السبت 28 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بروفايل

الملازم نور.. درب الجنود على إسقاط الطائرات في ساعتين

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إلى المقاهى، لجأ عدد كبير من المصريين مساء يوم السادس من أكتوبر عام ٧٣، ليستمعوا إلى محطات الراديو، وهى تذيع أنباء المعركة التى اندلعت ظهر اليوم نفسه، الموافق العاشر من رمضان.
كانت أنباء انتصاراتنا تتوالى على مسامعهم، فيتعالى صوت هتافهم «الله اكبر»، لكن وسط فرحة ونشوة الانتصار، لم يعرف أحد شيئا عن الجنود المجهولين ـ مهندسى الدفاع الجوى ومدربي الجنود على استخدام الصواريخ ـ الذين كان لهم الدور الأكبر فى إسقاط الطائرات الإسرائيلية وكتابة كلمة النهاية فى الحرب.
هؤلاء كان منهم المهندس ملازم أول محمد نور، الذى يروى لنا حكايات عاشها ومواقف خاضها غُرست فى ذاكرته وشكلت وجدانه فلم ينسها يومًا واحدًا حتى بعد مرور أكثر من أربعين عامًا.
ثلاثة أشهر قضاها الملازم «نور» فى مدرسة الدفاع الجوى، يتدرب على كيفية استخدام الصواريخ المحمولة على الكتف، يقول عما جرى فيها: «الصاروخ يضرب الطيارات على ارتفاع منخفض، قضيت شهورا فى المدرسة أتدرب وأذاكر استخدامها وصيانتها عشان وقت الحرب نبقى عارفين كل حاجة» يقول المهندس الذى أتقن عمله حتى أصبح متخصصا فى تدريب رماة الصواريخ، «الرامى بيجيله إشارة من المراقب الجوى للطيارات بوجود الهدف، وبعد تحديده بيضرب الصاروخ بطريقة عمودية عشان يصيبه» يقولها «نور» بخبرة المتقن لعمله.
أيام قبل الحرب أُجبر فيها الملازم أول وزملاؤه على التمويه، «كانت بتجيلنا أوامر نروح السينما والمسرح بخصم ٥٠٪، ولما رفضنا اتبعتلنا منشور إننا لازم نروح عشان نبعد نظر العدو عن الحرب»، يضيف «نور»، وهو يتذكر رغبته هو وزملائه وإلحاحهم على القادة بشكل مستمر «عايزين نحارب».
فى يوم الرابع من أكتوبر صدرت الأوامر للملازم أول بالذهاب لمطارات المنصورة وبورسعيد، «جاتلى أوامر أتأكد من استعدادهم هناك، أستلم منهم الصواريخ القديمة وأمدهم بالجديد، ساعتها شعرت أن الحرب قربت» .. وهو ما حدث بالفعل إذ تحققت أمنيته هو وزملائه واندلعت الحرب بعد يومين فقط.
ما بين فرحة الانتصار، ووجع فراق الشهداء يتذكر المهندس محمد نور حكايات حرب أكتوبر بعينين دامعتين، قائلا «جاتلى الأوامر أروح مطار شاوة فى المنصورة، كان الوضع صعبا، والمطار تم تدميره والفلاحين واقفين ماسكين الفأس والحديد فى أيديهم وبيتحايلوا على الضباط يدخلوا يساعدوهم فى تصليحه»، واجب وطنى حرك الفلاحين المصريين فدفع أحد الرماة لاتخاذ موقعه رغم دمار المطار ليحاول ضرب طائرات العدو.. وقف الطحان وأوقع ٦ طائرات، وتحول صراخ الفلاحين لزغاريد وهتاف الله أكبر»، يستطرد نور «مكناش مصدقين نفسنا من الفرحة، لحد دلوقتى فاكر اللحظة دى».
ويضيف «نور»، «أما اللحظة الأعظم فكانت عندما أصاب جندى مصرى ساهمت فى تدريبه الطائرة المتقدمة فى السرب، الطائرة اللى فى الأول لو اتضربت باقى السرب كله بيهرب، كانت أعظم لحظة وأنا واقف شايفها بتقع، وبعدها تم تكريمى أنا والجندى ده» يؤكد نور.
فى ذكرى السادس من أكتوبر يذهب المهندس «محمد نور» إلى النصب التذكارى للجندى المجهول يقرأ الفاتحة لأرواح جنود حاربوا إلى جواره، ويتذكر أخاه لعله دُفن هنا.