هل هناك من يشك أن الفقر يؤدى إلى انهيار فى منظومة القيم الأخلاقية وأن الحاجه هى سيف الذل وأنها تسحق الكرامة البشرية وأنها تشكل بيئة خصبة لزراعة الأحقاد بين فئات المجتمع، ألا يستدعى ذلك عملا جادا لمواجهة ظاهرة الفقر التى تلقى بظلالها على المجتمع بأكمله وهذا ليس ذنب بعض الفئات من البشر التى أراد الله لها أن تولد لآباء فقراء معدمين، هناك علاقات قوية لايمكن تجاهلها بين الفقر والفساد وزيادة معدل الجرائم والسرقات والتى تسهم فى إنتاج بيئة تتسع فيها دائرة الجهل والأمية والتهميش وهذا بدوره ينتج مجموعات بشرية قد تجد فرصة عمل فى مجالات هامشيه لاتتطلب تأهيلا وهى فرص ضعيفة المردود وقد لا تجد تلك الفرص فتزيد معدلات الانحراف والجريمة فالفقر ينتج بيئه تعيد إنتاج الفقر وهكذا تتوسع دائرته وتصعب محاصرته ولن تسلم فئات المجتمع المختلفة من آثار اتساع دائرة الفقر لأنها ستعيش حالة من القلق المستمر التى تعالجها العزلة ولا حماية الأسوار ونجد أن الفساد هو أحد الأركان الرئيسية فى اتساع دائرة الفقر حيث يعتبرالفساد أحد أهم المعوقات الأساسية فى الاستثمار ووجود حالة من التراخى فى حماية المال العام يعزز من ظاهرة الكسب الحرام وهو مايؤدى إلى انخفاض الإيرادات العامة وزيادة النفقات فضلا عن اختلال معادلة توزيع الدخل وتقليل فرص حصول فئات المجتمع على احتياجاتها الأساسية التى تنقص ولاتزيد بزيادة أفراد المجتمع ونمو سكانه ثمة علاقة قوية بين التؤام الهدام وتراخى الرقابة أو انعدامها مما يمكن الفساد أن ينمو فى بيئات تزداد فيها حالات الفقر دون معالجة وتطفو على الجانب الآخر ظواهر الأثراء غير المشروع وقد تتحول بعض المشروعات التنموية - بلا رقابة - إلى بيئة مناسبة للفساد ونهب المال العام وهذا بدوره يؤثر على نصيب فئات كثيرة فى المجتمع من عوائد تلك المشروعات التنموية فى الوفاء بالاحتياجات الأساسية أن وضع حد للفساد ومقاومته كفيل ليس فقط فى حفظ حقوق الدولة وثرواتها وتوجيهها الاتجاه الأمثل ولكنه عامل مهم وفعال فى خفض التوتر الاجتماعى وتراكماته وحتى لا يلتهم الفقر الطبقات الوسطى التى بالفعل تقترب من دائرته فيجب سد باب الفساد الكبير أن مكافحة الفقر مرتبطه بمكافحة الفساد المسبب الرئيسي للفقر ويأتى ذلك من خلال إسناد العمل لأشخاص أمناء مشهود لهم بالنزاهة وحسن السير والسلوك والخوف من الله وتجريم دفع الهدايا والرشوة للفاسدين ويجب أن تخضع جميع الجهات للرقابة الفعلية لا الشكلية وأن لم تنجح تلك الوسائل على الدولة أن تأتى بوزراء ومسئولين من دول أجنبية مشهود لها بالنزاهة كما فعلته دولة أوكرانيا للنهوض بالبلاد من هذه الآفة المزرية التى نعيشها فى بلاد الإسلام وحتى نلحق الهزيمة على الفقر والفساد.
آراء حرة
الفقر صديق الفساد
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق