ربما يرى البعض أن ذاك التصرف قد يكون هامشيًا، ولكننى أراه يعبر عما وصل إليه الوجدان المصرى من كميات مفرطة فى العنف، جاء عيد الأضحى وتم نحر الذبائح فى الشوارع إما لغياب السلخانات الحكومية وإما لاستعراض من البعض للدلالة على الورع والتقوى.
جرى ما جرى وامتلأت الشوارع بالدم والذباب والروث، فرح الأطفال ووقف المساكين طوابيرا من أجل قطعة دهن بها لمسة من لحم، وكان اللافت للانتباه هو ما بثته وسائل التواصل الاجتماعى من فيديوهات صادمة للذبح، ارتكبها بعض الهواة وهى فى تقديرى بشعة وهى جريمة أيضا تم ارتكابها عن عمد ضد حيوان بريء، أحد الهواة اختار أن يذبح أضحيته وهى داخل صندوق سيارة نصف نقل مربوطة بحبل فى أعلى كابينة السيارة، وراح الجزار المبتدء يدور حول السيارة وكلما تمكن من رقبة البقرة طعنها طعنة وهكذا لأكثر من ربع ساعة وهو يحاول قطع الرقبة والبقرة غارقة فى دمائها واقفة على قوائمها تصرخ، بينما الآخرون قد صدروا هواتفهم المحمولة لتسجيل اللحظة صوت وصورة تغمرهم السعادة مع صرخات الضحية.
مشهد آخر فى حى شعبى، ربطوا الذبيحة فى عامود وراح ثلاثة بالسكين والسنج يطعنون ويضربون فى قوائم الذبيحة حتى انهارت والناس ما بين تكبير وتهليل.. إنها طرق تفوقت على ابتكارات داعش فى القتل، لقد كشفت عما بداخلنا من غضب وجهل وعنف، كما أكدت قلة حيلة حكومتنا وعجزها وفشل محلياتها وفساد مسئوليها.
قد يقول أحدكم: هل كل هذا الكلام الكبير من أجل تلك التصرفات الطائشة، أقول نعم.. لأننى رأيت بعينى ولم يحك أحد عن أسواق للماشية عامرة فى دول مجاورة وعن مسالخ حضارية داخل حضن السوق، رأيت أن الأسواق المنضبطة هى عنوان للحضارة والرقى والتقدم، يبدأ خط الإنتاج عندما يتقدم المشترى لاختيار ما يناسبه من داخل حظائر تبيع دون مغالاة وفى منافسة دون تطرف دون فهلوة أو نصب أو حشو لمعدة الحيوان بالماء والملح ليثقل وزنه، يشترى المستهلك ما يريد فى حماية طبيب بيطرى ومحليات يقظة.
ينتقل بعدها بما اشتراه وبوسيلة نقل نظيفة نحو المسلخ، يتم تسليم الذبيحة ويحدد طلباته منها ويجلس منتظرًا فى صالة مكيفة يتابع ما يحدث مع ذبيحته من خلال شاشة تليفزيون أمامه، بعد أقل من ساعة ينتهى العمل وتخرج الذبيحة فى علب من فوم تم تقسيمها حسب طلب صاحبها، لا صراخ ولا تخميس بالدم على الحوائط ولا ورطة فى التخلص من المخلفات.
بالمقارنة نعرف أن حالنا لا يسر عدوا ولا حبيبا، وأن الجهاز الحكومى البيروقراطى الذى يصدعنا من يعملون به صباح مساء بمطالبات لزيادة الرواتب والحوافز هو جهاز عقيم، غير قادر على الإبداع ولو بلمسة فى عيد الأضحى ليرحم الشوارع والعيون ويحمى البيئة ويحد من انتشار الأمراض، الجهاز الحكومى بمصر لا يعرف سوى الرشوة والغباء حتى صرنا أمثولة بين الأمم، وفيما يبدو أنه فى حاجة إلى صدمة قانونية ليفيق من فساده، وليعرف أن من يسكنون المحروسة هم بشر لهم حقوق لابد من تقديمها لهم.
جرى ما جرى وامتلأت الشوارع بالدم والذباب والروث، فرح الأطفال ووقف المساكين طوابيرا من أجل قطعة دهن بها لمسة من لحم، وكان اللافت للانتباه هو ما بثته وسائل التواصل الاجتماعى من فيديوهات صادمة للذبح، ارتكبها بعض الهواة وهى فى تقديرى بشعة وهى جريمة أيضا تم ارتكابها عن عمد ضد حيوان بريء، أحد الهواة اختار أن يذبح أضحيته وهى داخل صندوق سيارة نصف نقل مربوطة بحبل فى أعلى كابينة السيارة، وراح الجزار المبتدء يدور حول السيارة وكلما تمكن من رقبة البقرة طعنها طعنة وهكذا لأكثر من ربع ساعة وهو يحاول قطع الرقبة والبقرة غارقة فى دمائها واقفة على قوائمها تصرخ، بينما الآخرون قد صدروا هواتفهم المحمولة لتسجيل اللحظة صوت وصورة تغمرهم السعادة مع صرخات الضحية.
مشهد آخر فى حى شعبى، ربطوا الذبيحة فى عامود وراح ثلاثة بالسكين والسنج يطعنون ويضربون فى قوائم الذبيحة حتى انهارت والناس ما بين تكبير وتهليل.. إنها طرق تفوقت على ابتكارات داعش فى القتل، لقد كشفت عما بداخلنا من غضب وجهل وعنف، كما أكدت قلة حيلة حكومتنا وعجزها وفشل محلياتها وفساد مسئوليها.
قد يقول أحدكم: هل كل هذا الكلام الكبير من أجل تلك التصرفات الطائشة، أقول نعم.. لأننى رأيت بعينى ولم يحك أحد عن أسواق للماشية عامرة فى دول مجاورة وعن مسالخ حضارية داخل حضن السوق، رأيت أن الأسواق المنضبطة هى عنوان للحضارة والرقى والتقدم، يبدأ خط الإنتاج عندما يتقدم المشترى لاختيار ما يناسبه من داخل حظائر تبيع دون مغالاة وفى منافسة دون تطرف دون فهلوة أو نصب أو حشو لمعدة الحيوان بالماء والملح ليثقل وزنه، يشترى المستهلك ما يريد فى حماية طبيب بيطرى ومحليات يقظة.
ينتقل بعدها بما اشتراه وبوسيلة نقل نظيفة نحو المسلخ، يتم تسليم الذبيحة ويحدد طلباته منها ويجلس منتظرًا فى صالة مكيفة يتابع ما يحدث مع ذبيحته من خلال شاشة تليفزيون أمامه، بعد أقل من ساعة ينتهى العمل وتخرج الذبيحة فى علب من فوم تم تقسيمها حسب طلب صاحبها، لا صراخ ولا تخميس بالدم على الحوائط ولا ورطة فى التخلص من المخلفات.
بالمقارنة نعرف أن حالنا لا يسر عدوا ولا حبيبا، وأن الجهاز الحكومى البيروقراطى الذى يصدعنا من يعملون به صباح مساء بمطالبات لزيادة الرواتب والحوافز هو جهاز عقيم، غير قادر على الإبداع ولو بلمسة فى عيد الأضحى ليرحم الشوارع والعيون ويحمى البيئة ويحد من انتشار الأمراض، الجهاز الحكومى بمصر لا يعرف سوى الرشوة والغباء حتى صرنا أمثولة بين الأمم، وفيما يبدو أنه فى حاجة إلى صدمة قانونية ليفيق من فساده، وليعرف أن من يسكنون المحروسة هم بشر لهم حقوق لابد من تقديمها لهم.