مع هشام برغش عضو رابطة العلماء المسلمين ونائب رئيس حزب الإصلاح السلفى، والمعروف عنه تشدده كان أبرزها ما دار بينهما في ٢٥ نوفمبر ٢٠١٣، إذ قال برغش للقباني: نريد بحث موقف الحزب والتيار من الدستور لإبلاغه للتحالف الشعبى لدعم الشرعية والجميع متوجه للمقاطعة وننتظر الجماعة الإسلامية التي يفترض أن تحدد موقفها اليوم ولو لم يصلنى رد بخلاف المقاطعة فسأعتبر موقفنا هو المقاطعة وسأخبر الناس بذلك على الأقل في الحزب، ورد خالد قائلا: مليش دعوة ولا تورطنى، فقال هشام المطلوب منى هو تحديد موقف للحزب، وطبعا موقف التيار الإسلامى يحتاج لقرار من الشورى وحلنى بقا.
وهناك رسائل المحامى هشام عويضة وكيل مؤسسى حزب الإصلاح بتاريخ ١٩ يناير ٢٠١٤، وحذر فيها خالد القبانى من أن رجال الحزب المتبقين يسعون للاستغناء عن أفكار خالد القبانى لتغيير دماء الحزب، فرد عليه خالد متسائلا كيف تتم الاستقالات بصورة قانونية؟ فقال عويضة من يريد الاستقالة عليه تقديمها مكتوبة وموقعة منه إلى رئيس الحزب، فسأله خالد وهل يصلح استقالة جماعية بقرار من الأغلبية؟ فرد عويضة أن اللائحة ليس بها نص يعالج الاستقالة الجماعية، وبناءً عليه أعتقد أنه لا يصلح.
تساءل عويضة أين رئيس الحزب بعد مبادرته التي ثار هشام برغش لسماعها وضرب بها عرض الحائط ؟ وأضاف أن رئيس الحزب ليس له شخصية ومجرد ديكور يتم تحريكه.
وكان عويضة قد أجرى حوارا مع عطية عدلان رئيس الحزب، وأرسل المحادثة بينهما لخالد القبانى في ديسمبر ٢٠١٤، لأن عويضة عرض على عدلان استقالة أعضاء الحزب بشكل جماعى كما طلب منه خالد القبانى، وسأل عدلان عويضة من يقف خلف اتفاق تجميد الحزب؟ ولماذا لم يعلن عن ذلك ببيان منفرد؟
قال عدلان إنه الآن في إسطنبول وتوعد أن يقتص من خالد منصور، لأنه متمسك باستقالة هشام عويضة ويثير المشاكل، وبالنسبة لبرغش قال عدلان إن المهندس خالد القبانى حذره وقال له إن برغش يسلم الحزب للأمن «تسليم أهالي»، وطلب منى خالد ألا أعطى برغش أي موافقات على أي شيء إلا بعد اتفاق الناس على ذلك.
وطلب عدلان من عويضة أن يقدم استقالته بشكل منفرد إن أراد ذلك وليس بشكل جماعى، وبعد أن شاهد خالد القبانى محادثات عدلان وعويضة قال له إنه لا يوافق على الاستقالة ولن يتدخل فيها، فرد عليه عويضة مندهشا: فكرة الاستقالة كانت فكرتك يا شيخ خالد وأيدناك فيها والآن نسيت إنك صاحب الفكرة؟
فرد خالد قائلا للأسف الشديد كلامك ملىء بالمغالطات، فقال عويضة: وإذا كنت حضرتك دعوت لاستقالة جميع المكتب، فلماذا تنكر علىّ ذلك الآن؟!! فرد عليه خالد أنه لم يكن قرارا فرديا فقد شاورت الأخوة وكان لا جدوى من الاجتماع ما دمت حسمت أمرك بالاستقالة.
بتاريخ ٢٠ ديسمبر ٢٠١٤ سأل عويضة القبانى قائلا هل صحيح أن برغش قبض عليه لأنه عرف ذلك من محمد الهواري؟ فرد القبانى أنه بالفعل تم ذلك وهو محتجز بمديرية أمن الإسكندرية بعد أن تم القبض عليه في المطار بينما كان مسافرا للرياض، وقال القبانى إن الأمن داهم أيضا شقة بها مخزن لكتب الغنيمى وقال إنه لا يتاجر إلا في الكتب، وأنه تأكد أن هشام برغش يعمل مع الأمن وأنه السبب وراء ذلك ولا أمان له بعد ذلك.
إحدى المحادثات المهمة كانت مع «محمد عبدالعزيز الهواري» أمين تنظيم حزب الإصلاح وعضو المكتب التنفيذى ومرشح الجيزة لمجلس الشعب عام ٢٠١٢، وأرسل الهوارى لخالد كشف أسماء الهواتف والإيميلات لشخصيات عربية وخليجية تساندهم وتدعمهم في مؤتمر الأحواز، وفى ٢٣ أكتوبر ٢٠١٣ كان محمد الهوارى انضم لتحالف الإخوان في تركيا ضد النظام القائم وطلب من خالد عبدالرحمن أن يكلمه على برنامج سكايب، لأن هناك كلاما خطيرا يجب أن يتفقا عليه ضد النظام ويخشى مراقبة الأمن للـ«فيس بوك».
وكانت هناك مشاكل نفسية يمر بها محمد الهوارى ناحية الشيخ خالد منصور المتحدث الرسمى لحزب الإصلاح، لأن الأخير لا يروق للأول وحاول الهوارى أكثر من مرة «تطفيشه» من العمل بتحالف دعم الشرعية، وطلب من خالد القبانى يوم ٣٠ نوفمبر ٢٠١٣ ضرورة رجوع الشيخ هشام عويضة للتحالف الذي تركه بسبب خلاف شخصى مع محمد جابر نصار أمين عام حزب الإصلاح، لأن رجوع هشام أكبر تأكيد على رحيل خالد منصور.
طلب الهوارى أن يتنحى خالد منصور، فسأله القبانى وكيف نجعله يتنحي؟ فرد الهواري: نضيق عليه الطرق وسيتنحي، وقال الهوارى أيضا ورجاء تحجيم الشيخ برغش فرد عليه القبانى لا تكثر الطلبات يا هوارى مرة واحدة.
الطريف أن خالد القبانى يشعر من يحدثه أنه يقف بجانبه وبعدها يحاور الطرف الآخر ويحاول أن يكسب الجميع، وهذا ما حدث مع الهوارى حيث حمل ما قاله الرجل له ونقله للناشط السياسي محمد عادل، والذي يعمل معهم ومتواجد الآن في تركيا وكانت الرسالة بتاريخ ٢ إبريل ٢٠١٢، حيث قال خالد لعادل انت فين طول الليل بدور عليك لأن الهوارى شايط وقال إنه سيمضى في طريقه حتى النهاية والمقصود في النيل من الهيئة والدكتور محمد يسرى يا ريت يا مولانا تشوف لك حل وحياك الله.
وأخبر الهوارى خالد القبانى أن هناك فرصة كبيرة لعشرة طلاب للدراسة بالجامعات التركية في تخصصات مختلفة، وسيكفل الطلاب سكنا ومعيشة وسأله عن ترشيحات لأبناء التيار.
في ١٣ يناير ٢٠١٤ سأل خالد القبانى الشيخ عطية عدلان رئيس حزب الإصلاح عن توكيلات سوهاج، فرد عليه أن بعض الأشخاص خوفوه من وقوعه تحت طائلة القانون حال ملء استمارات بأسماء البطاقات وطلب من خالد أن يجتمع معه لمناقشة الأمر.
«القبانى» يسرق تحويلات «الصويان» كبير ممولى السلفيين
علاقة قوية تربط خالد القبانى بالشيخ «أحمد عبدالرحمن الصويان»، رئيس مجلة البيان التي تصدر من لندن، ومقرها المملكة العربية السعودية، وممول قناة المجد الفضائية، والصويان من كبار السلفيين في العالم العربى، وله نفوذ كبير، وكان صاحب فكرة التقارب بين السلفيين والإخوان بداية عام ٢٠١٢، وهو أحد الممولين الكبار لحزب الإصلاح، وجميعهم يعملون تحت قياداته بجريدة البيان.
القبانى كسب ثقة الصويان لدرجة أنه يدير له كل أموره الإدارية والمالية، وهناك مئات الآلاف من الدولارات يتم تحويلها من الصويان إلى القبانى خاصة بأمور الطباعة والنشر وإصدار مجلة البيان وغيرها.
أصبح خالد القبانى جاسوسًا بطبيعة عمله للشيخ الصويان، يخبره بكل صغيرة وكبيرة عن زملائه، ويعد التقارير عنهم، ومن بينها تقرير عن «عصام خضر»، المدير التنفيذى السابق لحزب الأصالة، وتم فصله تعسفيا من الحزب وفسخ عقده، لأنه طلب من زملائه أن ينادوه بأستاذ لأنه أكبر سنًا، وهذا لم يعجب زملاءه خاصة «طارق أحمدي» الذي شن حربًا ضده حتى طرد من المكان.
وكان عصام يعرف أهمية خالد القبانى لذلك أرسل له مشكلته وقال إنه كان يتقاضى ١٥٠٠ دولار شهريًا، ومن المفترض أن يقوم بتشكيل جمعية خيرية تسمى بـ«نسائم الخير»، تابعة للحزب لكن بشكل غير معلن.
وأضاف «عصام» أن على السباعى، رئيس مجلس إدارة الحزب، تكلم معه بطريقة غير لائقة لا يعرف سببها وأخبره أنهم سوف يستعينون بمدير تنفيذى بدلا منه، واستغاث عصام بخالد القبانى الذي أخبر الشيخ الصويان بالموضوع وبعدها فوجئ بمكالمة من على السباعى يقول له «يا عصام يا أنت يا أنا في حزب الأصالة!».
ومن ضمن التقارير التي أرسلها القبانى للشيخ الصويان تقرير عن بناء مسجد «الصحابة» بدمنهور، وبنفس التقرير أيضا جاء فيه أنه تم الانتهاء من بناء مسجد كفر القلشى بالمنوفية والذي تكلف ٤٠٥ آلاف جنيه، وتبقى معهم ٣٥٠ ألفًا كما تم الانتهاء من بناء مسجد بالحوامدية بتكلفة ٣٢٠ ألف جنيه.
أرسل خالد تقريرًا للشيخ الصويان فيه دراسة جدوى عن بناء مدرسة بتكلفة ١٢ مليونًا يكون فيها متوسط مصاريف الطالب ٢٥٠٠ جنيه سنويا.
الجدير بالذكر أن كل التحويلات المالية التي يحصل عليها القبانى من الشيخ الصويان وغيرها من مشايخ الفتنة تأتى على الحساب رقم ١٦٢١٠٤ ببنك فيصل الإسلامى، ويتعامل في الأمور المالية لخالد القبانى شخص اسمه «حسام الهلالي» وهو المساعد الشخصى له.
وفى إحدى الرسائل بتاريخ ٨ سبتمبر ٢٠١٣ قال فيها حسام لخالد القبانى إنه تمت تسوية مبلغ الصويان لحسابكم بالدولار ليصبح رصيدك ١٨ مليونًا و٦٢٥ ألف دولار، وما لا يعرفه الشيخ الصويان نفسه أن هناك خللًا وأخطاء في الحسابات بينه مع خالد القبانى، وهذا اتضح من خلال رسالة الهلالى التي حذفها خالد القبانى وقمنا باستعادتها لنشرها على صفحات «البوابة» وكانت بتاريخ ١٦ يناير ٢٠١٤ قال فيها حسام للقبانى إن مجلة البيان تتم طباعة عشرة آلاف نسخة منها مع أن الموجود على الورق ٢٥ ألف نسخة، والمبلغ الذي يخرج لطباعة المجلة شهريا مثير جدا وهو ٥٠ ألف دولار شهريا، وهو مبلغ يثير التساؤل فالأمر يحتاج إلى إيضاح ولم يرد خالد على هذه الرسالة واكتفى بحذفها!.
قياديان يتقاسمان أثاث المقر
وفى محادثة لأحمد الصيراوى، أحد أعضاء حزب الإصلاح، مع صديقه خالد القبانى يوم ٢٥ نوفمبر ٢٠١٣ أخبر الأخير صديقه أنه عرف أن صاحب الشقة التي تم تأجيرها كمقر لحزب الإصلاح ينوى زيادة قيمة الإيجار المدفوع، وهذا يمثل عبئًا عليهم ومصاريف ليس لها أي فائدة لأن المكتب مغلق.
وقال الصيراوى للقباني: «عليك أن تأخذ كل الأشياء الموجودة في مكتبك وانتفع بها لنفسك، والتكييف شغله في بيتك أفضل»، وسأل القبانى الصيراوى وماذا تفعل في مكتبك؟! فرد عليه «كله بتاعى طبعا!». اتفق الطرفان على تقسيم الأجهزة والأثاث الموجود في الشقة، حتى الثلاجة والسخان استوليا عليهما، وقاما بترتيب أمور نقل العفش والأثاث ثم سلما الشقة لصاحبها، وهذا تبين من خلال المحادثات بين خالد القبانى وأحمد الصيراوي.
للتغطية على مصادر تمويله
باسم خفاجى اختلق شخصية وهمية
حيلة جديدة لجأ إليها باسم خفاجى مالك قناة «الشرق» الإخوانية والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية للتغطية على مصادر تمويله وإنفاقه المبالغ على ما يسمى «تحالف دعم الشرعية»، إذ اختلق الرجل الذي اتخذ تركيا مقرا له وظل يدفع ملايين الدولارات للدفاع عن الإخوان شخصية تدعى «على برعي» قال إنه رجل أعمال يمول الأنشطة التي يقوم بها. الخدعة كشفتها المحادثات المتبادلة بين صديقى باسم: أحمد الوكيل المرشح السابق لمجلس الشعب وخالد القبانى القيادى بحزب الإصلاح وكانت بتاريخ ١٩ إبريل عام ٢٠١٤، إذ قال الوكيل للقبانى: هو إيه نظام أخوك باسم.. شغال مع مين؟ فرد عليه خالد: انقطعت أخباره عنى منذ سفره فقال الوكيل: حركاته وبياناته وإنفاقه الكبير مريب جدا.
وأضاف الوكيل أن خفاجى حاول إقناعهم أنه التقى مع على برعى أربع مرات وتساءل من شارك باسم في اجتماعه؟ مع أن لا أحد حضر هذا الاجتماع لأنه عارف ومتأكد أن باسم خفاجى وعلى برعى شخصية واحدة وباسم يستخدم هذه الشخصية لإخفاء ما يقوم به للحصول على سلطة ونفوذ كبيرين.
وقال الوكيل إنه حائر وسط عدد من الأسئلة.. ومنها: من أين يحصل على هذه الملايين؟ مع إن الإخوان إذا أخذت من قطر غير لما شخص يأخذ من دولة وكان يقصد تركيا، فرد القبانى قائلا وأنت تعرف يا وكيل أن باسم شخصية مقنعة ويعرف كيف يحصل على المال، فرد الوكيل: دى ملايين يا عم الحاج!.
بالأسماء.. فرص عمل للشباب في قطر وتركيا
جانب مثير في شخصية خالد القبانى، عضو المكتب التنفيذى لحزب الإصلاح وهو علاقاته المتشعبة التي جعلته يتوسط لكثير من الشباب للحصول على وظائف، لأنهم يعلمون مدى أهميته وتقربه من الشيخ الصويان، الذي يتبرع بالملايين من أمواله للسلفيين.
القبانى ساعد على توظيف شباب الإخوان في السعودية وقطر وتركيا، ومن بين هذه الوساطات التي قام بها القبانى لدى الإعلامي الإخوانى حسن قطامش، مؤسس قناة المجد، أن طلب منه يوم ٤ مايو ٢٠١٢ توظيف هشام ناصر القسطاوى بالقناة لأن والده اعتقلته السلطات السعودية عام ٢٠١٢ لإصداره كتابًا فقهيًا قبل صدور الترخيص من الجهة الإدارية.
حالة توظيف أخرى تدخل فيها القبانى لدى عمرو توفيق، وهو مساعد باسم خفاجى، مالك قناة الشرق وطلب منه توظيف شاب اسمه «محمد شعت» حاصل على بكالوريوس هندسة كهربائية بقناة الشرق، وطلب من القبانى شخص اسمه «أحمد طنيخي»، توظيف صديق له يدعى «محمد إمام» في قطر، ووافق خالد وقال إنه توجد وظيفة شاغرة في انتظاره.
كما طلب الشيخ «أحمد عزت» في ١٧ أكتوبر ٢٠١٤ توظيفه في التصحيح اللغوى، وطلب منه خالد السيرة الذاتية ووعده بالعمل، وطلب أيضًا «محمد الخولي» وساطة القبانى في توظيف سعد الجندى من أنصار الشرعية، ويرغب في السفر لتركيا.