هذه رسالة إلى إدارة الشئون المعنوية بقواتنا المسلحة، والسيد إسماعيل طه محافظ دمياط.
والأمر لا يتعلق بطلب وظيفة أو علاج على نفقة الدولة أو شقة أو معاش استثنائى، لكنها مجرد أمنية أب مكلوم، يريد دفن ولو جزء من جثمان ابنه الشهيد فى مقابر العائلة بمدينة فارسكور بمحافظة دمياط. محمد طارق أحمد أبوالفرح البوساطى ٢٢ عاماً استشهد الجمعة الماضى ١١ سبتمبر ٢٠١٥، أثناء مشاركته فى عملية «حق الشهيد» التى تقوم بها قواتنا المسلحة لتطهير أرض الفيروز من فلول الإرهاب. كان محمد الابن الأكبر والذراع اليمنى لوالده طارق الذى يعمل نجاراً، حصل على دبلوم الصنايع، وانطلق بعد ذلك يشارك أباه فى مواجهة أعباء الحياة، وعندما نادى واجب الوطن، أسرع مُلبياً مُلتحقاً بسلاح المدرعات، وكما كان ذراعاً يمنى لعائلته، أضحى ساعداً قوياً من سواعد الوطن.
استشهد محمد وهو يستقل دبابته، مواجها العدو بقلب أسد جسور كباقى زملائه، وليس من طلب لوالديه المكلومين، إلا أن تساعدهما قواتنا المسلحة فى العثور، ولو على بعض من جثمانه.
قد يبدو الطلب قاسياً ومؤلماً، لكنه على أى حال رجاء أب وأم ليت هذه السطور تستطيع نقله بنفس الحرارة إلى المعنيين بالأمر.
لا أعرف مدى إمكانية الاستجابة لهذا الرجاء لكنه العشم فى قواتنا المسلحة، التى تحرص فى بياناتها الرسمية على تأكيد دلالة نون الجماعة التى نستخدمها عند ذكر القوات المسلحة؛ حيث دأبت البيانات العسكرية على استخدام مصطلح قواتكم المسلحة، أو جيشكم الوطنى. وهذا ما يجعلنى أتعشم فى أن تمتد يد جيشنا الحانية والعطوفة إلى أسرة الشهيد، ليس بالرعاية المادية، وإنما بالتقدير المعنوى للقيمة العليا التى يقدمها أبطالنا بإطلاق أسماء الشهداء منهم على شوارع أو مدارس أو ميادين الأحياء التى تسكنها عائلاتهم. فلربما يعوض إطلاق اسم الشهيد محمد طارق على أحد شوارع أو مدارس مدينة فارسكور والديه عن عدم إمكانية تسليم جثمانه أو بعض منه حسب طلبهما، وأظن أن أمرا كهذا ليس صعبا على السيد إسماعيل طه محافظ دمياط وليت الشئون المعنوية وبالتنسيق مع المحافظين تسعى إلى إجراءات من هذا النوع، ليس فقط لتكريم وتخليد أسماء الشهداء، وإنما لتظل أسماؤهم حية فى ذاكرة الوطن، وتعينه فى مقبل الأيام على استعادة الدروس المستفادة من هذه الحرب الضروس التى نخوضها ضد الإرهاب، والذى هو نتاج طبيعى لنمو وازدهار الأحزاب والقوى الدينية، والخلط بين السياسة والدين. بشجاعة فارس نبيل واجه محمد طارق ورفقاؤه الشهداء أعداء الوطن، ولم يفكروا لحظة فى شبابهم المقبل وأحلامهم الطائرة فى فضائه، وقدموا أرواحهم رخيصة لوطن يؤمنون أنه الأغلى والأقدس، وليس بعد الروح من ثمن يُدفع، لذلك فإن تخليد أسمائهم ضرورى، لأنهم يكشفون زيف بعض هؤلاء السياسيين الذين يملأون الصحف والفضائيات بالعبارات الإنشائية عن حب الوطن، وإعلاء مصلحته، بينما هم فى الواقع فاشلون فى بناء أحزابهم من الداخل، ولا يتورعون عن استخدام أقذر الأساليب وأحطها من كذب وخداع وتآمر من أجل مصالحهم الشخصية، والدليل فشل معظم التحالفات السياسية، التى سعوا إلى بنائها لعمل قوائم انتخابية.
ومن فرط وقاحتهم يشيدون أحزاباً من ورق ويمارسون السياسة بحبر أقلامهم، ثم ينتقدون الرئيس، عندما يختار رئيس الحكومة من التكنوقراط. أحزابهم تمتلك الفضائيات والصحف، ومع ذلك الشارع يذكر أسماءها بالكاد، ويتبجحون وينظرون فى السياسة، ويطالبون الرئيس بأن تكون مصر فأر تجارب لسياسيين احترفوا العمل فى معامل حزبية خربة. مثل محمد طارق يذكرنا بهؤلاء الذين ينتقدون زيادة معاشات ورواتب ضباط الجيش والشرطة، بينما هم يخشون التضحية بمجرد جرح أصابعهم، وهم أنفسهم الذين صمتوا عن دعاوى الهروب من التجنيد، التى انطلقت قبل سنوات، بل ودافعوا عن حق أصحابها فى التعبير عن رأيهم.
سنظل واثقين فى أن يد جيشنا الحانية ستصل إلى والدى شهيد فارسكور، وكل شهداء الوطن.
والأمر لا يتعلق بطلب وظيفة أو علاج على نفقة الدولة أو شقة أو معاش استثنائى، لكنها مجرد أمنية أب مكلوم، يريد دفن ولو جزء من جثمان ابنه الشهيد فى مقابر العائلة بمدينة فارسكور بمحافظة دمياط. محمد طارق أحمد أبوالفرح البوساطى ٢٢ عاماً استشهد الجمعة الماضى ١١ سبتمبر ٢٠١٥، أثناء مشاركته فى عملية «حق الشهيد» التى تقوم بها قواتنا المسلحة لتطهير أرض الفيروز من فلول الإرهاب. كان محمد الابن الأكبر والذراع اليمنى لوالده طارق الذى يعمل نجاراً، حصل على دبلوم الصنايع، وانطلق بعد ذلك يشارك أباه فى مواجهة أعباء الحياة، وعندما نادى واجب الوطن، أسرع مُلبياً مُلتحقاً بسلاح المدرعات، وكما كان ذراعاً يمنى لعائلته، أضحى ساعداً قوياً من سواعد الوطن.
استشهد محمد وهو يستقل دبابته، مواجها العدو بقلب أسد جسور كباقى زملائه، وليس من طلب لوالديه المكلومين، إلا أن تساعدهما قواتنا المسلحة فى العثور، ولو على بعض من جثمانه.
قد يبدو الطلب قاسياً ومؤلماً، لكنه على أى حال رجاء أب وأم ليت هذه السطور تستطيع نقله بنفس الحرارة إلى المعنيين بالأمر.
لا أعرف مدى إمكانية الاستجابة لهذا الرجاء لكنه العشم فى قواتنا المسلحة، التى تحرص فى بياناتها الرسمية على تأكيد دلالة نون الجماعة التى نستخدمها عند ذكر القوات المسلحة؛ حيث دأبت البيانات العسكرية على استخدام مصطلح قواتكم المسلحة، أو جيشكم الوطنى. وهذا ما يجعلنى أتعشم فى أن تمتد يد جيشنا الحانية والعطوفة إلى أسرة الشهيد، ليس بالرعاية المادية، وإنما بالتقدير المعنوى للقيمة العليا التى يقدمها أبطالنا بإطلاق أسماء الشهداء منهم على شوارع أو مدارس أو ميادين الأحياء التى تسكنها عائلاتهم. فلربما يعوض إطلاق اسم الشهيد محمد طارق على أحد شوارع أو مدارس مدينة فارسكور والديه عن عدم إمكانية تسليم جثمانه أو بعض منه حسب طلبهما، وأظن أن أمرا كهذا ليس صعبا على السيد إسماعيل طه محافظ دمياط وليت الشئون المعنوية وبالتنسيق مع المحافظين تسعى إلى إجراءات من هذا النوع، ليس فقط لتكريم وتخليد أسماء الشهداء، وإنما لتظل أسماؤهم حية فى ذاكرة الوطن، وتعينه فى مقبل الأيام على استعادة الدروس المستفادة من هذه الحرب الضروس التى نخوضها ضد الإرهاب، والذى هو نتاج طبيعى لنمو وازدهار الأحزاب والقوى الدينية، والخلط بين السياسة والدين. بشجاعة فارس نبيل واجه محمد طارق ورفقاؤه الشهداء أعداء الوطن، ولم يفكروا لحظة فى شبابهم المقبل وأحلامهم الطائرة فى فضائه، وقدموا أرواحهم رخيصة لوطن يؤمنون أنه الأغلى والأقدس، وليس بعد الروح من ثمن يُدفع، لذلك فإن تخليد أسمائهم ضرورى، لأنهم يكشفون زيف بعض هؤلاء السياسيين الذين يملأون الصحف والفضائيات بالعبارات الإنشائية عن حب الوطن، وإعلاء مصلحته، بينما هم فى الواقع فاشلون فى بناء أحزابهم من الداخل، ولا يتورعون عن استخدام أقذر الأساليب وأحطها من كذب وخداع وتآمر من أجل مصالحهم الشخصية، والدليل فشل معظم التحالفات السياسية، التى سعوا إلى بنائها لعمل قوائم انتخابية.
ومن فرط وقاحتهم يشيدون أحزاباً من ورق ويمارسون السياسة بحبر أقلامهم، ثم ينتقدون الرئيس، عندما يختار رئيس الحكومة من التكنوقراط. أحزابهم تمتلك الفضائيات والصحف، ومع ذلك الشارع يذكر أسماءها بالكاد، ويتبجحون وينظرون فى السياسة، ويطالبون الرئيس بأن تكون مصر فأر تجارب لسياسيين احترفوا العمل فى معامل حزبية خربة. مثل محمد طارق يذكرنا بهؤلاء الذين ينتقدون زيادة معاشات ورواتب ضباط الجيش والشرطة، بينما هم يخشون التضحية بمجرد جرح أصابعهم، وهم أنفسهم الذين صمتوا عن دعاوى الهروب من التجنيد، التى انطلقت قبل سنوات، بل ودافعوا عن حق أصحابها فى التعبير عن رأيهم.
سنظل واثقين فى أن يد جيشنا الحانية ستصل إلى والدى شهيد فارسكور، وكل شهداء الوطن.