الخميس 24 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

الحلقة الثانية: أئمة الأوقاف يحتلون مقر "سحرة فرعون"

طمس التاريخ.. المؤامرة الحقيقية على مصر

قصر الأميرة فريال
قصر الأميرة فريال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مساجد أسرة محمد علي تنهار.. ومبانٍ تآكلت بسبب التجاهل.. وقصور سقطت من دفاتر الذاكرة.. طنطا بلد الألف مئذنة منسية

منذ آلاف السنين شرع المصريون فى بناء المجد وحدهم.. وخلد التاريخ أعمالهم؛ فقد حرصوا على أن تبقى آثارهم دليلا عليهم، ثم خلف من بعدهم خلق آخرون، جعلوا من آثارهم ضحية، تبكى وتبكينا عليها، بعد أن صارت مستباحة ينهبها الجميع، ولا تقدرها الدولة على مدار عشرات السنين، وأصبح ما تركه الأجداد عاريًا، كأنما لا أحفاد لهم.. عندما قررت أن أغوص فى بحر التاريخ المصرى كنت على يقين من أن تراب هذا الوطن يحمل من الأسرار ما لا ينضب، وكثيرا ما لاحظت، فى كل محافظة وطأتها قدماى أطلالا أثرية ذبحها الإهمال، حتى صارت أثرا بعد عين أو كادت.

هذه المشاهدات دفعتنى إلى عمل تحقيق موسع أكشف خلاله أبعاد المؤامرة التى يتعرض لها التاريخ المصرى، لا سيما فى الحقبة التى حكمتها أسرة محمد على، تلك الفترة الغنية بالآثار المهمة، والمنكوبة فى الوقت ذاته بكل صنوف الإهمال والنهب والتدمير.. وفى رحلة البحث اكتشفنا تفاصيل لم تنشر من قبل، عن حالات التعدى التى وقعت لهذه الآثار، وكيف أنه لم يتم تسجيلها لدى الدولة كآثار تستحق الحماية، وكيف أن ما تم تسجيله منها عاش فاقدا لهذه الحماية أيضا حتى اندثر، وهو ما يوحى بأن هناك مؤامرة منهجية من البعض، لنهب هذه الثروة الضخمة وكأن صانعوها لم يعيشوا على أرض مصر من الأساس.

وأمام تلك الحقائق المذهلة وجدتنى أقف مشدوهة وبين يدى سجل حافل وضخم من القصور والاستراحات الأثرية، التى قاربت على الضياع؛ نتيجة إهمال الدولة، وهالنى أن أجد تلك الآثار العظيمة وقد تفرق دمها بين وزارات الري، والزراعة، والأوقاف والتربية والتعليم، والإصلاح الزراعى فبحثت عن وزارة الآثار لكنى لم أجد لها أثرا بحجة أن هذه القصور لم يمر عليها 100 عام لذا فهى ليست خاضعة لقانون الآثار، ويا لها من كارثة حين نرى ثروة هائلة لا تقدر بثمن تنهار على أعتاب الإهمال، وتحت وطأة الروتين، والقوانين المجحفة!!

وحتى لا يتحول هذا الملف لمجرد صرخة نطلقها، ثم يضيع صداها فى فضاء الإهمال، قررنا أن نخوض تجربة الكشف عن الكوارث الهائلة التى تعانيها آثار الأسرة العلوية، ليكون هذا الملف بداية لحملة نطلق شرارتها لإنقاذ ما تبقى من آثار التاريخ المصرى العريق.

تستمر رحلة الكشف عن الآثار المنسية فى مصر، بصرف النظر عن حقبتها التاريخية، وإن كنا اليوم بصدد آثار الأسرة العلوية، حيث تمتلك كفر الشيخ مثلها مثل ما عرضنا فى الحلقة الماضية، عددا ضخما من الآثار يمثل مراحل التاريخ المصرى بأكمله ومن آثار الأسرة العلوية تضم كفر الشيخ قدرا لا بأس به، ولعل أهمه هو قصر الملك فؤاد، والذى تعرض لانتهاك مشين، ويرجع تاريخ إنشائه إلى عهد محمد على، وليس كما ينسبه البعض إلى الملك فاروق، إذ إن علاقة فاروق بهذا القصر تمثلت فى أنه أدخل عليه بعض التعديلات فقط، مثلما فعل أسلافه من الأسرة العلوية، ونزل به عام 1949.

بتتبع تاريخ هذا القصر نعلم أنه تم بناؤه على الطراز الأوروبى «الإيطالى الفرنسي»، عام 1934، وهو مكون من طابقين ويمثل تحفة معمارية حضارية ممتازة، وملحق بالقصر محطة للسكة الحديد الملكية، بالإضافة إلى المطبخ وصهاريج المياه، على النسق ذاته الذى سبق ذكره عن الحديث عن قصر الفاروقية فى محافظة الشرقية، كما ترك الملك فؤاد أيضا، فى مدينة كفر الشيخ، المبنى الذى كان مخصصا لإدارة أملاكه الخاصة الملكية، ثم استغل بعد ذلك كمقر لتفتيش أوقاف كفر الشيخ.

وفى عام 1961 تم استغلال هذا المبنى؛ ليكون مقرا لديوان عام محافظة كفر الشيخ بعد انفصالها عن الغربية، وتحولها إلى محافظة مستقلة فى ظل الحكم المحلى، وفى عام 1964 انتقلت المحافظة إلى مبناها الجديد، وتم تسليم هذا المبنى إلى مديرية التربية والتعليم.

بعد ذلك تحول هذا المبنى إلى مقر لمركز الدراسات الوطنية، ويضم حاليا مركز النيل للإعلام، وجريدة كفر الشيخ، والصندوق الاجتماعى للتنمية، وقاعة المؤتمرات الرئيسية فى أعلى المبنى، وانتبهت الآثار للقصر وسجلته أثرا برقم 1490ن عام 1992، بناء على قرار من رئيس مجلس الوزراء، آنذاك، حدث هذا التسجيل «بعد خراب مالطة» - كما يقولون، إذ أن القصر كان فقد بهاءه الأثرى، كما أن تسجيله لم يحمه من استغلاله كمقر لمعهد الخدمة الاجتماعية، رغم أنه يمثل تحفة معمارية نادرة.

نظرة واحدة ألقيتها على القصر، فجرت داخلى مشاعر الحزن والألم، فهو يعانى الآن من هبوط فى أرضيته، وتشققات فى جدرانه، وانتشار الرطوبة بشكل عام؛ ما أدى إلى سقوط دهانات أجزاء عدة من القصر، خاصة فى الدور العلوى للقصر.

كما تدهورت الحالة الفنية للشرفة الحجرية بالدور الثانى، المحيطة بكامل الواجهة الرئيسية، حتى باتت معرضة للانهيار، كما سقط القرميد الذى يغطى الشرفات أعلى القصر.

يعد فنار البرلس واحدا من أشهر الأماكن الأثرية فى مصر، ويقع بقرية الشيخ مبارك، بمركز بلطيم، ويطل مباشرة على البحر المتوسط، وصدر قرار تسجيله أثرا رقم 716 فى سنة 1999، تم نقل تبعية جسم الفنار وملحقاته المعمارية، والأرض المقام عليها، من الهيئة المصرية للسلامة الملاحية، هيئة الموانئ والمنائر سابقا، إلى وزارة الثقافة، بقرار جمهورى رقم 123 لسنة 1999، كما صدر للأثر قرار ضم حرم، من اللجنة الدائمة للآثار بتاريخ 27 أغسطس 2006.

ويرجع الفنار إلى عصر الخديو إسماعيل فى القرن 19 وهو عبارة عن شكل هرمى مثلثى معدنى، يرتكز على ثلاث قوائم، ويبلغ ارتفاعه ٥٥ مترا تقريبا ومثبت على قاعدة مستديرة، فى المنتصف، يبلغ وزنها 40 طنا تقريبا، ومصنوعة من الرصاص؛ لتكون مقاومة للعوامل الجوية كالرطوبة والحرارة والاهتزاز.

فنار البرلس يمثل تحفة نادرة، ورغم ذلك لا يلقى العناية اللازمة، ما جعله بحاجة إلى ترميم شامل، ويذكر أن آخر عملية ترميم له كانت عام 1967، بمعرفة الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية.

ومن بين الآثار المهملة فى كفر الشيخ نجد جامع محمد المغازى، الذى يقع بقرية سيدى غازى التى تبعد 20 كم شرق مدينة كفر الشيخ، وتم تسجيله أثرا برقم 74 لسنة 1988 وأنشأت هذا الجامع «خوشيار هانم»، والدة الخديو إسماعيل، المشهورة بـ«الوالدة باشا»، فى عام 1284هـ/ 1868، حيث سجل ذلك بنص تأسيسى أعلى فتحة الباب الرئيسى، وهو تحفة معمارية فريدة ويتميز بنقوشه ومئذنته وقبته ومدخله، وعن حالة المسجد كأثر حدث ولا حرج، فبه شرخ نافذ من الخارج فى الجدار الجنوبى الشرقى، وبعض الشروخ النافذة من الخارج فى الجدار الشمالى الغربى ناحية الميضأة، علاوة على تساقط بعض أجزاء من البلاط فى دخلات الشبابيك نتيجة الرطوبة والأملاح.

سريعا انتقلنا إلى مدينة «بيلا»، التى كانت قرية تابعة لمديرية الغربية، يوجد بها أبعادية خوشيار هانم والدة الخديو إسماعيل، وكذلك مسجد سالم البيلى أبوغنام والذى يتوسط مدينة بيلا، وتم تسجيله برقم 512 لسنة 2001، وأنشئ سنة 1320هـ -1892، وتسبب ارتفاع نسبة الرطوبة والأملاح، إلى تساقط طبقات الملاط فى أجزاء عديدة من جدران المسجد، مع انتشار الشروخ الرأسية والتنميل بجدرانه من الخارج والداخل.

سريعا انتقلنا لمدينة «فُوة»، بضم الفاء وتشديد الواو، وهى قريبة من الإسكندرية، مدينة كبيرة وقديمة من مدن مصر، بمركز دسوق، وتقع على الشاطئ الشرقى لفرع رشيد، وتضم فوة مصنعا لنسج القطن، وورشة لصناعة الطرابيش، وكانت لها شهرة أيام محمد على باشا، وفى خارجها يقع قصر الست بيزادة، مرضعة «سر عسكر» والد الخديو، ولها بها أبعادية أخرى.


قصر "فريال" يتحدى الزمن

ومن كفر الشيخ إلى طنطا، حيث يقف قصر الأميرة فريال فى شارع المدارس، متحديا الزمن، بعد صدور قرار تسجيله كأثر برقم 617 عام 1999، وهو مملوك لأسرة توكل الشامية، وأطلق عليه اسم روضة فريال، تيمنا بالأميرة فريال ابنة الملك فاروق.

ولهذا القصر أربع واجهات، أهمها الواجهة الشمالية، والتى يوجد بها المدخل الرئيسى، وهذه الواجهات حافلة بالزخارف النباتية والهندسية والأشكال الآدمية ورءوس الأسود، ويتكون من أجنحة عدة، منها الحرملك وهو جناح الأسرة، والسلاملك وهو جناح الضيوف، وهناك جناح آخر صغير للخدم، ويقع المطبخ فى الركن الشمالى الشرقى للقصر.

القصر بات فى حالة يرثى لها بعد انتشار الشروخ العميقة فى واجهاته بالكامل، وكذلك تصدعات الردهة الداخلية بالطابق الأول، وأيضا ارتفاع نسبة المياه الجوفية فى جدران البدروم؛ ما أدى إلى تصدع الجدران فى الطابق الأرضى بأكمله، وانهيار أجزاء من سقف الطابق الثالث، وسقوط حديد التسليح.


مساجد على وشك الانهيار

من قصور العائلة العلوية فى طنطا، أيضا، نجد قصر إسماعيل باشا صديق، وقصر حسين باشا صبرى، وقصر فاضل باشا، وقصر هلال بك، وقصر محمد بك الصيرفى، وقصر محمد بك حمودة. وتضم طنطا العديد من المساجد التى لم يسجل بعضها أثريا حتى الآن، مثل مساجد «الشيخ مرزوق، الشيخ إمام القصبى، سيدى عز الرجال، الشيخ مسعود، سيدى نوار، الشيخ حمزة، الغمرى، سيدى محمد البابلي، الجيارين، الصول».

وأول ما تقع عليه عيناك عند دخولك طنطا هو «السبيل الأحمدى»، والذى يقع بمواجهة الجامع الأحمدى من جهة الشمال الشرقى، والذى تم تسجيله أثرا برقم 1035.

السبيل الأحمدى أنشأه محمد على باشا، وله واجهة نصف دائرية تمت تكسية جدرانها بتكوينات زخرفية دقيقة من الرخام الأبيض، وتنقسم الواجهة إلى ثلاثة أقسام، أولها كتلة المدخل، والثانى شبابيك التسبيل للمارة، فيما يتمثل القسم الثالث فى شباك التسبيل الخاص بالدواب، ويفضى مدخل السبيل إلى ممر مستطيل الشكل، سقفه من الخشب، ينتهى بحجرة صغيرة تستخدم كدورة مياه، وهو الآن فى حالة سيئة، بحاجة لتدخل سريع، بعد أن انتشر النحر فى بعض أجزاء الواجهة الرخامية، وتساقطت بعض قطع السرة.

مسجد عز الرجال، والمقام فى زقاق سيدى عز الرجال، المتفرع من شارع البورصة، وتم تسجيله أثرا برقم 648 عام 2000، وبناه عباس حلمى الثانى، وله واجهة واحدة فقط، وتحيط المنازل بالمسجد من جوانبه الثلاثة، وتقع هذه الواجهة فى الناحية الشمالية الغربية وتعد الواجهة الرئيسية للمسجد، ونقشت عليها كتابة تتضمن النص التأسيسى للجامع، منفذة بالخط الثلث البارز، وباللون الأبيض على مهاد أخضر، ونصها كما يلى: «أنشئ هذا المسجد فى عصر خديو مصر عباس حلمى الثانى، أدام الله أيامه سنة 1321هـ».

ضريح المسجد عبارة عن غرفة مربعة، يغطيها قبة عميقة مزخرفة بزخارف زيتية هندسية، ومنطقة انتقال القبة عبارة عن خمسة صفوف من المقرنصات، وأسفل منطقة الانتقال، يوجد شريط كتابى زخرفى بآيات من سورة النور، يتوسطها مقصورة خشبية حول قبر عز الرجال.

الأثر لم يسلم هو الآخر من يد الإهمال البطاشة، حيث ارتفعت نسبة الرطوبة والأملاح فى الواجهة، خاصة فى الجزء الأيسر منها، تآكل بعض أحجارها، كما تعرضت أربعة شبابيك للمسجد، والمطلة على شارع الخان للحريق، وسقوط اثنتين من الشرفات الحجرية أعلى المدخل.

انتقلنا إلى واحد من أكثر الأماكن شهرة فى العالم الإسلامى، وهو المسجد الأحمدى، وتعتبر الزاوية التى بناها عبدالمتعال الأنصارى، 675هـ - 1276، هى الأساس لهذا المسجد وتشتمل على عمارة الزاوية والضريح، وهى أصل المسجد وتم بناء جامع كبير المساحة فى عهد الملك الأشرف قايتباى، وتم تجديده فى عهد على بك الكبير، وأقيم على سقفه ثلاث قباب.

حظى المسجد بعناية فائقة فى عصر عباس باشا الأول 1264هـ - 1848م، واستكملت عمارة المسجد فى عهد الخديو إسماعيل ١٢٨٠- 1297هـ، وقام بتحسين الجامع وتقوية مبانيه الخديو عباس حلمى الثانى 1328هـ.

وهو عبارة عن قبة ومقصورة أحمد البدوى، وتم تحويل المربع إلى مثمن عن طريق عدة صفوف من المقرنصات، يعلوها رقبة القبة، ويتخللها عدة نوافذ للإضاءة والتى تحمل خوذة القبة.

يحتاج المسجد لتدخل من الآثار لترميمه، فشبابيك الأضرحة فى حاجة إلى معالجة وترميم دقيق، والمئذنة فى حالة سيئة وتحتاج إلى ترميم معمارى، بينما المقاصير الخشبية فى حاجة إلى ترميم دقيق.


سمنود بلد السحرة

من طنطا إلى سمنود وهى بلدة قديمة، وتعد من أعظم بلاد مديرية الغربية، وتقع على الشاطئ الغربى لبحر دمياط، وذكر ابن إياس أن المقصود بقول الله تعالى فى سورة الشعراء «وابعث فى المدائن حاشرين»، مدينة سمنود، حيث إنها كانت مقرا ومنبعا للسحرة الذين آمنوا بموسى عليه السلام.

فى سمنود يقع قصر على سيد أحمد غنيم، بشارع عقيل، وتم تسجيله برقم 2698 فى 17/8/ 1998م، ويرجع القصر إلى فاطمة أحمد شنن، زوجة السيد على سيد أحمد غنيم، شيد بالطراز المعمارى الحالى، وهو عبارة عن مبنى مستطيل الشكل يقع مدخله بالجهة الشمالية، وله حديقة جميلة، وعلى جوانبها توجد بعض الحجرات، التى كانت تستخدم لأغراض خاصة بالقصر.

استغل القصر فى السابق كمركز شرطة لسمنود، ثم سجل مدنى سمنود، وتم تسليمه للأوقاف، وهو مغلق إلى الآن. ولم يتم الاهتمام به، حتى سكنته الخفافيش.


جامع القاضي حسين

فى شارع القاضى حسين، بالجهة الشمالية المطلة على نهر النيل بمدينة سمنود، يقع جامع القاضى حسين، والذى سجل برقم 244 فى 17/5/ 2000م، وأنشأه القاضى حسين، وهو من أعيان سمنود وتم تجديده على يد على بيك البدراوى 1285 هـ.

ويحتفظ هذا المسجد بمعظم عناصره الأصلية، وهو من المساجد المعلقة النادرة بوسط الدلتا، ويضم كُتابا يقع مدخله على يسار المدخل الرئيسى، وهو عبارة عن فتحة باب يؤدى إلى سلم من الطوب والخشب، يصعد بواسطته إلى قاعة الكُتاب، التى تعلو ثلاثة حوانيت، تشغل باقى الواجهة من الشرق، ومنه يصعد إلى سطح المسجد.

انتشرت الشروخ الغائرة النافذة بالضريح، نظرا لميل المنزل المجاور على القبة الضريحية؛ ما أدى إلى صلبها بالسقالات المعدنية، وتسوس وتشقق مقصورة الضريح والروابط الخشبية للمسجد، واعوجاجها، كما أن الكُتاب أعلى المسجد فى حاله سيئة حيث سقطت أجزاء من السقف الخشبى، علاوة على وجود تسوس وتشقق بالبراطيم الخشبية للكُتاب وصدأ فى المصبعات المعدنية لشبابيك الكتاب.


قية ومئذنة داود العزب

داخل الكتلة السكنية بقرية تفهنا العزب بمركز زفتى تقع قبة ومئذنة داوود العزب، وسجلت بقرار صدر فى 6/8/2012، أنشأها داوود بن مرهف، وينتهى نسبه إلى السيد محمد بن الحنفية، ولد فى سنة 607 هـ، وقدم إلى مصر من بلاد الحجاز، وأقام بقرية تفهنا العزب، وتوفى فى سنة 668 هـ.

أنشئ المسجد فى سنة 668 هـ، وقد مر بعدة مراحل للتجديد، آخرها كما ذكر باللوحة الرخامية التى تعلو باب القبة التى تشمل أبيات شعر تنتهى، بتاريخ 1287 هـ - 1870 م.

وتساقطت بفعل عوامل الرطوبة والتعرية، وعدم الصيانة، طبقات الدهان فى جدران القبة ومناطق الانتقال من الخارج، كما تآكلت طبقات الملاط حول شبابيك القبة من الداخل، مع تسوس وتآكل أخشاب النوافذ، تساقط بعض طبقات الملاط فى أحد أركان قاعدة المئذنة، ووجود بعض تجمعات الرطوبة فى قاعدة المئذنة.


المسجد العباسي بـ"شبين الكوم

وسط الدلتا تقف مدينة «شبين الكوم» عاصمة محافظة المنوفية شامخة، كواحدة من المدن القديمة فى مصر، وكانت هذه المدينة موضع اهتمام من محمد على باشا، فأنشأ بها فابريكة لنسيج القطن والكتان، وأخرى لصناعة الطرابيش، وكان بها قصور وأبنية وبها وابوران أحدهما لحلج القطن، والآخر للحلج والطحن.

وأول آثار هذه المدينة، هو مسجد العباسى، والذى يطل على شارع بورسعيد، وجمعية الشبان المسلمين، ومن الشرق شارع أحمد ماهر ومن الغرب مستشفى الهلال الأحمر، وتقرر تسجيله بالقرار رقم 4830 لسنة 2001م، وبناه الخديو عباس حلمى الثانى 1315هـ - 1879م.

يزخر منبر المسجد بحشد كبير من الزخارف النباتية والهندسية، وله قاعدة مستطيلة تبرز عن باب المقدم مكونة بذلك درجة مربعة زينت جوانبها بزخارف محزوزة ومحفورة لأشكال هندسية وأخرى لأسهم متعاقبة.

وتساقطت طبقة الملاط أسفل معظم جدران المسجد، مع وجود نحر فى معظم قواعد الأعمدة، نتيجة الرطوبة، وتسرب مياه الأمطار من سقف المسجد؛ بسبب سوء عزل السطح وسوء حالته.

وهناك تشققات طولية بالبراطيم الخشبية بسقف المسجد أدت إلى تساقط بعض الزخارف الملونة، وتحتاج الآثار المنقولة بالمسجد إلى ترميم دقيق.

مسجد العمر بأشمون

تقع أشمون على الشاطئ الشرقى لبحر رشيد، ومن أهم آثارها مسجد العمر، والذى تقرر تسجيله برقم 52 لسنة 1988م، وأنشأه محمد جركس، عام 1152هـ، وتم بناء المسجد فوق تل أثرى يسمى بنفس الاسم.

بالنظر إلى المئذنة التى تقع فى الجهة الجنوبية الغربية، نجد أنها تتكون من ثلاثه طوابق، ثم قمة المئذنة على شكل القلة المملوكية الطراز، وارتفاع نسبة الرطوبة والأملاح أدى إلى سقوط جزء من طبقة الملاط أسفل الجدار الشمالى الغربى من الخارج، علاوة على وجود تنميل فى معظم جدران المسجد، وخصوصا الجهة الشمالية الشرقية، أعلى الباب من الخارج.

سبيل رمضان

إلى قرية إبيار التى تقع فى شمال غرب طنطا، وبها قصور مشيدة وتاريخها ممتد منذ الفراعنة، ويعتبر سبيل رمضان أحد أشهر معالم القرية وهو مسجل برقم 690 لسنة 1999، وأنشأه الشيخ محمد بن حسين رمضان، وهو من أعيان بلدة إبيار وذلك فى سنة 1297هـ، وهو عبارة عن حجرة تسبيل، ويقع فى وسط واجهة العقار، الذى أوقفه الشيخ محمد بن حسين رمضان، كما أنه جزء لا يتجزأ من العقار.

فى قرية برما، إحدى قرى طنطا يقع مسجد الحمايدة الذى صدر قرار تسجيله أثرا برقم 225 لسنة 1988م، وأنشأه محمد بك حمودة بن شمس الدين بك حمودة، والذى ينتهى نسبه إلى محمد الحسن نجل الإمام على كرم الله وجهه سنه 1283هـ - 1866م وتعد الواجهة الشمالية الغربية هى الواجهة الرئيسية للمسجد، وتقسمها كتلة المدخل إلى قسمين متماثلين تماما، من حيث التكوين المعمارى والزخرفى، كما أن منبر المسجد مصنوع من خشب الزان، والعزيزى دقيق الصنع، بأشكال وزخارف. وفى محلة مرحوم حطت رحالنا، تلك القرية التابعة لمديرية الغربية، وما زالت هذه القرية تحتفظ ببعض آثارها الإسلامية حتى الآن، ومنها المسجد العمرى الكبير، ومسجد وضريح الجوهرى، ومسجد العلامية الذى أزيل فى 1965م، وبهذه القرية عدد من الأضرحة مثل: «المراعى، الغريب، زين العابدين، الشهداء، الكومى، العلامية، والجوهرى». ومن آثارها الباقية مدرسة بن بغداد، وباب الجامع العمرى الكبير، وكذا من الآثار التى تحتاج للتسجيل مسجد المراعى، ومئذنة مسجد الجوهرى، وباقية المسجد العمرى.