صار من العادى أن نقرأ عبارات الرفض المتشنجة من البعض والسعى لجمع توقيعات لدعم هذا التشنج، فالرفض حق بل هو واجب عندما يستند إلى أسباب جوهرية، وفى حالة توزير الكاتب والباحث حلمى النمنم وتكليفه وزيرا للثقافة كنت أظن أن قراءة المثقف لدلالة الاختيار سترتبط بموقف النمنم الفكري من جماعات التأسلم السياسي، وأن توجه الدولة نحو مقاومة جذور التطرف قد بانت له علامة باختيار النمنم.
ولكن الغريب هو ما حدث من هجوم على النمنم منذ لحظة إعلانه وزيرا وإغفال منتقديه عن عمد التفكير فى رسالة اختياره هو بالتحديد، وهى فى ظنى رسالة واضحة على مستوى الداخل لجماعات السلفيين الذين اعتقدوا أن الدولة قد طابت لهم بصمتها عنهم فى الفترة الأخيرة، كما أنها رسالة للمحيط الخليجى الذى مازال يعتبر محمد بن عبدالوهاب مؤسس الوهابية قادرا على اختراق بلادنا، ولعل هجوم بعض الكتاب العرب على توزير النمنم بسبب خصومته التاريخية مع فكر ابن عبدالوهاب يعطينا مؤشرا على سلامة ودقة اختيار اسم وزير الثقافة فى هذه المرحلة المصيرية التى تتشكل فيها ملامح الأوزان النسبية للدول العربية.
لم أعرف حلمى النمنم بشكل شخصى ولا تربطنى أى مصالح نفعية بوزارة الثقافة، لذلك أزعم أن شهادتي غير مجروحة وأستطيع القول تأسيسا على ذلك إن قيام المثقف بالنقد ضرورة من أجل التطور ولكن أن يتحول المثقف من ناقد موضوعى إلى سياسى محترف لا يرى من المشهد إلا ما يريد أن يراه هو دون اعتبار لسياقات عامة فهنا مكمن الخطر، فالمعروف هو أن المثقف صاحب رؤية شاملة للكون والحياة، وعندما تصادم الإخوانجية مع تلك النظرة وجاءوا بوزيرهم استطاع المثقف المصرى أن يدق أول مسمار فى نعش الإخوان باعتصامه فى الزمالك ضد الوزير المتأخون.
وحالة حلمى النمنم لا شك أنها مغايرة تماماً سواء للنبوى الذى رحل غير مأسوف عليه أو وزير الثقافة الإخوانجى الذى نسيت اسمه، تابعت اسم حلمى كثيراً فى أصعب الملفات التى تناولت الإسلام السياسي، ولم أتابعه كرجل دولة موظف ومسئول فى بعض هيئات وزارة الثقافة، وأرى أنه من العادى أن يختصم الموظفون بعضهم بعضاً، ولكن غير العادى هو أن يختصم المثقف مشروعاً للتنوير، هنا سوف تضيق المساحة وتتغير البوصلة وبالتأكيد سوف يحصد خصوم الحياة ثمارا من تلك المعارك.
وهنا أقول.. لقد دفعتنا سذاجتنا ذات يوم لنقف طوابير على مداخل ميدان التحرير ليفتش حقائبنا صبيان الإخوان بل كنا نسلم لهم بطاقة إثبات شخصيتنا طواعية.. حدث ذلك فى يناير ٢٠١١، خضنا معركة بدون قيادة ولا تنظيم ولا رؤية فكان من الطبيعى أن يتم ابتذال معنى النضال، وما أشبه اليوم بالبارحة، حيث اختار البعض منا الرفض القاطع فى الموعد الخطأ والمؤكد أن العكس ليس صحيحاً حيث لا قبول قاطع عند من يشغل ذهنه بالصورة العامة لمجريات الأمور، فالرفض القاطع عند البعض أتمنى أن لا يكون سذاجة مشابهة لما مضى، وعلينا جميعاً أن نسأل أنفسنا قبل الصراخ والتشنج فى وجه من هو على دربنا كحلمى النمنم.. من المستفيد من الهجوم على وزير قامت قوى الرجعية فى الخليج بالهجوم عليه؟
فقط.. نتمهل ونمد أيادينا للتعاون والعمل.. وقليلاً من التفاؤل قد يصلح ما أفسده الزمن.
ولكن الغريب هو ما حدث من هجوم على النمنم منذ لحظة إعلانه وزيرا وإغفال منتقديه عن عمد التفكير فى رسالة اختياره هو بالتحديد، وهى فى ظنى رسالة واضحة على مستوى الداخل لجماعات السلفيين الذين اعتقدوا أن الدولة قد طابت لهم بصمتها عنهم فى الفترة الأخيرة، كما أنها رسالة للمحيط الخليجى الذى مازال يعتبر محمد بن عبدالوهاب مؤسس الوهابية قادرا على اختراق بلادنا، ولعل هجوم بعض الكتاب العرب على توزير النمنم بسبب خصومته التاريخية مع فكر ابن عبدالوهاب يعطينا مؤشرا على سلامة ودقة اختيار اسم وزير الثقافة فى هذه المرحلة المصيرية التى تتشكل فيها ملامح الأوزان النسبية للدول العربية.
لم أعرف حلمى النمنم بشكل شخصى ولا تربطنى أى مصالح نفعية بوزارة الثقافة، لذلك أزعم أن شهادتي غير مجروحة وأستطيع القول تأسيسا على ذلك إن قيام المثقف بالنقد ضرورة من أجل التطور ولكن أن يتحول المثقف من ناقد موضوعى إلى سياسى محترف لا يرى من المشهد إلا ما يريد أن يراه هو دون اعتبار لسياقات عامة فهنا مكمن الخطر، فالمعروف هو أن المثقف صاحب رؤية شاملة للكون والحياة، وعندما تصادم الإخوانجية مع تلك النظرة وجاءوا بوزيرهم استطاع المثقف المصرى أن يدق أول مسمار فى نعش الإخوان باعتصامه فى الزمالك ضد الوزير المتأخون.
وحالة حلمى النمنم لا شك أنها مغايرة تماماً سواء للنبوى الذى رحل غير مأسوف عليه أو وزير الثقافة الإخوانجى الذى نسيت اسمه، تابعت اسم حلمى كثيراً فى أصعب الملفات التى تناولت الإسلام السياسي، ولم أتابعه كرجل دولة موظف ومسئول فى بعض هيئات وزارة الثقافة، وأرى أنه من العادى أن يختصم الموظفون بعضهم بعضاً، ولكن غير العادى هو أن يختصم المثقف مشروعاً للتنوير، هنا سوف تضيق المساحة وتتغير البوصلة وبالتأكيد سوف يحصد خصوم الحياة ثمارا من تلك المعارك.
وهنا أقول.. لقد دفعتنا سذاجتنا ذات يوم لنقف طوابير على مداخل ميدان التحرير ليفتش حقائبنا صبيان الإخوان بل كنا نسلم لهم بطاقة إثبات شخصيتنا طواعية.. حدث ذلك فى يناير ٢٠١١، خضنا معركة بدون قيادة ولا تنظيم ولا رؤية فكان من الطبيعى أن يتم ابتذال معنى النضال، وما أشبه اليوم بالبارحة، حيث اختار البعض منا الرفض القاطع فى الموعد الخطأ والمؤكد أن العكس ليس صحيحاً حيث لا قبول قاطع عند من يشغل ذهنه بالصورة العامة لمجريات الأمور، فالرفض القاطع عند البعض أتمنى أن لا يكون سذاجة مشابهة لما مضى، وعلينا جميعاً أن نسأل أنفسنا قبل الصراخ والتشنج فى وجه من هو على دربنا كحلمى النمنم.. من المستفيد من الهجوم على وزير قامت قوى الرجعية فى الخليج بالهجوم عليه؟
فقط.. نتمهل ونمد أيادينا للتعاون والعمل.. وقليلاً من التفاؤل قد يصلح ما أفسده الزمن.