أمام المنتج السبكى فرصة ذهبية لإنتاج فيلم انتخابى سياسى يستطيع به إزالة جميع ذنوبه السابقة عن الأفلام التى أنتجها وأثارت عليه حالة من الغضب والهياج، خصوصا فيلم «حلاوة روح»، وأن يكرر تجربة الفيلم الشهير «عمر وسلمى» للنجم تامر حسنى، والنجمة الشابة مى عزالدين، وإنتاج فيلم بعنوان «سمير وسما».
وقصة فيلم «سمير وسما» ستكون قصة حقيقية يتابعها الآن بشغف واهتمام كبيرين غالبية المصريين الذين يتابعون المشهد الانتخابى، خصوصا على أرض الجمالية ومنشأة ناصر، بعد ترشح الفنانة سما لخوض انتخابات مجلس النواب بدلا من دائرة عابدين، ووجود حالة من الغضب من بعض أبناء الجمالية، رافضين ترشح سما وقيام المحامى الشهير سمير صبرى وليس الممثل الشهير سمير صبرى بإعلان الحرب القضائية على المرشحة سما.
فالمحامى سمير صبرى قرر أن يفرغ وقته ويجهز كل أسلحته لخوض هذه الحرب، من أجل إبعاد سما عن حلبة الصراع الانتخابى فى مسقط رأسه أرض الجمالية، باعتبارها أرضا مقدسة طاهرة لا يجوز تدنيسها بأقدام المرشحة سما، وطل علينا عبر الفضائيات متوعدا سما بقرار وحكم قضائى رادع ورفض ترشيحها، حاملا معه الكليبات الخاصة بها لإقناع المحكمة.
وكانت المفاجأة الصاعقة فى الجولة الأولى من تلك الحرب هى رفض القضاء الإدارى طعن سمير صبرى، والانحياز إلى حق المرشحة والمواطنة المصرية سما فى الترشح، لعدم مخالفتها شروط الترشح التى ثبت أن المحامى القدير يجهلها، وأنه يخوض حربا خاسرة لا جدوى منها، ولا هدف من ورائها، خاصة أن قرار نجاح سما فى يد المواطنين والناخبين على أرض الجمالية، وجاءت حيثيات الحكم القضائى لصالح سما بمثابة لطمة للمحامى سمير صبرى.
وبدلا من توقف الحرب وغلق هذا الملف من جانب المحامى سمير صبرى، فقد قرر الاستمرار فى الحرب ضد سما، وعدم الاستسلام تحت شعار خسرت جولة، ولم أخسر الحرب وأنا وسما والزمن طويل، لجأ المحامى إلى المحكمة الإدارية العليا، لعله يحقق الانتصار المفقود، ويرفع رايات النصر على أبواب الجمالية، ويسير فى شوارعها منتصرا ومحمولا على الأعناق تحت راية قاهر سما.
ويستطيع السبكى أن يضيف فصولا جديدة لقصة هذا الفيلم على طريقة الفلاش باك، لكى يعرف المشاهد سر هذه الحرب من جانب المحامى سمير ضد سما، وما هى العلاقة الغامضة السابقة؟ وهل هناك أنثى أخرى مجهولة خصوصا أن الأنثى المجهولة هى المطربة المغربية أو التونسية نجلاء صاحبة أغنية الحصان التى طردت من مصر، وكان سمير صبرى محاميا لها ومدافعا عنها وليس عن الحصان.
فمن حقنا أن نلوم المحامى سمير صبرى وهو محامى نجلاء «بتاعة الحصان» ويدافع عنها وعن حصانها، حتى لو أصبح الحصان رمزا انتخابيا لها إذا فكرت خوض الانتخابات وحررت توكيلا للمحامى لتقديم أوراقها، لأنه يهاجم ويرفض أن يكون محاميا لسما بتاعة الشبشب، كما قال فى عريضة الدعوى المقدمة منه ضد سما، والمطالبة باستبعادها، وربما لو حصلت على رمز الحصان لتراجع عن موقفه ووقف فى صفها.
ففيلم «سمير وسما» هو النسخة السياسية لفيلم «عمر وسلمى»، رغم أن الفيلم الثانى أكثر تشويقا وضحكا وإثارة، لكن فيلم «سمير وسما» يثير الاشمئزاز من بطله المحامى سمير صبرى الذى اختار هذا الدور داخل سيناريو الفيلم، ورفض كل المحاولات للتخلى عن دور البطولة فيه، مؤكدا أن هذا الدور لا يصلح لأحد من المحامين غيره، وأصبح متخصص «نجلاء بتاعة الحصان» و«سما بتاعة الشبشب».
حرب «سمير وسما» وهى حرب طويلة وممتدة، وربما نسمع تبريرا لها من جانب المحامى سمير صبرى بأنها حرب حق الناخبين أو حق المشاهدين، وأن المحامى يخوض هذه الحرب تحت شعار «لا تراجع ولا استسلام»، بينما المرشحة سما تتمسك بحقها الدستورى والقانونى فى الترشح، وأن الفصل الأخير من هذه الرواية لم يُكتب بعد حتى الآن.
ويستطيع السبكى بحرفته السينمائية أن يضيف بعض المشاهد على هذا الفيلم الانتخابى، لكى يجذب إليه مزيدا من المشاهدين على طريقة «حلاوة روح»، وأن تكتب كلمة النهاية «وسمير وسما حبايب ويعيشوا فى تبات ونبات ويخلفوا صبيان وبنات»، أو نهاية أخرى يجلس فيها المحامى العجوز الكهل أمام باب مجلس النواب وهو يقول «أنا وانتى يا سما والزمن طويل».