حسنًا فعل مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الماضية (2014)، حين ملأ شوارع القاهرة بصور الفنانة نادية لطفى.. إذ اختار هذه الفنانة القديرة والإنسانة النبيلة لتكريم خاص، واختار صورتها لتكون ملصق المهرجان الرئيسى فى كل مكان.. وهى من المرات النادرة التى توجد فيها صورة لشخصية، تستحق أن توضع على الجدران والأعمدة فى الشوارع والميادين، بدلًا من سياسيين لا لزوم لهم، ومذيعى برامج من النوع الذى لا يحتمل، ومرشحين للبرلمان من صنف الذين تخيف صورهم الأطفال أو يزعج جوهرهم الكبار خوفًا على مصير الوطن!
كما أبدع المهرجان فى نفس الدورة الماضية، التى ترأسها الناقد الكبير سمير فريد، بتنظيم احتفال يليق بمئوية ميلاد بركات، أحد شوامخ الإخراج فى تاريخ السينما المصرية والعربية (كتب، ندوات، معرض.. إلخ).. وقد كنا ننتظر أن يجىء المهرجان فى دورته الجديدة المرتقبة، خلال القليل المتبقى من هذا العام، على نفس مستوى سابقه.. بل أن يتألق ويضيف و«يجود»، خاصة أن هذا العام 2015 هو عام مئوية ميلاد صلاح أبو سيف (1915_ 1996).. الذى يستحق أن نطلق عليه: (أبو السينما المصرية).
فإذا كان (من بين الرواد): مخرج السينما الأهم لدينا فى الكوميديا فطين عبدالوهاب.. وفى الرومانسية عز الدين ذو الفقار.. وفى التكنيك والفيلم الموسيقى والسيرة الذاتية يوسف شاهين.. وفى سينما الفكر والسياسة توفيق صالح.. وفى الفيلم الغنائى والفيلم الوطنى أحمد بدرخان وبركات.. وفى سينما الحركة نيازى مصطفى.. وفى سينما التشويق كمال الشيخ.. وفى الفيلم الاجتماعى عاطف سالم.. إلخ، فإن صلاح أبو سيف هو مخرج السينما الأهم لدينا.. وكفى!. أى بوجه عام وشامل، وهو الذى أعطى وأتقن فى كل هذه النوعيات، إلى جانب تميزه الخاص فى السينما الواقعية.. ولذلك نقول عنه وبهذا المعنى والمنطلق: (أبو السينما).. وأيضاً: (عميد السينما العربية).
لكن للأسف المهرجان الجديد (2015)، برئاسة السيدة «ماجدة واصف».. لا ينوى الاحتفال على أى نحو جاد أو حقيقى، بصلاح أبو سيف ومشواره وعطائه..!!.
وقد كنا نقترح.. بل نرى ونعتقد أن هذا هو الأمر الطبيعي: أن تملأ صورة فنانة أو فنان من الأعلام.. من جيل «نادية لطفي» أو ممن سبقتها، بملصق المهرجان فى دورته الجديدة، شوارع وميادين القاهرة.. وقد قلنا: إن 2015 هو عام مديحة يسرى.. أو عام لبنى عبدالعزيز، متعهما الله تعالى بوافر الصحة والعافية، هما ونادية لطفى، وأمد فى عمرهن.. وكل من نسعد بحضوره ونوره بيننا، من النجوم والأعلام الذين سطعوا ضمن أجيال الخمسينيات والستينيات الماضية.. ورحم الله تعالى كل الخالدين بما أنجزوا من إبداعات فى حياتنا على مر السنين والأجيال.
مديحة يسرى سطعت مبكراً، وصحبت أكثر من جيل، منذ بدأت شابة مشرقة مبشرة، ونجمة استثنائية، وممثلة قديرة إلى آخر لحظة استطاعت فيها أن تقف أمام الكاميرا.. أتم الله شفاءها، ونحمد الله أنها قدمت سيرتها الذاتية بنفسها فى التليفزيون عبر حلقات عديدة ممتعة، كانت فيها راوية مدهشة رائعة، مثلما فعل فريد شوقى فى التليفزيون أيضاً، ومحمد عبدالوهاب وإسماعيل ياسين فى الراديو.. وقليلون جدًا غيرهم، بدلًا من أن يتركوا سيرتهم ليقدمها للأسف تجار مسلسلات حياة المشاهير على الشاشة!!.
أما لبنى عبدالعزيز، فقد قامت ببطولة خمسة عشر فيلما فقط، إلى جانب فيلم أجنبى وفيلمين كضيفة شرف. وغادرت مصر مع أسرتها لفترة كبيرة، لتعود وهى تعتقد أن لا أحد يتذكرها أو ينتبه لها كثيراً، وبالذات من الأجيال الحديثة، خصوصًا مع قلة ما قدمت كمًا.. لكنها تفاجأت بأنها ما زالت ضمن أكثر نجومنا فى الصدارة وفى القلوب، ولسوف تظل دوماً.. لماذا؟. لسببين، أولهما: أن الكم القليل الذى قدمته هو أيضًا فى مجمله «كيف» ما بين المتفوق والموفق.. فضلًا عن تنوعه ما بين الواقعى السياسى (أنا حرة، العيب)، والواقعى النفسى (هذا هو الحب)، والرومانسى الغنائى (الوسادة الخالية، رسالة من امرأة مجهولة)، والكوميدى الراقى (آه من حواء)، والتاريخى (واإسلاماه)، والوطنى (أدهم الشرقاوي)، وذى الطابع الفانتازى (عروس النيل)، والاستعراضى (إضراب الشحاتين).. إلخ. والسبب الثاني: أنها من الممثلات القلائل فى مصر والعالم الذين وهبهن الله هبة وسمة «حضور النجم» (مما يقابله فى السياسة تعبير: كاريزما).. وقد صقلت هى هذا الحضور بالتعلم والخبرة، فضلًا عن كونها من أكثر الممثلات فى تاريخ السينما المصرية كله إطلاعًا وثقافة بأرفع معانى هذه الكلمة.. وقد أدت منذ فيلمها الأول «الوسادة الخالية» بإحساس وعاطفة صادقين جميلين.. وازداد ذلك نضجًا وعمقًا على الأيام.
وقد كان «صلاح أبو سيف» العظيم أول من اكتشف «لبنى» وتحمس لها وقد رآها فى أحد عروض الجامعة الأمريكية حيث كانت تدرس.. أبو سيف (أبو السينما المصرية) و(عميدها): الذى يتجاهلونه فى مهرجان القاهرة المقبل.. ولا يريدون أن يحتفلوا «بمئوية ميلاده» بما يليق، أو حتى على أى نحو!!.
كما أبدع المهرجان فى نفس الدورة الماضية، التى ترأسها الناقد الكبير سمير فريد، بتنظيم احتفال يليق بمئوية ميلاد بركات، أحد شوامخ الإخراج فى تاريخ السينما المصرية والعربية (كتب، ندوات، معرض.. إلخ).. وقد كنا ننتظر أن يجىء المهرجان فى دورته الجديدة المرتقبة، خلال القليل المتبقى من هذا العام، على نفس مستوى سابقه.. بل أن يتألق ويضيف و«يجود»، خاصة أن هذا العام 2015 هو عام مئوية ميلاد صلاح أبو سيف (1915_ 1996).. الذى يستحق أن نطلق عليه: (أبو السينما المصرية).
فإذا كان (من بين الرواد): مخرج السينما الأهم لدينا فى الكوميديا فطين عبدالوهاب.. وفى الرومانسية عز الدين ذو الفقار.. وفى التكنيك والفيلم الموسيقى والسيرة الذاتية يوسف شاهين.. وفى سينما الفكر والسياسة توفيق صالح.. وفى الفيلم الغنائى والفيلم الوطنى أحمد بدرخان وبركات.. وفى سينما الحركة نيازى مصطفى.. وفى سينما التشويق كمال الشيخ.. وفى الفيلم الاجتماعى عاطف سالم.. إلخ، فإن صلاح أبو سيف هو مخرج السينما الأهم لدينا.. وكفى!. أى بوجه عام وشامل، وهو الذى أعطى وأتقن فى كل هذه النوعيات، إلى جانب تميزه الخاص فى السينما الواقعية.. ولذلك نقول عنه وبهذا المعنى والمنطلق: (أبو السينما).. وأيضاً: (عميد السينما العربية).
لكن للأسف المهرجان الجديد (2015)، برئاسة السيدة «ماجدة واصف».. لا ينوى الاحتفال على أى نحو جاد أو حقيقى، بصلاح أبو سيف ومشواره وعطائه..!!.
وقد كنا نقترح.. بل نرى ونعتقد أن هذا هو الأمر الطبيعي: أن تملأ صورة فنانة أو فنان من الأعلام.. من جيل «نادية لطفي» أو ممن سبقتها، بملصق المهرجان فى دورته الجديدة، شوارع وميادين القاهرة.. وقد قلنا: إن 2015 هو عام مديحة يسرى.. أو عام لبنى عبدالعزيز، متعهما الله تعالى بوافر الصحة والعافية، هما ونادية لطفى، وأمد فى عمرهن.. وكل من نسعد بحضوره ونوره بيننا، من النجوم والأعلام الذين سطعوا ضمن أجيال الخمسينيات والستينيات الماضية.. ورحم الله تعالى كل الخالدين بما أنجزوا من إبداعات فى حياتنا على مر السنين والأجيال.
مديحة يسرى سطعت مبكراً، وصحبت أكثر من جيل، منذ بدأت شابة مشرقة مبشرة، ونجمة استثنائية، وممثلة قديرة إلى آخر لحظة استطاعت فيها أن تقف أمام الكاميرا.. أتم الله شفاءها، ونحمد الله أنها قدمت سيرتها الذاتية بنفسها فى التليفزيون عبر حلقات عديدة ممتعة، كانت فيها راوية مدهشة رائعة، مثلما فعل فريد شوقى فى التليفزيون أيضاً، ومحمد عبدالوهاب وإسماعيل ياسين فى الراديو.. وقليلون جدًا غيرهم، بدلًا من أن يتركوا سيرتهم ليقدمها للأسف تجار مسلسلات حياة المشاهير على الشاشة!!.
أما لبنى عبدالعزيز، فقد قامت ببطولة خمسة عشر فيلما فقط، إلى جانب فيلم أجنبى وفيلمين كضيفة شرف. وغادرت مصر مع أسرتها لفترة كبيرة، لتعود وهى تعتقد أن لا أحد يتذكرها أو ينتبه لها كثيراً، وبالذات من الأجيال الحديثة، خصوصًا مع قلة ما قدمت كمًا.. لكنها تفاجأت بأنها ما زالت ضمن أكثر نجومنا فى الصدارة وفى القلوب، ولسوف تظل دوماً.. لماذا؟. لسببين، أولهما: أن الكم القليل الذى قدمته هو أيضًا فى مجمله «كيف» ما بين المتفوق والموفق.. فضلًا عن تنوعه ما بين الواقعى السياسى (أنا حرة، العيب)، والواقعى النفسى (هذا هو الحب)، والرومانسى الغنائى (الوسادة الخالية، رسالة من امرأة مجهولة)، والكوميدى الراقى (آه من حواء)، والتاريخى (واإسلاماه)، والوطنى (أدهم الشرقاوي)، وذى الطابع الفانتازى (عروس النيل)، والاستعراضى (إضراب الشحاتين).. إلخ. والسبب الثاني: أنها من الممثلات القلائل فى مصر والعالم الذين وهبهن الله هبة وسمة «حضور النجم» (مما يقابله فى السياسة تعبير: كاريزما).. وقد صقلت هى هذا الحضور بالتعلم والخبرة، فضلًا عن كونها من أكثر الممثلات فى تاريخ السينما المصرية كله إطلاعًا وثقافة بأرفع معانى هذه الكلمة.. وقد أدت منذ فيلمها الأول «الوسادة الخالية» بإحساس وعاطفة صادقين جميلين.. وازداد ذلك نضجًا وعمقًا على الأيام.
وقد كان «صلاح أبو سيف» العظيم أول من اكتشف «لبنى» وتحمس لها وقد رآها فى أحد عروض الجامعة الأمريكية حيث كانت تدرس.. أبو سيف (أبو السينما المصرية) و(عميدها): الذى يتجاهلونه فى مهرجان القاهرة المقبل.. ولا يريدون أن يحتفلوا «بمئوية ميلاده» بما يليق، أو حتى على أى نحو!!.