الثلاثاء 11 مارس 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

حزب النور وحريم القوائم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم أن دستور ثورة ٣٠ يونيو أراد تكريم وتمييز النساء من خلال تخصيص نسبة لهن فى مقاعد مجلس النواب الجديد من خلال القوائم الانتخابية، إلا أن التطبيق العملى لهذه النصوص الدستورية من جانب غالبية الأحزاب السياسية والائتلافات، خاصة حزب النور، تعامل مع المرشحات من النساء بمنطق «حريم السلطان» على غرار المسلسل التركى الشهير.
فحزب النور السلفى الذى سبق له أن أهان المرأة المصرية، ورفض وضع صورها فى انتخابات ٢٠١١ على القوائم الانتخابية واستبدلها بوردة، باعتبار أن صورة المرأة عورة ولا يجوز نشر صورتها على منشورات الدعاية الانتخابية، مارس نفس المهمة مع انتخابات ٢٠١٥، وبحث عن النساء غير المعروفات واللاتى ليس لهن أى نشاط حزبى أو مجتمعي.
فأتحدى حزب النور الذى تقدم بقائمة فى المرحلة الأولى بمحافظات الإسكندرية والبحيرة ومطروح أن ينشر السيرة الذاتية لمرشحات تلك القائمة، لكى يعرف الناخبون والناخبات من هى المرشحة حنان علام، وما هى علاقتها بقيادات الدعوة السلفية وصلة النسب والقرابة بهم، وأيضا المرشحة رشا نوفل من البحيرة، وفوزية محمد الشحات خليل من مطروح، والتى تم الدفع بها بعد رفض أعضاء حزب النور بمطروح الترشح فى القوائم.
فحزب النور السلفى بحث عن حريم للقوائم، سيدات مرشحات يعبرن عن الوجه الحقيقى للمرأة المصرية، ولهن نشاط سياسى وحزبى وخدمى واجتماعى على أرض هذه المحافظات، وأصبحت النساء فى قوائم حزب النور مجرد حريم للقوائم لاستكمال النص الدستورى والشكل القانونى، مما يعد أبلغ إساءة للمرأة المصرية وإساءة لدورها العظيم فى تاريخ مصر القديم والحديث.
ولو كان قاسم أمين محرر المرأة على قيد الحياة وتابع عملية إعداد هذه القوائم، وأن تكون النساء بها مجرد حريم القوائم من هذا الحزب، لانتفض مرة أخرى وقام بثورة جديدة لتحرير المرأة، وطالب هؤلاء النساء بالغضب والرفض من الوجود داخل هذه القوائم، حتى لا تعود المرأة مرة أخرى الى عصر الحرملك، الذى يسعى حزب النور إلى أن يعيدنا إليه مرة أخري.
وهناك سيدات كثيرات رفضن أن يصبحن حرملك فى قوائم حزب النور، ما دفع بعض قيادات الحزب، ومنهم نادر محمود عبدالسلام بكار، وشهرته نادر بكار، مساعد رئيس الحزب إلى الاستعانة بزوجته مريم بسام السيد حسنين فى قائمة الإسكندرية، وهى ابنة القيادى بالحزب بسام الزرقا، الذى تصدر قائمة النور فى القاهرة، لتصبح قوائم النور أشبه بالقوائم العائلية والتوريث السلفى لمقاعد مجلس النواب.
فعملية حريم القوائم التى مارسها حزب النور، بما فى ذلك الضغط والإكراه على بعض السيدات للترشح ضمن قوائمه تتطلب من المجلس القومى للمرأة فتح تحقيق وجلسات استماع مع هؤلاء المرشحات لكشف الحقيقة حول وضعهن كالحريم فى قوائم النور، وإذا كن قد تعرضن لضغوط نفسية لقبول عملية الترشح كحريم للقوائم، دون أن يملكن الرفض أو القبول، وسقن للقوائم كما كان يحدث مع النساء من قبل أو كما يمارس تنظيم داعش الآن من ممارسات وجرائم ضد الإنسانية مع النساء فى العراق وسوريا.
فنفى هذا الاتهام عن حزب النور لا يجب أن يتم بمجرد تصريحات عنترية يطلقها قيادات الحزب كما اعتدنا من قبل، بل النفى يكون بخروج جميع مرشحات حزب النور فى مؤتمر صحفى علنى وبدون وجود القيادات السلفية من الرجال للرد على أسئلة الصحفيين بكل حرية وصراحة، حتى يتأكد الرأى العام أنهن مرشحات وليس مجرد حريم للقوائم.
ولن أتعرض للمرشحات السيدات من الأقباط فى قوائم النور لأنهن قبلن هذا المبدأ وأن يصبحن حريمًا لتلك القوائم بسبب الإغراءات التى قدمت لممثل أقباط ٣٨ نادر الصيرفى الذى وقع صفقة مع النور لتجميل وجه قوائمه بالمرشحات الأقباط من السيدات، لتأكيد الوحدة الوطنية فى مبدأ حريم القوائم للنور من حريم المسلمين والأقباط معًا.
وربما فى حال فوز إحدى قوائم حزب النور، وإن كنت أستبعد ذلك، فربما يلجأ الحزب، بعد عملية إعادة تجهيز قاعة مجلس النواب بشكل جديد لتستوعب أعضاء المجلس، أن يطلب جلوس حريم قوائمه فى مكان بعيد عن القاعة الرئيسية وفى شرفة الصحافة العلوية التى ضمت للقاعة ليصبح الاسم الجديد لشرفة الصحافة «شرفة الحرملك»، فيا نساء النور ارفضن أن تصبحن مجرد حريم فى قوائم شيوخ السلفية لأنكن حفيدات هدى شعراوي ونفيسة النبراوى ونوال عامر وأم كلثوم.