الأربعاء 25 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

تحديد بدايات الأشهر الهجرية في العالم الإسلامي باتت مشكلة لا بد من حلها

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بات تحديد بدايات الأشهر الهجرية في العالم الإسلامي مشكلة ، ففي كل عام تختلف الدول الإسلامية في تحديد أوائل الشهور العربية لكن هذا الاختلاف لا يكون محسوسا سوى مع بداية ونهاية شهر رمضان ، وفى شهر ذي الحجة يكون القول الفصل فى استطلاعه وتحديد غرته للمملكة العربية السعودية لارتباطه بمناسك الحج التي تحتضنها البلاد.
وأثار تأخر إعلان المملكة الليلة الماضية لبداية الشهر بالرؤية الشرعية بسبب تعذر رؤية الهلال نتيجة سوء الطقس بلبلة كبيرة بين المصريين نظرا لان العديد منهم يحرص على صيام الأيام التسع الأولى من شهر ذي الحجة طمعا في فضلها وثوابها المضاعف ، بالإضافة إلى تحديد يوم الوقوف على عرفات الذي يوافق التاسع من هذا الشهر ، بالإضافة إلي أول أيام عيد الأضحى.
وتختلف الدول الإسلامية في كيفية تحديد بدايات الأشهر الهجرية ، فبعضها تدعو مواطنيها لتحري الهلال ، فإذا جاء من يشهد برؤيته قبلت شهادته حتى لو دلت الحسابات الفلكية على استحالة ميلاده، وفي دول إسلامية أخرى ترد شهادة الشاهد إذا كانت رؤية الهلال مستحيلة ولكنها تقبلها حتى لو كانت غير ممكنة، وهناك دول إسلامية لا تعتمد رؤية الهلال أصلا ، بل تعتمد شروطا فلكية معينة " ليبيا " التي تعلن رسميا أنها لا تعتمد رؤية الهلال ، بل يبدأ الشهر الهجري في ليبيا إذا حدث الاقتران قبل الفجر.
كما أن هناك طائفة من الدول من بينها مصر تعتمد على الرؤية الشرعية وتعتبر الحساب الفلكي استرشاديا وفيها تقوم الجهات الدينية بالتنسيق مع المراصد الفلكية في هذا وتستعين بعلماء الفلك في عملية استطلاع الهلال شرعيا ٠
ولرؤية هلال الشهر الجديد في السماء الغربية فإن المسئولين يقومون استطلاعه في ليل اليوم التاسع والعشرين من الشهر الهجري، ولا بد من توفر شرطين أساسيين تستحيل رؤية الهلال بغياب أحدهما ، وهما أن يمكث الهلال بعد غروب الشمس وان يكون قد وصل إلى درجة المحاق " مبتدأ أطوار القمر " ، وإذا لم يتوفر أحد الشرطين فإن إمكانية رؤيته توصف " بالمستحيلة”.
وفي بعض الأحيان يكون ميلاد الهلال الجديد قد تحقق بالفعل إلا إنه لا يمكن رؤيته ، ويرجع السبب في ذلك إلى شروق القمر كل يوم في موعد يعتمد على طوره ، فعندما يكون "محاقا" فإنه يشرق مع الشمس ويغيب معها تقريبا ، وعندما يكون "تربيعا أولا " يشرق عند منتصف النهار ويغيب عند منتصف الليل تقريبا ، فيما يشرق عندما يصبح بدرا مع غروب الشمس ويغرب مع شروق الشمس ، وعندما يكون هلالا جديدا (متزايدا) فإنه يشرق بعد شروق الشمس بقليل ويغرب بعد غروب الشمس بقليل ٠
و يتكرر السؤال نفسه في كل مناسبة، “هل نتبع الحسابات الفلكية أم نعتمد على رؤية الهلال ” ، وطرح هذا التساؤل وناقشه العديد من الفقهاء وعلماء الفلك، ورأى بعض الفقهاء جواز الاعتماد على الحسابات الفلكية، ولكن كان لكل فقيه تصور معين لهذا الجواز، فالبعض أجاز الحساب الفلكي في النفي فقط ، والبعض الآخر أجازه في النفي والثبوت ، وفريق ثالث لم يجزه أصلا لاعتقادهم أن الحسابات الفلكية غير دقيقة أو غير قطعية، أو لعدم التفريق بين الفلكي والمنجم، أو لكلا السببين.
والتوفيق بين الرؤية والحسابات الفلكية ضرورة لا مفر منها، حيث لا يمكن قبول شهادة شخص برؤية الهلال في حين يؤكد علم الفلك أنه غاب قبل غروب الشمس، وفي المقابل كيف نبدأ الشهر ولم تتم رؤية الهلال من أية منطقة في العالم الإسلامي كما يحدث في معظم الأحيان ، وللتغلب على هذه الإشكالية فإن عملية تحري الهلال بصورة رسمية جماعية من مواقع محددة في كل دولة تصلح لتحري الهلال، قد يسهم في حل هذا الالتباس الذي بات مزمنا ، بالإضافة إلى دعوة المواطنين الراغبين في تحرى الهلال بالتوجه لهذه المناطق، على أن يوجد في كل منطقة شخص ذو دراية بتحري الأهلة.
وعندها يصبح من المستحيل أن يتوهم جميع الأشخاص الموجودين في هذا المكان رؤية الهلال ،خاصة مع وجود شخص ذي دراية بتحري الأهلة، وفي حالة شهادة أشخاص فرادى برؤية الهلال فإنه يتحتم توجيه بعض الأسئلة للشاهد للتأكد من أنه رأى الهلال فعلا ، كأن يسأل عن وقت ومكان رؤيته، واتجاه فتحته، وارتفاعه عن الأفق، وكيف تحرك هذا الهلال أثناء مراقبته.