السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

45 عامًا على رحيل "أغلى الرجال"

 جمال عبدالناصر
جمال عبدالناصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يحب المصريون عبر تاريخهم الطويل أحدا مثلما أحبوا جمال عبدالناصر الذى يمر على رحيله عن دنيانا هذه الأيام 45 عاما بالتمام والكمال، فعلاقتهم عبر التاريخ بأى حاكم كانت ملتبسة: يصعد للحكم فيجددون به الأمل فى العدل والكفاية ثم لا يلبثون أن يخرجوه من قلوبهم لأنه خيب رجاءهم، إلا هو.. فقد كان حبه يستقر فى أعماقهم كل يوم مع كل مشروع يبنيه وكل أرض يستصلحها وكل رغيف وحبة دواء يقدمهما لفقير وعمل يوفره لأبناء السبيل إلى أن رحل جسده الفانى عن حياتهم، لكنه ظل متشبثا بموقعه الفريد فى قلوبهم حتى بعد مرور عشرات السنين على ذلك الرحيل «الرمزي»، ونقول الرمزى لأنه «حاضر» بشكل ما: فى السد العالى، فى المدارس والمعاهد والجامعات، فى القلاع الصناعية، حتى وإن بيع منها الكثير فى الدولة الحديثة التى بناها وأدخل بها مصر للقرن العشرين، فى صوته عبر شرائط خطاباته التى لا تستطيع الأجيال نسيانها أو لقطات الفيديو فى الميديا الحديثة أو الأغانى الوطنية عبقرية الكلمات واللحن والأصوات والمتجذرة فى وجدان الجماهير التى عاشت معه ومعها مرحلة الحلم وسنوات التحدى والكبرياء قبل أن تشد من أزره فى ظلام الانكسار.
وحين نجحت المؤامرة الأمريكية الصهيونية فى إلحاق الهزيمة المريرة بمشروعه الوطنى العملاق فى 5 يونيو 1967 كانت الجماهير – وبوعى مذهل – تدرك تماما أن الأعداء يريدون تدميره قبل أن يدمروهم هم باعتباره رأس الفكر ومشهر السيف فرفضت أن يقودها غيره، وكان خروج «المليونيات» المبكرة فى 9 و10 يونيو أعظم استفتاء لبطل مهزوم، أعاد بناء القوات المسلحة وخاض حرب الاستنزاف التى كانت تدريبات عملية على العبور الذى لم يعش ليراه، وأزال آثار العدوان وبذل جهدا لا يتحمله قلب بشر وانتقل إلى الرفيق الأعلى، فودعته الجماهير المليونية كما لم ولن تودع أحدا قبله ولا بعده.