قال النزيل ضاحكا: «لماذا لم يصطحب الرئيس السيسى وكلاء وزارة التعليم معه أثناء زيارته لإندونيسيا؟ إذ أن نهضة إندونيسيا قامت على التعليم، ولأن الوزير في العادة مشغول بالمرتبات وحركات النقل وخلافه، فكان لزاما علينا أن نستورد المناهج وطرق تدريسها، لأن إندونيسيا أول بلاد العالم في التدريس في الحقول والأراضى البور بمناهج متطورة ومدرسين متطورين يحببون الأطفال في العلم، بعكسنا في مصر نهتم بالأبنية وزيادتها وسقوطها على رأس التلاميذ، وكان لا بد من بعثات لنقل التجربة لأنها رائدة في العالم من حيث انخفاض التكاليف وجودة المنتج، وقد كنت في الولايات المتحدة، وأردت أن أسأل شركة «بان أمريكان» عن سعر التذكرة إلى القاهرة، فرد علىّ موظف هندى بأدب جم عما سألت وزادنى بكافة المعلومات، وفى اليوم التالى سألت عن تفصيلة أخرى تتعلق بالرحلة، فردت على موظفة هندية أيضا بأدب جم، ولما قلت ضاحكا: هي شركة «بان أمريكان» مابتعينش غير هنود؟!! قالت: أنت تتصل بشركة «بان أمريكان» في الهند أي أنك عندما تتصل برقم الشركة في أمريكا تلقائيا تذهب المكالمة الدولية إلى الهند.
وفى حديث لى مع معالى السفير أشرف غربال الذي كان يشغل منصب سفير مصر في الولايات المتحدة آنذاك، رد على سؤالى لماذا الهند؟ قال المقر أرخص، واليد العاملة أرخص، ولأن الشركة متعددة الجنسيات، فلذلك تختار أنسب البلاد إليها ليكون مقرها، فقلت: «ولماذا الهند وليس مصر؟ ونحن أقرب»، قال: «فرق التعليم».
وأنا أزيد على هذا الرجل العظيم أيضا، فهم الموظف أو الموظفة الهنديين طبيعة عملهم، وكيف أن الزبون على حق في الاستفسار عما يشاء.
وهذا يرد على من يقولون: لماذا تعليم الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية؟ فأظن بل أنا متأكد من أن الصين تدرس اللغة الإنجليزية خاصة اللغة المنطوقة والمستعملة في التجارة والصناعة وما يضمن ظهيرا للاستثمار، وأنا أعلم أن كل مصنوعات أمريكا تصنع في الصين برأس مال أمريكى وتكنولوجيا أمريكية وخامات أغلبها أمريكى لرخص الضرائب وانخفاض تكلفة الأيدى العاملة.
ونجاح محمد على الكبير في القفز بمصر هذه القفزة الكبيرة كان بسبب البعثات العلمية التي أرسلها إلى أوربا، ولأنه كان يفرض على كل مبعوث عاد إلى مصر أن يترجم كتابا في تخصصه، ولأن الجدية كانت رائدا لهذه البعثات، فقد كان يطلع على تقارير أسبوعية وشهرية عما حققه كل طالب من طلاب هذه البعثات، علما أنه كان أميا لا يعرف القراءة والكتابة.
فلما أطرقت برأسى حزينا قال: «لم تحاورنى مثل كل مرة، ما الذي يشغل تفكيرك؟»، قلت: «أخشى الحيل المصرية التي تبتدعها عقول ما انزل الله بها من سلطان، فيحضرنى حين استوردت جمارك بورسعيد خبيرا جمركيا من إنجلترا لأن الدولة تعلم أن التهريب قائم على قدم وساق، وأن موظفين الجمارك يبذلون غاية الجهد، ولما حضر الخبير كان أول ما فعله هو أن سأل: «وابور الظلط يتحرك من أمام الجمرك إلى خلفه ثم يعاود الكرة»، وقال: «هي الحتة دى بالذات تتطلب هذا المجهود من الصباح إلى ما بعد الظهر؟»، فلما استوقف رجال الجمارك هذا الوابور، وبتفتيشه وجد مخزنا خفيا يضع فيه السائق العديد من أجهزة الفيديو وينقلها من قبل الجمرك إلى بعده، ثم نظر إلى السماء، ووجد أطفالا يلعبون بطائرات ورقية، ولكن الطائرات تبدو وكأنها مطلية باللون الأسود أو الكحلى أو البنى، فلما ذهب رجال الجمارك للأطفال وجدوا أن كل طائرة تحمل قطعة قماش صوف إنجليزى فاخر تصلح لعمل بدلة كاملة.
وقد تواترت الأنباء عن استبدال نواب مجلس الشعب الزيت والسكر والأرز بالسوفالدى الذي يعالج فيروس الكبد الوبائى مع أخذ رقم البطاقة وتسجيل المتعالجين في الكشف، فكيف بالله عليك أن تثبت الشرطة ولجنة الانتخابات القادمة شبهة التأثير على الناخب واستغلال فقره أو حاجته إلى العلاج»، قال: «أنا أول مرة اعترف أننى مجنون وحمار».
وفى حديث لى مع معالى السفير أشرف غربال الذي كان يشغل منصب سفير مصر في الولايات المتحدة آنذاك، رد على سؤالى لماذا الهند؟ قال المقر أرخص، واليد العاملة أرخص، ولأن الشركة متعددة الجنسيات، فلذلك تختار أنسب البلاد إليها ليكون مقرها، فقلت: «ولماذا الهند وليس مصر؟ ونحن أقرب»، قال: «فرق التعليم».
وأنا أزيد على هذا الرجل العظيم أيضا، فهم الموظف أو الموظفة الهنديين طبيعة عملهم، وكيف أن الزبون على حق في الاستفسار عما يشاء.
وهذا يرد على من يقولون: لماذا تعليم الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية؟ فأظن بل أنا متأكد من أن الصين تدرس اللغة الإنجليزية خاصة اللغة المنطوقة والمستعملة في التجارة والصناعة وما يضمن ظهيرا للاستثمار، وأنا أعلم أن كل مصنوعات أمريكا تصنع في الصين برأس مال أمريكى وتكنولوجيا أمريكية وخامات أغلبها أمريكى لرخص الضرائب وانخفاض تكلفة الأيدى العاملة.
ونجاح محمد على الكبير في القفز بمصر هذه القفزة الكبيرة كان بسبب البعثات العلمية التي أرسلها إلى أوربا، ولأنه كان يفرض على كل مبعوث عاد إلى مصر أن يترجم كتابا في تخصصه، ولأن الجدية كانت رائدا لهذه البعثات، فقد كان يطلع على تقارير أسبوعية وشهرية عما حققه كل طالب من طلاب هذه البعثات، علما أنه كان أميا لا يعرف القراءة والكتابة.
فلما أطرقت برأسى حزينا قال: «لم تحاورنى مثل كل مرة، ما الذي يشغل تفكيرك؟»، قلت: «أخشى الحيل المصرية التي تبتدعها عقول ما انزل الله بها من سلطان، فيحضرنى حين استوردت جمارك بورسعيد خبيرا جمركيا من إنجلترا لأن الدولة تعلم أن التهريب قائم على قدم وساق، وأن موظفين الجمارك يبذلون غاية الجهد، ولما حضر الخبير كان أول ما فعله هو أن سأل: «وابور الظلط يتحرك من أمام الجمرك إلى خلفه ثم يعاود الكرة»، وقال: «هي الحتة دى بالذات تتطلب هذا المجهود من الصباح إلى ما بعد الظهر؟»، فلما استوقف رجال الجمارك هذا الوابور، وبتفتيشه وجد مخزنا خفيا يضع فيه السائق العديد من أجهزة الفيديو وينقلها من قبل الجمرك إلى بعده، ثم نظر إلى السماء، ووجد أطفالا يلعبون بطائرات ورقية، ولكن الطائرات تبدو وكأنها مطلية باللون الأسود أو الكحلى أو البنى، فلما ذهب رجال الجمارك للأطفال وجدوا أن كل طائرة تحمل قطعة قماش صوف إنجليزى فاخر تصلح لعمل بدلة كاملة.
وقد تواترت الأنباء عن استبدال نواب مجلس الشعب الزيت والسكر والأرز بالسوفالدى الذي يعالج فيروس الكبد الوبائى مع أخذ رقم البطاقة وتسجيل المتعالجين في الكشف، فكيف بالله عليك أن تثبت الشرطة ولجنة الانتخابات القادمة شبهة التأثير على الناخب واستغلال فقره أو حاجته إلى العلاج»، قال: «أنا أول مرة اعترف أننى مجنون وحمار».