الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

إخوان "الجحيم"..!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تماماً وكعهدهم دائماً، فشل الإخوان في شل القاهرة، وخاب مسعاهم في مترو الأنفاق تحت الأرض، كما فشلوا من قبل في شل حركة المرور، فوق الأرض، ولم يبق لهم إلا تجريب “,”الجو“,”، فيستريحون ويريحون!.
تماماً وكعهدهم دائماً، تتضاءل الحشود الإخوانية يوما بعد يوم، وجمعة إثر أخرى، من المليارية التي دعت إليها جريدة “,”الحرية والعدالة“,” يوماً، إلى المليونية التي كانت في ضيافة حديقة حيوانات الجيزة، ولم تزد على عُشر المطلوب، إلى “,”الألفونية“,” التي استمرت بعض الوقت حتى توقفت حنفية قطر عن الجريان بالدولار، فأصبحت مئوية، وكثرت فيها نساء الجماعة، درّاً للإشفاق، ووصلت إلى عشروية البائسين، الذين لا زالوا يرون مرسي في كوابيسهم مرتديا “,”التي شيرت“,”، وحليق الذقن، في مكان ما من القاهرة الكبرى، ينتظر وجبة العشاء بـ “,”البط والفريك“,”.
ويتساءل البعض: ألا يملون ؟.
لكن المتسائل لا يعرف فداحة الصدمة التي لا زالوا يعانون منها حتى الآن، بعد حلم طوله أكثر من ثمانين عاما، وسرقتهم للثورة ولدم شهدائها، ووصولهم إلى كرسي الحكم البديع، الذي يملك قوى سحرية هائلة، والذي بواسطته يستطيع الجالس فوقه أن يفعل ما يريد، سواء أكان ذلك الفعل أخونة، أو جباية أموال من خزائن رجال الأعمال، بحجة التصالح الضريبي، أو من خزائن البنك المركزي، أو من إيراد القناة اليومي، وبعد أن استتب لهم أمر الحل والعقد، وبدأوا في فعل ما يريدون لدرجة تزوير التاريخ في الكتب المدرسية، في مثل جريمة التربية الوطنية، حيث كان الطلاب سيدرسون يوما ما أن محمد مرسي وعصام العريان وسعد الكتاتني هم مفجرو وقادة ثورة يناير 2011، وأنهم – في منصة رابعة - جاءوا لإحياء دولة الخلافة التي تعيش خمسمائة عام ويزيد !.
والمتسائل لا يعرف الخسارة البالغة التي ألمّت بالتنظيم، فجن جنونه وتحول في أيام من جماعة دعوية إلى جماعة إرهابية، يطاردها الجيش والأمن والمخابرات، بل والشعب نفسه، للتخلص من أعراضها السرطانية التي أصابت عدة آلاف، فنقلوا عدواها لأقاربهم وأسرهم دون وازع من ضمير، ففسد جسدهم كله وأصبح بلا مناعة أمام أي أمر، حتى لو كان هذا الأمر لهم بالموت في سبيل المرشد الذي لم يقاوم اعتقاله، ويقاتل من أجل قضيته التي جعل الغلابة يؤمنون بها، حتى الثمالة، واستسلم بطيبة ووداعة الفئران في المصيدة، والتي لا تخلو من جُبن خفي، كما فعل سابقوه ولاحقوه في الإعتقال منذ ليلة القبض على الشاطر، الذي مشي مع معتقليه حملا وديعا “,”بديعا“,”.
كذلك لا يعرف المتسائل أي خسارة هم يواجهون، فقد خذلوا سادتهم الأمريكان في كونهم أدوات “,”هدم وبناء“,” للشرق الأوسط الجديد، كما خذلوا أصدقاءهم الصهاينة في تأمين الأجيال الصهيونية الجديدة بوطن يهودي “,”خالص“,”، لا مكان فيه لعربي أو أعجمي، وتنفيذ الوهم التوارتي المبشر بإسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل، كما خذلوا حلفاءهم من المتطرفين المحليين بدولة الصعيد العليا، والتي كانت “,”دلجا “,” عاصمتها المؤقتة حتى تمام الأمر، وبسقوط دلجا منذ ساعات، تتبخر بعض الأوهام الأخيرة وتنتكس الأحلام المريضة.
وأخيراً لا يعرف المتسائل عظمة يوم 30 يونيو الذي أسقط هذه “,”السقطة“,” المروعة لمصر في يد جماعة “,”ملحدة“,” لا تعرف وازعا من خلق، قبل أن نقول لا تنتمي للإسلام الحنيف العفيف النظيف الذي يقوم على مبدأ “,” ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين “,” ، وعلى: “,” ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم “,”.
فأين إخوان الجحيم من هذا الدين، الذي بأخلاقه وحدها - التي يمارسها ويدعو إليها - وصل إلى أركان الدنيا الأربعة.
ولأننا ما زلنا نعايش أجواء ثورة الثلاثين من يونيو من الداخل، فإننا سننفق عمرا قبل أن نراها من بعيد، ونعرف فضلها ومآثرها، كما سنعرف أية هوة كنا سنسقط فيها وراء هؤلاء الفجار.
وأي حفرة جحيم ..!!