على أرض سيناء الطاهرة قام جيش مصر العظيم بمعركة بوجه جديد، لقن فيها دروسا قاسية للإرهاب ورجاله، وكان السبب الفنى والعسكرى لانتصار جيش مصر العظيم أنه اختار أن يبادر بالهجوم بدلا من الدفاع، فاستطاع بذلك أن يقهر العدو.
نحن نعلم أن شرذمة من المتطرفين من جنسيات مختلفة استطاعت أن تتسلل إلى أرض مصر، لتعيث فسادا فى سيناء، وفى المرحلة الأولى من المعارك تصرف الجيش بحزم، لكن دون قسوة، وبعد مدة من الزمن توصلت قيادة هذا الجيش ونخبة من أهل سيناء إلى أن الموقف يحتاج إلى قسوة فى المواجهة، لتعطى درسا لهؤلاء الذين لا يفهمون إلا لغة القوة، ومهما طال الوقت فإن النتيجة يعرفها مقدما خبراء المعارك، وأنها لا بد أن تنتهى بهزيمة الإرهابيين المتطرفين وبقهرهم على يد أبطال جيش مصر.
«حق الشهيد» هذا العنوان الذى اختاره جيش مصر لمعركة لا خيار فيها غير النصر، لنكرم جميعا حق وشرف شهدائنا الذين اعتدى عليهم المجرمون وسفاكو الدماء.
كلما تذكرت ضابطا من القوات المسلحة أو أحد أفراد الشرطة وهم يشيعون جنازته يمتلئ قلبى حزنا وعقلى غضبا بأن يدفع هؤلاء وأهلهم ثمنا غاليا بعد أن أدوا واجبهم من أجل الوطن.
وكل طلقة قتلت هؤلاء الأبطال سجلت كجريمة لا تغتفر، وانضم قلب كل مواطن منا إلى أبناء وزوجات وأمهات هؤلاء الشهداء.
وأنا على ثقة أن على رأس من ملأهم الحزن لفقدان ضحايا الإرهاب هو رئيس الدولة الذى اعتبر نفسه أبا لهؤلاء الشهداء الذى يكن لهم كل التقدير لبطولتهم.
بقى أن نقول إن أرض سيناء وكل شبر فيها وكل حبة رمل فيها غالية علينا، وجزء لا يتجزأ من معركة الكرامة لتحرير الوطن.
بقى أمام هذه المعارك أن نعطى أهمية للرأى العام والإعلام، وحينما أقول الرأى العام فإننى أعنى دعم وتقوية الوعى لدى المواطنين أن الخطر يقتضى القدرة على التصدى للإرهاب والإرهابيين.
فتكون هناك يقظة لما يجرى فى الشارع المصرى، ويصبح كل مواطن هو العين الأمنية، ليحمى نفسه ويحمى أخاه من الخطر الذى يهددهما.
أما الإعلام فدوره بالغ الأهمية، لأنه بمثابة إنذار مبكر، والمقال ليست به مساحة لنشرح بإسهاب كل خلفيات الأخطار الأمنية فيعلم المواطن مكانه من الأحداث.
وكذلك خلفية العرض التليفزيونى للأحداث تعطى صورة حية للمخاطر التى تهدد الجمهور.
وقد يكون مفيدا هنا أن نتوقف أمام ثقافة الأمن، ونعود إلى أهمية الكتاب الذى يعطى بإسهاب صورة حية لقصص تهديدات الإرهاب وفلسفة أخطار الأمن وتهديداته.
إذن ثقافة الأمن هنا تعنى مرة أخرى دعم وعى المواطن، وهناك نوع آخر من تشجيع وعى وثقافة المواطن لحماية الذات بالصور الحية مثل «الفيديو» الذى يعطى صورة تجذب انتباه المشاهد للمخاطر حوله.
عودة إلى حق الشهيد الذى برر وجها جديدا لمعركة كبرى تنتقم لحق الشهيد.. إن حق الشهيد لن يتنازل عنه مواطن واحد، ولن يتنازل أيضا عن حقه فى أن يخوض معركة كبرى تشفى غليل الأهل والأحباب والأبناء والزملاء.
الشهيد أيها الإخوة سيدخله الله جناته، جزاءً لما قدمه إلى وطنه والثمن الذى دفعه من حياته وعمره بعمل جبان لن يغتفر.
لن ننسى هذا التعبير الغالى علينا جميعا «حق الشهيد»، وتحيه إكبار وإجلال للقوات المسلحة فى أن تعطى هذا العنوان المشرف لشهداء هذا الوطن.
ماذا يمكن أن نقول عن حقنا فى أن الانتقام لحق الشهيد... هذا حق لا خلاف عليه ولن نختلف عليه.. حينما يدفع الشهيد ثمنا لا سيما إذا كان بطلا، فلا نملك إلا أن ندعو له بالرحمة والجنة، وأن نذكره فى كلماتنا وفى الاعتراف بجميله لما أداه للوطن.
الشهيد جزء طاهر من هذا الوطن له علينا حق التقدير والاحترام، وأن نقدمه كنموذج إلى شبابنا لكى يحتذى به.