نجح الهاكر «رمز العدالة» فى اختراق الحساب الشخصى لخالد محمد عبدالرحمن القبانى عضو المكتب التنفيذى لحزب الإصلاح السلفى، الذى ذاع صيته فى انتخابات البرلمان ٢٠١٢، وانضم أعضاؤه بعد ذلك لقائمة حزب الحرية والعدالة فى انتخابات الشعب، وبعد ثورة ٣٠ يونيو انضمت قيادات الحزب لما عرف بالتحالف الوطنى لدعم الشرعية الذى يمارس مهامه من قطر وتركيا.
برر رمز العدالة قيامه بهذه العملية لسبب اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية وقال إن المصريين فى حاجة لمن يكشف لهم ما يدور خلف الكواليس، ولذلك لم يترك رمز العدالة شيئا إلا وقام به من أجل اختراق حساب القبانى الذى يحمل الرقم القومى «٢٥٨١٠٠٣١٨٠١٥٩٨»، وأهدى الهاكر «البوابة» تفاصيل هذا الحساب، وقمنا بتفريغه وحصلنا على وثائق رسمية أيضا تدينه، والرجل كان لديه حرص أكثر من اللازم لدرجة أنه كان يحذف الرسائل التى يخشى أن يراها أحد كأنه يتوقع أن هناك عملية اختراق تنتظره.
القبانى من أهم رجال حزب الإصلاح، وله نفوذ كبير وسط التنظيمات المتشددة بجانب علاقاته الواسعة و«سره الباتع» فى الحصول على تمويلات من الخارج لنصرة الإخوان لأنه مساعد للشيخ أحمد الصويان رئيس مجلس إدارة مجلة «البيان» الإسلامية التى تطبع فى لندن ومقر إدارتها فى السعودية وهو ينفق أموالا هائلة على السلفيين والإخوان فى الوطن العربى وتدخل الجمعيات الخيرية التى يمتلكها الصويان ضمن الحسابات المالية له.
من بين ما حصلنا عليه من معلومات كانت محادثة بتاريخ ٢٤ إبريل عام ٢٠١٢ بين خالد عبدالرحمن و«عبدالله الصفتي» وقت تأسيس الحزب وسأل فيها الأول عن توكيلات الشرقية ورد عليه الصفتى قائلا إن مجموعة مكونة من حوالى مائتى وخمسين فرد من الذين حصلوا على دورة فن الإقناع سيتم إرسالهم إلى الشرقية وتجهيزهم بالتكاليف المالية اللازمة ويتم الترتيب لذلك.
وفى محادثة عام ٢٠١٣ مع محمد القصاص، ممثل الإخوان بائتلاف الثورة قال فيها: الشعب أهطل وأصبحنا فى أوضاع أسوأ من عام ١٩٥٢، فرد عليه خالد أننا فى حاجة لنكسة مثل «٦٧» لأن الجيش مغلوب على أمره وتم تجريفه لأربعين عاما من بعد «كامب ديفيد» ولن يطول الأمر وسيفهم الناس إن لم يكن اليوم فغدا.
أما رسائل القبانى مع «محمد جبر نصار» أمين عام حزب الإصلاح فكانت الأولى منها بتاريخ ١٧ مايو ٢٠١٢ وقت تأسيس الحزب، وقال نصار إنه فحص مجموعة من التوكيلات التى وصلته من الشيخ عبدالناصر وكانت عبارة عن ١٤٣ صورة بطاقة و٨٥ توكيلا بدون توقيع من القليوبية وبدون صور بطاقات، و٧ بطاقات بدون توكيل، و٣٤ توكيلا بدون توقيع من الدقهلية، وأيضا ٢١٨ صورة بطاقة، والجيزة ٤، والفيوم ٥، وأسيوط ١، والمنيا ١، وجار فرز مجموعة من البطاقات والتوكيلات.
وفى ١٥ يونيو ٢٠١٢ أرسل نصار لخالد القبانى عناوين ١٠ جمعيات خيرية تابعة للسلفيين يمكن الاعتماد عليها فى الحصول على توكيلات وصور بطاقات لإنشاء الحزب وهذه الجمعيات موجودة فى عشر محافظات مختلفة، وهى أسوان وأسيوط والدقهلية والشرقية والغربية والمنيا وبنى سويف ودمياط وشمال سيناء وقنا وكفر الشيخ، ونجحوا بعد ذلك فى الحصول على ٢٢٥٦ توكيلاً من تلك المحافظات.
وهناك محادثة خطيرة بين خالد القبانى وعمرو توفيق، وهو أحد الشباب المساعدين لتأسيس حزب الإصلاح ويعمل فى قناة «الشرق» الإخوانية مع باسم خفاجى وهو الآن مقيم بتركيا وفى محادثة بينهما بتاريخ ١٨ إبريل ٢٠١٢.
وسأل القبانى: مافيش جمعية خيرية ترسل لهم التوكيلات؟ وهل يوجد أحد معرفة يتفرغ لإنهاء التوكيلات نظير مكافأة قدرها ٢٠٠٠ جنيه، فرد عمرو أنه من الممكن إرسال صور بطاقات دون توكيلات وعلينا نحن أن نملأ الاستمارات بالبيانات الموجودة فى البطاقات، فرد خالد وهل أصحاب هذه البطاقات يعرفون أنهم سيدخلون حزب الإصلاح، فقال عمرو لا لكن لا ضرر بالموضوع وسهل أرسل لك ألف بطاقة، فرد خالد ونحن سنتولى إدخالها الشهر العقارى وأخذ الأختام وإن وجدنا ناس تستطيع ملء الاستمارات مقابل ١٠ جنيهات للفرد بحيث يكون بخط إيديهم لا توجد مشكلة فى ذلك.
رسائل القبانى مع هشام برغش عضو رابطة العلماء المسلمين ونائب رئيس حزب الإصلاح السلفى، والمعروف عنه تشدده كان أبرزها ما دار بينهما فى ٢٥ نوفمبر ٢٠١٣، إذ قال برغش للقباني: نريد بحث موقف الحزب والتيار من الدستور لإبلاغه للتحالف الشعبى لدعم الشرعية والجميع متوجه للمقاطعة وننتظر الجماعة الإسلامية التى يفترض أن تحدد موقفها اليوم ولو لم يصلنى رد بخلاف المقاطعة فسأعتبر موقفنا هو المقاطعة وسأخبر الناس بذلك على الأقل فى الحزب، ورد خالد قائلا: مليش دعوة ولا تورطنى، فقال هشام المطلوب منى هو تحديد موقف للحزب، وطبعا موقف التيار الإسلامى يحتاج لقرار من الشورى وحلنى بقا.
وهناك رسائل المحامى هشام عويضة وكيل مؤسسى حزب الإصلاح بتاريخ ١٩ يناير ٢٠١٤، وحذر فيها خالد القبانى من أن رجال الحزب المتبقين يسعون للاستغناء عن أفكار خالد القبانى لتغيير دماء الحزب، فرد عليه خالد متسائلا كيف تتم الاستقالات بصورة قانونية؟ فقال عويضة من يريد الاستقالة عليه تقديمها مكتوبة وموقعة منه إلى رئيس الحزب، فسأله خالد وهل يصلح استقالة جماعية بقرار من الأغلبية؟ فرد عويضة أن اللائحة ليس بها نص يعالج الاستقالة الجماعية، وبناءً عليه أعتقد أنه لا يصلح.
تساءل عويضة أين رئيس الحزب بعد مبادرته التى ثار هشام برغش لسماعها وضرب بها عرض الحائط ؟ وأضاف أن رئيس الحزب ليس له شخصية ومجرد ديكور يتم تحريكه.
وكان عويضة قد أجرى حوارا مع عطية عدلان رئيس الحزب، وأرسل المحادثة بينهما لخالد القبانى فى ديسمبر ٢٠١٤، لأن عويضة عرض على عدلان استقالة أعضاء الحزب بشكل جماعى كما طلب منه خالد القبانى، وسأل عدلان عويضة أنه من يقف خلف اتفاق تجميد الحزب؟ ولماذا لم يعلن عن ذلك ببيان منفرد؟
قال عدلان إنه الآن فى إسطنبول وتوعد أن يقتص من خالد منصور، لأنه متمسك باستقالة هشام عويضة ويثير المشاكل، وبالنسبة لبرغش قال عدلان إن المهندس خالد القبانى حذره وقال له إن برغش يسلم الحزب للأمن «تسليم أهالي»، وطلب منى خالد ألا أعطى برغش أى موافقات على أى شيء إلا بعد اتفاق الناس على ذلك.
وطلب عدلان من عويضة أن يقدم استقالته بشكل منفرد إن أراد ذلك وليس بشكل جماعى، وبعد أن شاهد خالد القبانى محادثات عدلان وعويضة قال له إنه لا يوافق على الاستقالة ولن يتدخل فيها، فرد عليه عويضة مندهشا: فكرة الاستقالة كانت فكرتك يا شيخ خالد وأيدناك فيها والآن نسيت إنك صاحب الفكرة؟
فرد خالد قائلا للأسف الشديد كلامك ملىء بالمغالطات، فقال عويضة: وإذا كنت حضرتك دعوت لاستقالة جميع المكتب، فلماذا تنكر علىّ ذلك الآن؟!! فرد عليه خالد أنه لم يكن قرارا فرديا فقد شاورت الأخوة وكان لا جدوى من الاجتماع ما دمت حسمت أمرك بالاستقالة.
بتاريخ ٢٠ ديسمبر ٢٠١٤ سأل عويضة القبانى قائلا هل صحيح أن برغش قبض عليه لأنه عرف ذلك من محمد الهواري؟ فرد القبانى أنه بالفعل تم ذلك وهو محتجز بمديرية أمن الإسكندرية بعد أن تم القبض عليه فى المطار بينما كان مسافرا للرياض، وقال القبانى إن الأمن داهم أيضا شقة بها مخزن لكتب الغنيمى وقال إنه لا يتاجر إلا فى الكتب، وأنه تأكد أن هشام برغش يعمل مع الأمن وأنه السبب وراء ذلك ولا أمان له بعد ذلك.
إحدى المحادثات المهمة كانت مع «محمد عبدالعزيز الهواري» أمين تنظيم حزب الإصلاح وعضو المكتب التنفيذى ومرشح الجيزة لمجلس الشعب عام ٢٠١٢، وأرسل الهوارى لخالد كشف أسماء الهواتف والإيميلات لشخصيات عربية وخليجية تساندهم وتدعمهم فى مؤتمر الأحواز، وفى ٢٣ أكتوبر ٢٠١٣ كان محمد الهوارى انضم لتحالف الإخوان فى تركيا ضد النظام القائم وطلب من خالد عبدالرحمن أن يكلمه على برنامج سكايب، لأن هناك كلاما خطيرا يجب أن يتفقا عليه ضد النظام ويخشى مراقبة الأمن للـ«فيس بوك».
وكانت هناك مشاكل نفسية يمر بها محمد الهوارى ناحية الشيخ خالد منصور المتحدث الرسمى لحزب الإصلاح، لأن الأخير لا يروق للأول وحاول الهوارى أكثر من مرة «تطفيشه» من العمل بتحالف دعم الشرعية، وطلب من خالد القبانى يوم ٣٠ نوفمبر ٢٠١٣ ضرورة رجوع الشيخ هشام عويضة للتحالف الذى تركه بسبب خلاف شخصى مع محمد جابر نصار أمين عام حزب الإصلاح، لأن رجوع هشام أكبر تأكيد على رحيل خالد منصور.
طلب الهوارى أن يتنحى خالد منصور، فسأله القبانى وكيف نجعله يتنحي؟ فرد الهواري: نضيق عليه الطرق وسيتنحي، وقال الهوارى أيضا ورجاء تحجيم الشيخ برغش فرد عليه القبانى لا تكثر الطلبات يا هوارى مرة واحدة.
الطريف أن خالد القبانى يشعر من يحدثه أنه يقف بجانبه وبعدها يحاور الطرف الآخر ويحاول أن يكسب الجميع، وهذا ما حدث مع الهوارى حيث حمل ما قاله الرجل له ونقله للناشط السياسى محمد عادل، والذى يعمل معهم ومتواجد الآن فى تركيا وكانت الرسالة بتاريخ ٢ إبريل ٢٠١٢، حيث قال خالد لعادل انت فين طول الليل بدور عليك لأن الهوارى شايط وقال إنه سيمضى فى طريقه حتى النهاية والمقصود فى النيل من الهيئة والدكتور محمد يسرى يا ريت يا مولانا تشوف لك حل وحياك الله.
وأخبر الهوارى خالد القبانى أن هناك فرصة كبيرة لعشرة طلاب للدراسة بالجامعات التركية فى تخصصات مختلفة، وسيكفل الطلاب سكنا ومعيشة وسأله عن ترشيحات لأبناء التيار.
فى ١٣ يناير ٢٠١٤ سأل خالد القبانى الشيخ عطية عدلان رئيس حزب الإصلاح عن توكيلات سوهاج، فرد عليه أن بعض الأشخاص خوفوه من وقوعه تحت طائلة القانون حال ملء استمارات بأسماء البطاقات وطلب من خالد أن يجتمع معه لمناقشة الأمر.