معرفتى بأحمد عز السياسية بدأت عام ٢٠٠٠ أى منذ نحو ١٥عامًا وهو يحبو أولى خطواته نحو مجلس الشعب ويستعد لخوض انتخابات ٢٠٠٠ عن دائرة منوف والسادات وكان يمثلها فى مجلس الشعب قبله الدكتور المحترم والنائب المبجل حمدى الربيعى الذى قرر الحزب الوطنى المنحل التضحية بنائب العلم والمعرفة من أجل نائب المال أحمد عز إمبراطور الحديد، وكان ذلك بداية غزو نواب المال نحو مجلس الشعب واستبعاد نواب العلم والمعرفة ونواب التاريخ لأن المال هو الأقوى والأبقى وكان أحمد عز هو عنوان هذه المرحلة السياسية والبرلمانية فى تاريخ مصر والتى أوصلتنا الى ٢٥ يناير٢٠١١.
ووقتها تأكدت وأنا أنظر فى عين أحمد عز أنه يتمتع بذكاء خارق ولديه طموح كبير للصعود إلى عالم البرلمان والسياسة خاصة بعد أن أصبح رئيسًا للجنة الخطة والموازنة، وهى اللجنة التى قادها عملاقة برلمانيون ومتخصصون من قبل من أمثال المرحوم الوزير السابق توفيق عبده إسماعيل وأيضًا الراحل الدكتور طلبة عويضة رئيس جامعة الزقازيق السابق ليصبح عز أول رجل أعمال يناقش ويتحكم فى موازنة مصر.
كما تأكدت وأنا أتابع خطوات أحمد عز البرلمانية والسياسية أنه لا يحب التعامل مع الأغبياء، وكان يفضل التعامل مع الأذكياء والاقتراب منهم حتى لو كانت هناك خصومة بينه وبينهم حتى استطاع فى سنوات قليلة أن يقفز خطوات سريعة إلى سلم السلطة والنفوذ السياسى والحزبى ليصبح الرجل الأول داخل الحزب الوطنى المنحل، ويزيح العملاق السياسى الراحل كمال الشاذلى قبل أن يحقق حلمه فى الجلوس على منصة البرلمان.
ومع نهاية عام ٢٠٠٥ وبدايات عام ٢٠٠٦، وصعود أحمد عز سياسيًا وحزبيًا داخل الحزب الوطنى، والإطاحة بالدكتور يوسف والى من منصب الأمين العام لحساب صفوت الشريف، والإطاحة بالشاذلى لصالح عز فى تشكيل أمانة السياسات لصالح جمال مبارك، أصبح عز يؤمن بقوته، وودع ذكاءه الذى أوصله لهذا الموقع، وسيطر عليه الغرور والاستعلاء على الجميع وكل من ساعده سياسيًا وإعلاميًا للوصول إلى هذا الموقع الحزبى الكبير..
وبدأت عملية إدارة الحزب بأسلوب الفتونة، وليس «المعلمة»، والتى استخدمها الراحل الشاذلى لسنوات طويلة، وأدخل عز الأسلوب الأمريكى فى إدارة الحزب، والاستعانة بالشباب الأمريكى والتكنولوجيا الحديثة وإقامة واحدة من أهم وأخطر شبكات الاتصال الحزبية التى جعلته يعرف دبة النملة فى أى موقع بالحزب، وأصبح رجال عز هم أقوى من رجال الدولة سواء كانوا وزراء أو محافظين.
وهكذا فقد عز ذكاءه الذى كان يتمتع به وركله بالحذاء بعد أن جلس على خازوق أمانة التنظيم دون أن يدرى أن نهاية من يجلس على الخازوق معروفة لأنه لم يقرأ كتب التاريخ بل كان مشغولًا بقراءة تقارير مسئولى الاتصال التى ترصد همسات وحركات وتحركات وكلمات قيادات الحزب من أكبر قيادة إلى أصغر قيادة حتى وصل إلى قمة الهرم السياسى والحزبى فى عام ٢٠١٠ دون أن يدرى أن قمة الهرم التى وصل إليها هى قمة الخازوق السياسى له وللحزب المنحل.
وحدث ما حدث بعد ٢٥ يناير ٢٠١١ ومرت السنوات وخرج عز من السجن الذى ساعده فى استرداد ذكائه مرة أخرى، ولكن مع قرار خروجه ترك ذكاءه داخل زنزانته، واحتفظ معه خارج السجن بالغباء السياسى مرة أخرى ليقوده إلى خازوق جديد قد يكون فى انتظاره بسبب إصراره على العودة للعمل السياسى والحزبى وعدم الاستماع إلى صوت العقل الذى غاب عنه أيضًا.
فأحمد عز كان يصف رجال حزبه ونوابه الذين يتم استبعادهم من الترشح باسم الحزب وإصرارهم على خوض الانتخابات كمستقلين، والسقوط فى الانتخابات بأنهم أغبياء لأنهم لم يفهموا الرسالة التى وجهت إليهم لكى يرتكب هو نفسه هذه الغلطة الكبرى بالإصرار على الترشح مرتين فى عام واحد وخوض معركة سياسية قبل أن تكون معركة قضائية، ويتم استبعاده بحكم قضائى من القضاء الإدارى والإدارية العليا، ولو لجأ لمحكمة العدل الدولية لقررت أيضا استبعاده بالثلاثة.
فغلطة أحمد عز لا تغتفر له لأن غلطة الشاطر بألف، وذكاؤه مات منذ زمن طويل وفشل فى قراءة خريطة مصر الجديدة بعد ٢٥ يناير و٣٠ يونيو وتصور هو ومحاميه وهيئة الدفاع عنه أن عجلة الزمن قد تعود للوراء وأن مقعده داخل قاعة مجلس النواب مازال محجوزًا له، وعليــه الوسادة التى كان يجلس عليها وأنـــه سيــصدر التعليمات للنواب، كما كان يفـــعل ويأمر الوزراء باستثناء حبيب عينه وقـــلبــه حبيب العادلى.
ولأول مرة بعد سنوات طويلة أعرف معنى كلمات عز الظهر وعز الزحمة التى نرددها كثيرًا فى تعاملاتنا اليومية بعد أن أضيف إليها كلمة عز الغباء لأن عز الظهر حرقته الشمس الحارقة، وعز الزحمة ضاع وسط الزحام وعز الغباء فقد حلمه السياسى لأنه حلم غير مشروع ومرفوض شعبيًا قبل أن يكون مرفوضًا قضائيًا، والقضاء يحكم باسم الشعب، وهذا حكم الشعب على أحمد عز.