تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
قال لي صديقي: “,”لقد عرفنا الطرف الثالث“,”، قلت: “,”مبروك، ومن هو الطرف الثالث؟“,”، فقال: “,”الأقباط!“,”، ولما رأى الدهشة على وجهي، قال: “,”ألم تسمع تصريح الدكتور محسوب، عن أن الاقباط هم من حرقوا كنائسهم، بل وقيادات رابعة قالت إن ثورة 30 يونيو قام بها الأقباط“,”، قلت: “,”سمعت واستغرقت في الضحك، وفكرت في أن أؤسِّس لجماعة تتقابل كل أسبوع، أحدهم يعرض ما قيل حتى يستغرق الجميع في الضحك، وأتبرع بشقتي السكنية كل يوم ثلاثاء لاجتماع هذه الجمعية“,”، قال: “,”لا.. سأعطيك فكرة أجمل تقدمها لإحدى القنوات الفضائية، وهي بعنوان “,”الاجتماع الخفي“,”، فنجمع مجموعة من الناس ليتحدثوا في أي موضوع، ونزرع بينهم شخصا أو اثنين من أجل تسخين المناقشة، ونقول لهم كما قالت السيدة باكينام، إن هذه الحلقة قد أذيعت على الهواء، وإن كل من قال كلمة عليه أن يتحمل العواقب، وإذا قال أحدهم: ليه ما قلناش إنها على الهواء، تقول سهي عليَّ“,”، وضحكنا، وقلت: “,”ونأتي بمذيعة اسمها سهى“,”، قال ضاحكا: “,”واسم والدها علي“,”.
هل تدار الدول بالأكاذيب التي تبلغ حد الهزل في أوقات الجد والشدة، أنا لا أعتب على الدكتور محسوب في أي تصريح، فقد يكون هذا اعتقاده، ولكنني أعتب على الذين يسمعون ولا يستغرقون في الضحك، لأن الضحك ما زال مجانيا، وأظن أن الحكومات المتعاقبة لو التفتت إلى أن الضحك مجاني في مصر ستفرض عليه ضريبة مبيعات، فبعد أن تضحك تعاود الضحك مجددا للدولة، وكذلك سمعنا أنباء كثيرة لا نستطيع أن نقابلها إلا بالضحك، وعليه فيجب أن نعمل وزارة للتصريحات الشاذة، تكون مهمتها اصطياد التصريحات الشاذة والمضحكة وترجمتها باللغات الأجنبية، حتى تساعد على الترويج السياحي، فمن يأتي إلى مصر لسياحة الشواطئ أو سياحة المؤتمرات أو سياحة الآثار، أكيد لدى عودته إلى بلده سيقول لكل الناس لقد قضيت وقتا ممتعا في مصر، ضحكت فيه كما لم أضحك في حياتي، وصدق المتنبي عندما قال:
وكم ذا بمصر من المضحكات ... ولكنه ضحك كالبكا
ثورة 30 يونيو قدَّرتها المصادر العالمية بما يزيد على 30 مليونا، فلو كانت كما قيل في رابعة إنها أقباط، لحكم الأقباط مصر، ولمنعوا المسلمين من التوظيف في أمن الدولة، أو الترقي لدرجة وكيل وزارة، أو الحصول على جوائز، ولأعلنت الدولة أن القبطي يولَّى ولا يُولَّى عليه، ولتغير الدستور إلى أن الشريعة المسيحية هي المصدر الرئيسي للتشريع، وللمسلمين أن يلجأوا إلى شرائعهم في الأحوال الشخصية فقط، ولقاموا بحرق الجوامع، ولقالوا كما قال الدكتور سليم العوا، إن المساجد هي مخازن للسلاح، ولتغيرت وجهة النظر القائلة إن مصر موقعة على اتفاقيات تحمي الأقليات، لأننا في هذه الحالة سنقول إن المسلمين ليسوا أقلية، بل هم من نسيج المجتمع، وهم الاصل في هذا البلد، ولقد اعتنق المسيحيون فيهم المسيحية بعد دخول عمرو بن العاص مصر، ومن التصريحات الشاذة المضحكة التي لا يتسع المجال هنا لسردها كلها، وسيكون محلها المضحكخانة لمزيد من الضحك، لأن المثل الشعبي يقول “,”الضحك شفا“,”، وبما أن الله قد وضع فينا غريزة التملك، فهذا هو إحساسنا نحو الوطن، فغريزة التملك تبدأ بما ألبسه، ثم عائلتي وأحبائي وأصدقائي وجيراني وشقتي وشارعي والحي الذي أسكنه، ثم بلدي وعلمي ونشيدي الوطني، ثم منطقتي العربية، لأن الانتماء يبدأ من الأصغر للأكبر في دوائر متصلة تشبه دوائر الماء في بحيرة ساكنة قذفت فيها حجرا، حتى المياه تغضب لأنك أزعجتها وتبدأ في خلق دوائر، فما بالك بالبشر!!.
ويحضرني هنا قول طريف مكتوب على بعض العمارات تحت الإنشاء، “,”الملك لله وحده، عمارة ملك الحاج فلان“,”، بينما ملكية العمارة أصلاً لا تتعارض مع ملكية الله للعمارة وصاحبها والكون كله.