السبت 28 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

مؤتمر حزب العمال يكشف عن تصاعد حدة الانقسام بين القيادة والأعضاء

حزب العمال البريطاني
حزب العمال البريطاني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهد المؤتمر السنوي لحزب العمال البريطاني المنعقد في مدينة برايتون تصاعدا في حدة الانقسام والخلاف بين أعضاء حكومة الظل، وزعيم الحزب جريمي كوربين حول قضايا مصيرية تشغل الرأي العام، مهددة بزعزعة استقرار الحزب، وقدرته على مواجهة حزب المحافظين خلال أول مواجهة بينهما في الانتخابات المحلية في شهر مايو القادم.
وفي إشارة إلى هذا الخلاف فقد ترك كبار أعضاء الحزب، ومن بينهم المرشح السابق على الزعامة تشوكا أومونا المؤتمر قبل الكلمة الرئيسية لكوربين.
وتعتبر قضايا قصف سوريا، وتجديد الرادع النووي ترايدنت، وعضوية بريطانيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بالإضافة إلى الرؤى الاقتصادية للزعيم الاشتراكي ضمن أكثر قضايا المثيرة للجدل، والمسببة للانقسام بين قيادات الحزب الحالية، والسابقة وجريمي كوربين.
واعترف زعيم حزب العمال جريمي كوربين بوجود هذه الخلافات قائلا" إن عددا من أعضاء فريقي لا يتفقون مع بخصوص الموقف من سوريا".
وقال كوربين ـ خلال مؤتمر حزب العمال عقد الليلة الماضية ـ " إن حل القضية السورية لا يمكن أن يكون من خلال إلقاء المزيد من القنابل"، مؤكدا على ضرورة التوصل إلى حل سياسي".
ويختلف عدد من قيادات الحزب مع زعيمهم، وهو أول خلاف بين قائد الحزب، وأعضائه حول قضية مصيرية، مؤكدين ضرورة التدخل للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي الذي أصبح يمثل تهديدا مباشرا للأمن القومي البريطاني.
وأكد كوربين أنه يتمتع بتفويض أكثر من 250 ألف ناخب في حزب العمال، مطالبا باقي الأعضاء باحترام هذا التفويضن ورغم ذلك قال وزير الخارجية في حكومة الظل العمالية هيلاري بن" إنه سيدعم قصف داعش في سوريا بدعم من الأمم المتحدة" على حد قوله.
وكشف عضو في فريق حكومة الظل التابعة لحزب العمال لصحيفة (صنداي تايمز) الأسبوع الماضي أن نصف أعضاء الحكومة مستعدون لتأييد قصف أهداف لتنظيم داعش إذا طرح رئيس الوزراء ديفيد كاميرون استراتيجية محكمة للتخلص منه، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يؤيد أربعة من فريق الشئون الخارجية بحزب العمال المؤلف من خمسة أفراد، ومن بينهم وزير الخارجية هيلاري بن الضربة عند التصويت عليها في مجلس العموم.
ومن المنتظر أن يتجلى هذا الانقسام عند مناقشة المؤتمر المنعقد في مدينة برايتون في وقت لاحق سياسة الحزب تجاه توجيه ضربات عسكرية لداعش في سوريا.
وبشأن تجديد الرادع النووي ترايدنت، جدد زعيم العمال جريمي كوربين معارضته الشديدة لهذا الأمر رغم أن معظم أعضاء الحزب وحكومة الظل متفقون على أن الرادع النووي حاسم للحفاظ على الأمن القومي البريطاني في عالم يسوده القلق، والتهديدات.
وقال كوربين" لا أعتقد أن إنفاق مائة مليار استرليني على جيل جديد من الأسلحة النووية أمر صائب..تهديدات اليوم تختلف عن تلك الموجودة في حقبة الحرب الباردة"، موضحا أن هذا هو السبب في أنه أمر بمراجعة نظام الأسلحة النووية في بريطانيا، وعلى المملكة المتحدة أن تأخذ زمام المبادرة في السعي لنزع السلاح النووي الدولي".
واتضح الانقسام عند حديث كوربين عن القضية في كلمته أمس حيث لم يلقى الحديث أي تأييد أو تصفيق من الجالسين في المقاعد الأمامية.
وصوت أعضاء الحزب على عدم إدراج هذه القضية ضمن قائمة من ثمانية قضايا يتم مناقشتها بعد ضغوط من النقابات، الذين أعربوا عن خشيتهم من أن تسبب القضية انقساما في الحزب.
ويعد موضوع عضوية بريطانيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) كأحد أبرز القضايا الخلافية في الحزب، وخاصة بعد تصريحات وزير العدل في حكومة الظل العمالية اللورد فالكونر، الذي أكد أنه يرفض تماما انسحاب بريطانيا من حلف الناتو.
كان جريمي كوربين قد وصف حلف الناتو بالمؤسسة التي "عفا عليها الزمان"، وأحد مخلفات الحرب الباردة، والتي لا تصلح في النظام العالمي الجديد".
ومن المنتظر أن يواجه زعيم الحزب تحديات كبيرة خلال المرحلة القادمة، وخاصة عند التصويت على قصف داعش في سوريا أو الانتخابات المحلية في لندن وويلز، وأيضا عند تجديد البرنامج النووي، وهي أمور يرى كثير من المحللين أنها قد تكون حاسمة في استمراره على زعامة حزب المعارضة.