تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
لا أدعى خبرات كثيرة، ولكن أزعم أننى أعرف الولايات المتحدة جيدا، بحكم الإقامة والدراسة والعمل، فأقول للقارئ العربى إن لوبى السلاح فيها ينافس لوبى إسرائيل على النفوذ، ولعلهما لوبى واحد اشترى أعضاء الكونجرس فأصبحوا موظفين عنده يحمون مصلحته.
طبعا الدستور الأمريكى ضمِن حق حمل السلاح، فالتعديل الثانى للدستور الأمريكى الصادر فى ١٥/١٢/١٧٩١ نصّ على حق كل مواطن فى حمل السلاح، وقد تحدّى التعديل كثيرين، إلا أن المحكمة العليا فى قضية عام ٢٠٠٨ عادت فأكدت هذا الحق.
كلنا رأى كيف قتِلت مذيعة التليفزيون الأمريكية أليسون باركر ومصوّر مرافق بالرصاص فى برنامج حى فى ولاية فيرجينيا. والدها المفجوع شنّ حملة للحد من حمل السلاح، وهى حملة مصيرها الفشل، فقد تابعت حملات كثيرة مثلها بعد جرائم جماعية قتل فيها عشرات من الطلاب داخل مدارسهم وآخرون برصاص مجرم أو متطرف أو مجنون.
الرئيس باراك أوباما، قال بعد موت المذيعة إن الرصاص فى أيدى المدنيين الأمريكيين يقتل أكثر مما يقتل الإرهاب، هذا صحيح إلى درجة أن الإشارة إليه غير ضرورية. ولم أسمع هذه السنة عن قتلى بالإرهاب فى الولايات المتحدة، لكن قرأت أن ضحايا الرصاص فى الأشهر الأولى فقط بلغوا ٨.٥١٢ أمريكياً.
يتوقع أن يزيد عدد القتلى الأمريكيين بالسلاح هذه السنة على عدد قتلى حوادث السير. وآخر أرقام متوافرة تعود الى عام ٢٠١٢، وهى تظهر أن ٣٣.٥٦١ أمريكياً قتلوا فى حوادث السيارات مقابل ٣٢.٢٥١ قتلوا بالرصاص، غير أن المنظمات الخبيرة فى الموضوع، مثل مركز تقدم أمريكا، تقول إن الأرقام تظهِر أن قتلى حوادث السيارات يقلون سنة بعد سنة فيما يزيد عدد القتلى بالرصاص، لذلك فهم يتوقعون أن تكون ٢٠١٥ أول سنة يصبح فيها السلاح القاتل الأول فى الولايات المتحدة.
هناك ٣٢٠ مليون مواطن أمريكى، أى أقل من خمسة ٪ من سكان العالم، غير أن الأمريكيين يملكون ٣٥ ٪ إلى ٥٠ ٪ من كل السلاح الذى يحمله مدنيون فى العالم كله.
قرأت أن ٨٨.٨٪ من المدنيين الأمريكيين يحملون السلاح، غير أن العرب «متقدمون» أيضا، ومنهم فى المراكز العشرة الأولى، اليمن فى المركز الثالث بنسبة ٥٤.٨٪، والمملكة العربية السعودية سادسة بنسبة ٣٥٪، وبعدها العراق سابعا بنسبة ٣٤.٢٪. أعتقد بأن النسبة الصحيحة فى اليمن هى ١٠٠٪ للذكور، من المراهقة فما فوق، لأن النساء اليمنيات لا يحملن السلاح. وجدت من العرب فى المراكز الأخرى عُمان فى المركز ١٧، وبعدها مباشرة البحرين، ثم الكويت. أما الإمارات العربية المتحدة فمركزها ٢٤، ولبنان ٢٧، وقطر ٢٩، وليبيا ٣٨، وسوريا ١١٠، ومصر ١١٣، وفلسطين ١١٥.
إذا كان لى أن أستعين لشرح ما سبق بأرقام أخرى ففى الولايات المتحدة ٢٧٠ مليون قطعة سلاح فى أيدى المدنيين، وفى اليمن ١١.٥ مليون قطعة سلاح، وفى العراق ٩.٧ مليون قطعة سلاح، وفى السعودية ستة ملايين قطعة سلاح. واحتلال بلادنا مراكز متقدمة سببه نسبة السلاح إلى عدد المواطنين فى هذه البلدان.
الجماعات الإرهابية التى تكاد تدمر بعض بلاد العرب، مثل سوريا والعراق وليبيا واليمن، خارج الأرقام السابقة، فهذه تدرس عدد المدنيين من حملة السلاح فى كل بلد، غير أن الإرهاب المجرم الفالت من كل عقال، خصوصاً بعد ٢٠١١، ليس من ضمن الدراسات السابقة التى توكأت عليها.
طبعا سننافس الولايات المتحدة ونتفوق عليها فى عدد القتلى بالسلاح فى بلادنا لو جعلنا الإرهاب جزءا من الدراسة، فمقابل ٣٣ ألف أمريكى قد يُقتلون بالسلاح هذه السنة، هناك مئة ألف ضحية من المدنيين العرب فى بلاد مثل سورية والعراق وليبيا وغيرها، ليس عندى سوى: رحمتك يا رب.
نقلا عن الحياة اللندنية