جاءت تصريحات وزير الثقافة، حلمى النمنم، التى قال فيها «مصر دولة علمانية بالفطرة» كاشفة بجلاء عن الطبيعة الدينية الأصيلة لحزب النور السلفى.
فقد سقطت آخر وريقات التوت عن سوءات الحزب خلال معركة البيانات التى شنتها الدعوة السلفية وجناحها السياسى (النور) ضد الوزير.
فعلى الرغم من تأكيد «النمنم» أثناء حديثه أن تدين المصريين لم يكن يعنى قبولهم بالدولة الدينية التى رفضوها طوال الوقت، إلا أن «يونس مخيون»، رئيس الحزب، أصر على أن علمانية المصريين ورفضهم للدولة الدينية نقيض للتدين ومرادف لرفض الدين، ووصف وشيخه «ياسر برهامى»، نائب رئيس الدعوة السلفية، حديث وزير الثقافة بالكاذب والمكذوب، معتبرينه تدخلا حكوميا سافرا فى العملية الانتخابية وانحيازا ضد الإسلام السياسى، وعليه طالباه بالاستقالة أو الاعتذار.
نهيك عن أن هذا الأسلوب يعكس جهل صاحبيه ومدى تأخر ذهنيتهما وتخلف منهجهما، فإنه يؤكد على نحو لا يقبل الشك اعتقادهما الأصيل فى ضرورة إقامة الدولة الدينية، وإن راوغا بالمقارنة بينهما وبين طبيعة الدولة الدينية التى حكمت أوروبا فى عصور ظلامها، لكن جوهر حديثهما وفقههما يكرس لنفس طبيعة نظام الحكم، فالمخالف لهما خارج عن الملة وكافر بالإجماع الذى يدعيانه، فهما أيضا ملاك الحقيقة المطلقة.
غير أن أسوأ عورة ظهرت للسلفيين فى حربهم الكلامية ضد «حلمى النمنم» هى ابتزازهم للمجتمع والدولة وادعاء أن وجودهم فى منصة ٣ يوليو عام ٢٠١٣ نزع تهمة الكفر عن ملايين المصريين وقبلهم قيادة القوات المسلحة.
فلم يخجل مخيون وبرهامى من الادعاء الوقح بأنهما منعا وقوع حرب أهلية ذات طابع دينى بعد اندلاع ثورة الثلاثين من يونيو، وقالا فى بيانين منفصلين «إن وجود السلفيين ممثلين فى حزب النور منع اندلاع حرب دينية بين معسكر الكفر ومعسكر الإسلام».
أى أننا مسلمون فقط بوجود لحيتى مخيون وبرهامى تتصدران المشهد وبدونهما يخرج ملايين المصريين من فسطاط الإيمان.
السلفيون يتحدثون نفس لغة الإخوان وغيرهم ممن يندرجون تحت ما يعرف بلافتة الإسلام السياسى.
ويكذب السلفيون «حزب النور ودعوته» حين يتحدثون عن خلافات جوهرية تفصل بينهم وبين الجماعة الإرهابية وبعيدًا عن ادعاءاتهم بنبذ العنف على عكس الإخوان الذين يمارسونه، فمن المؤكد أنهم يتبنون نفس البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية وذات الفهم والتفسير للنصوص الدينية لأن كليهما ينهل من نفس النهر الآسن، فلم يشهدا تجديدا للخطاب والفقه الدينى وإنما شهدا مزيدًا من التشدد والتطرف والانغلاق على القديم، وهما بالمناسبة فرع من بحيرة «ركد ماؤها» واستقرت بداخلها مؤسسة الأزهر التى سيطر على عقلها أصحاب ذاك النهج العقيم.
أخطأنا جميعا عندما ابتكرنا اصطلاح «الإسلام السياسى» لنشير به إلى الجماعات الدينية ووقعنا فى شرك تصنيفها بين جماعات معتدلة وأخرى إرهابية وهو فخ نصبه للعقل العربى من أنشأوا ومولوا تلك الجماعات بدءا من المخابرات البريطانية التى أسست جماعة الإخوان مرورًا بأخواتها فى أوروبا والولايات المتحدة وليس انتهاء بالموساد الذى ساعد على تأسيس حماس.
لم يستفد من هذه التنظيمات الدينية إلا أصحابها الأصليون فيما لم تحصد المجتمعات التى نشأت فيها إلا الخراب والدمار، وذلك ليس أكبر الخسائر فالتباس العقل العربى وحيرته بشأنها كان أكبر خسائرنا على الإطلاق.
وصف كيان ما بالسياسى لا يستقيم إلا إذا كان هذا الكيان يعتقد يقينا فى العمل السياسى السلمى، القائم على التفاوض والمرونة، وترسخ أدبياته لهذه المعانى التى يكمن أصلها في ساسة يسوس وليس فى تاريخه ما يكرس للعنف كوسيلة للفعل السياسى، اللهم إلا إذا تعلق الأمر بنضال ضد محتل أجنبي.
جميع التنظيمات الإسلامية تؤمن بالعنف الذى تسميه جهادًا ضد الأنظمة الطاغية، علاوة على ذلك، وبسبب الطبيعة الدينية، فإن أعضاء كل تنظيم يعتقدون يقينًا أن أفكارهم ومبادئهم هى الصحيح المطلق ومن خلالها ينطلقون لتنفيذ أهدافهم، وفى المقابل فإن أفكار وتصورات غيرهم كافرة بل ومحاربة للدين، وهذا ما يفسر تقاتل هذه التنظيمات فيما بينها.
ولا أظن أن من الصواب أن نستمر فى استخدام مصطلح الإسلام السياسى، لأننا بذلك نخدع أنفسنا ونصر على تكريس مفاهيم مغلوطة فى ذهنية مجتمعاتنا، ولو تم الاستقرار على تسميتها بأسمائها الحقيقية لمكننا ذلك من إنهاء معركة عدم دستورية هذه الأحزاب لصالح مستقبلنا.
فقد سقطت آخر وريقات التوت عن سوءات الحزب خلال معركة البيانات التى شنتها الدعوة السلفية وجناحها السياسى (النور) ضد الوزير.
فعلى الرغم من تأكيد «النمنم» أثناء حديثه أن تدين المصريين لم يكن يعنى قبولهم بالدولة الدينية التى رفضوها طوال الوقت، إلا أن «يونس مخيون»، رئيس الحزب، أصر على أن علمانية المصريين ورفضهم للدولة الدينية نقيض للتدين ومرادف لرفض الدين، ووصف وشيخه «ياسر برهامى»، نائب رئيس الدعوة السلفية، حديث وزير الثقافة بالكاذب والمكذوب، معتبرينه تدخلا حكوميا سافرا فى العملية الانتخابية وانحيازا ضد الإسلام السياسى، وعليه طالباه بالاستقالة أو الاعتذار.
نهيك عن أن هذا الأسلوب يعكس جهل صاحبيه ومدى تأخر ذهنيتهما وتخلف منهجهما، فإنه يؤكد على نحو لا يقبل الشك اعتقادهما الأصيل فى ضرورة إقامة الدولة الدينية، وإن راوغا بالمقارنة بينهما وبين طبيعة الدولة الدينية التى حكمت أوروبا فى عصور ظلامها، لكن جوهر حديثهما وفقههما يكرس لنفس طبيعة نظام الحكم، فالمخالف لهما خارج عن الملة وكافر بالإجماع الذى يدعيانه، فهما أيضا ملاك الحقيقة المطلقة.
غير أن أسوأ عورة ظهرت للسلفيين فى حربهم الكلامية ضد «حلمى النمنم» هى ابتزازهم للمجتمع والدولة وادعاء أن وجودهم فى منصة ٣ يوليو عام ٢٠١٣ نزع تهمة الكفر عن ملايين المصريين وقبلهم قيادة القوات المسلحة.
فلم يخجل مخيون وبرهامى من الادعاء الوقح بأنهما منعا وقوع حرب أهلية ذات طابع دينى بعد اندلاع ثورة الثلاثين من يونيو، وقالا فى بيانين منفصلين «إن وجود السلفيين ممثلين فى حزب النور منع اندلاع حرب دينية بين معسكر الكفر ومعسكر الإسلام».
أى أننا مسلمون فقط بوجود لحيتى مخيون وبرهامى تتصدران المشهد وبدونهما يخرج ملايين المصريين من فسطاط الإيمان.
السلفيون يتحدثون نفس لغة الإخوان وغيرهم ممن يندرجون تحت ما يعرف بلافتة الإسلام السياسى.
ويكذب السلفيون «حزب النور ودعوته» حين يتحدثون عن خلافات جوهرية تفصل بينهم وبين الجماعة الإرهابية وبعيدًا عن ادعاءاتهم بنبذ العنف على عكس الإخوان الذين يمارسونه، فمن المؤكد أنهم يتبنون نفس البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية وذات الفهم والتفسير للنصوص الدينية لأن كليهما ينهل من نفس النهر الآسن، فلم يشهدا تجديدا للخطاب والفقه الدينى وإنما شهدا مزيدًا من التشدد والتطرف والانغلاق على القديم، وهما بالمناسبة فرع من بحيرة «ركد ماؤها» واستقرت بداخلها مؤسسة الأزهر التى سيطر على عقلها أصحاب ذاك النهج العقيم.
أخطأنا جميعا عندما ابتكرنا اصطلاح «الإسلام السياسى» لنشير به إلى الجماعات الدينية ووقعنا فى شرك تصنيفها بين جماعات معتدلة وأخرى إرهابية وهو فخ نصبه للعقل العربى من أنشأوا ومولوا تلك الجماعات بدءا من المخابرات البريطانية التى أسست جماعة الإخوان مرورًا بأخواتها فى أوروبا والولايات المتحدة وليس انتهاء بالموساد الذى ساعد على تأسيس حماس.
لم يستفد من هذه التنظيمات الدينية إلا أصحابها الأصليون فيما لم تحصد المجتمعات التى نشأت فيها إلا الخراب والدمار، وذلك ليس أكبر الخسائر فالتباس العقل العربى وحيرته بشأنها كان أكبر خسائرنا على الإطلاق.
وصف كيان ما بالسياسى لا يستقيم إلا إذا كان هذا الكيان يعتقد يقينا فى العمل السياسى السلمى، القائم على التفاوض والمرونة، وترسخ أدبياته لهذه المعانى التى يكمن أصلها في ساسة يسوس وليس فى تاريخه ما يكرس للعنف كوسيلة للفعل السياسى، اللهم إلا إذا تعلق الأمر بنضال ضد محتل أجنبي.
جميع التنظيمات الإسلامية تؤمن بالعنف الذى تسميه جهادًا ضد الأنظمة الطاغية، علاوة على ذلك، وبسبب الطبيعة الدينية، فإن أعضاء كل تنظيم يعتقدون يقينًا أن أفكارهم ومبادئهم هى الصحيح المطلق ومن خلالها ينطلقون لتنفيذ أهدافهم، وفى المقابل فإن أفكار وتصورات غيرهم كافرة بل ومحاربة للدين، وهذا ما يفسر تقاتل هذه التنظيمات فيما بينها.
ولا أظن أن من الصواب أن نستمر فى استخدام مصطلح الإسلام السياسى، لأننا بذلك نخدع أنفسنا ونصر على تكريس مفاهيم مغلوطة فى ذهنية مجتمعاتنا، ولو تم الاستقرار على تسميتها بأسمائها الحقيقية لمكننا ذلك من إنهاء معركة عدم دستورية هذه الأحزاب لصالح مستقبلنا.