الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

العالم معكم.. بقى تعاونكم سويًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حينما ننظر إلى جلسة الأمم المتحدة وإلى المكانة التى احتلتها مصر ورئيسها بين وفود العالم، أما عن خطاب الرئيس السيسى الذى أعطى فيه الصورة الدولية للموقف فى مصر وسوريا وليبيا واليمن فكان عالى المستوى.
وكان واضحًا أنه بجانب اهتمام مؤسسة الأمم المتحدة وأمينها العام ووفودها جاءت وفود أمريكية على مستوى عال، كان أهمها اللقاء مع الرئيس السابق كلينتون، الذى ما زال يحظى بشعبية داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
ولفت نظر الجميع أن يغادر الرئيس أوباما المنصة ليتجه نحو الرئيس السيسى ويصافحه ويشكره على تصريحاته فى وسائل الإعلام الأمريكية.
ومن اللقاءات المهمة مع الرئيس السيسى كان اللقاء بينه وبين الرئيس الفرنسى هولاند ودار الحديث حول سوريا وليبيا والموقف فى الشرق الأوسط، فضلا عن التعاون العسكرى بين البلدين لاسيما بعد صفقة الرافال (Rafale) وصفقة المراكب حاملة الطائرات الميسترال (Mistral).
والرئيس الفرنسى لديه الاعتقاد الراسخ أن شخصية الرئيس السيسى ستكون عنصرا مهما فى استقرار المنطقة.
وكان اللقاء بين الرئيس السيسى ومستشارة ألمانيا ميركل، مهتما بالموضوعات الاقتصادية ومحاربة الإرهاب.
وبجانب اللقاءات مع القيادات السياسية، هناك أيضا تحول فى الرأى العام العالمى من خلال الإعلام وكيف أن كبرى الصحف الدولية مثل الفرنسية الفيجارو والموند والبريطانية (Independent) والأمريكية (HeraldTribune) فى حالة تحول نسبى فى كتاباتها عن دور مصر فى دعم الاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط.
وكان الحديث المهم الذى تكلم فيه الرئيس السيسى مع القناة الأمريكية الشهيرة C.N.N، أثناء تواجده بنيويورك عن الاهتمام بالتنمية فى مصر ومحاولة عودة الاستقرار لسوريا محل اهتمام لدى الرأى العام الغربى.
وكتبت الجريدة World Tribune الأمريكية فى ٢٨ سبتمبر، عنوانا مثيرا لصالح الرئيس السيسى قالت: «لقد تمكن الرئيس السيسى من إعادة نفوذ مصر فى المنطقة وإلقاء الظل على شخصية أوباما».
هذه هى الصورة التى تؤكد للجميع كيف أن العالم معنا وبجانبنا بعد المواقف السلبية، التى وقفها العالم الخارجى من مصر بسبب المناورات الدولية والشيطانية، التى قام بها الإخوان المسلمون إلى أن فقد معظم بلاد العالم الثقة فى مصر ماعدا تركيا وقطر رغم أن القيادة السياسية بقطر بدأت فى إعفاء كثير ممن يعملون فى قناة الجزيرة من عملهم.
وهناك احتمال أن تغير قناة الجزيرة من أسلوبها إذا نجحت إدارة القناة والقيادة السياسية فى عملية الانقلاب الداخلى التى بدأتها.
والآن وقد رأينا واكتشفنا كيف أن العالم معنا وبجانبنا بعد فترة من الفتور والمناورات، بقى أن نتكلم عن بيت القصيد وهو أحوالنا الداخلية اجتماعيا واقتصاديا.
أقولها بصراحة: إن مجتمعنا ينقصه روح التعاون والعمل المشترك والمنتج، وينقصه أيضا أن نجد الطريقة التى تفرض «الضبط والربط» على كافة جوانب الخلل، سواء من ناحية المرور أو مأساة القمامة، التى جعلت صورة مصر مختلفة عما كانت منذ سنين ومن يسير فى شوارع وميادين مصر لاسيما فى الأحياء الشعبية والعشوائية سيشعر بالضيق والحزن أن تصل مصر إلى هذا المستوى من الفوضى حيث نسى شعبها قيمة وأهمية النظافة التى تعلمناها منذ الصغر «أنها من الإيمان».
وأيضا كيف يمكن أن نتسامح مع ظاهرة «التحرش»، التحرش الذى يزعج ويعتدى على كرامة الفتيات والسيدات ويحتاج معالجة صارمة من الدولة ومن الشرطة ومن رجال القانون لفرض الجزاء الرادع.
نريد لمجتمعنا أن يتعاون فى فرض سيادة القانون وأن يكون هناك إجماع بين أبناء هذا الشعب على أن احترام القانون هو جزء لا يتجزأ من آداب مجتمعنا ويكون بمثابة «دستور أخلاقى» لا نحيد عنه، فالخروج عن قواعد احترام القانون هو الثغرة الكبرى التى تولد الفوضى.
وهناك كثير يمكن أن يقال أيضا عن التعليم والتعاون بين الطالب والمعلم وأولياء الأمور.
ويمكننا هنا أن نضيف البعد الثقافى الذى ينقص التعليم وأعطى هنا مثلا عن نموذج لبعد ثقافى غائب عما يعطى للطالب فى مدارسنا ويخص جانبا مهما من تاريخنا وأشرت إليه فى برنامج تليفزيونى فى القناة المتفردة (C.B.c extra) قلت أتوسل إلى المسئولين عن التعليم فى مصر أن يضيفوا إلى برامجنا التعليمية: النص الكامل للخطاب التاريخى للرئيس السادات أمام الكنيست، الذى أعطى للعالم أجمع درسا عن فلسفة السلام، «السلام» الذى يخدم كل الأطراف وينقذ العالم من الصراع، وكان هذا الخطاب الذى كتبه الكاتب الراحل المتميز موسى صبرى.
الخلاصة إذن كما نرى أنه لا يكفى أن يكون العالم كله معنا وبجانبنا بل أن نكون يدا واحدة نتعاون ونتوحد لنتقدم إلى الأمام، فقال الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى).