لا يمكن أن يزايد أحد على المهندس إبراهيم محلب فى حبه وتفانيه وإخلاصه لتراب هذا الوطن، لا أحد أمينا مع نفسه يمكنه أن ينكر جهده الذى بذله خلال الشهور الماضية فى متابعة أعمال حكومته، وتنفيذ التكليفات التى حمّلتها الرئاسة له على كتفيه، لم يغب عن أى مشهد صغيرا أو كبيرا، للدرجة التى أصبح معها مجهدا، وهو ما عرّضه لكثير من النقد، قالوا إنه لو كان يملك رؤية وإستراتيجية واضحة للعمل لما بذل كل هذا المجهود، ولاختار معاونين يحملون عنه بعضا من العبء الذى يقوم به، لكنه لم يلتفت إلى من أرادوا تشتيت جهده وواصل العمل.
تعرض محلب خلال شغله لمنصبه "٢٥ فبراير ٢٠١٤" لحملات تشويه، وهجوم منظم، وحملات صحفية، كانت قادرة على تحطيم عظامه، لكنه لم يلتفت، أوصى مَن يعملون معه بأن لا يلتفتوا إلى ما يتعرضون له، فلن يقبل أحد غضبهم، ولن يسامحهم على يأسهم وإحباطهم.
ولا أخفى عليكم سرا عندما أقول إن محلب وجد نفسه فى ورطة، عندما تطوّر الهجوم على وزرائه من مجرد أنهم فاشلون، إلى أنهم فاسدون، فالكلام عن فشل الحكومة يمكن أن يتم التعامل معه على أنه وجهات نظر ليس إلا، لكن الكلام عن فسادها يحتاج إلى بيان من النيابة العامة، وهو ما حدث، فبعد الشائعات التى طالت عددا من الوزراء فى قضية وزير الزراعة المستقيل صلاح هلال، تنفس محلب الصعداء، وكان متوقعا أن يبرّئ رجال حكومته فى اجتماعه الأخير بهم، فلا أحد فسد إلا وزير الزراعة المحبوس مع آخرين على ذمة التحقيقات فى القضية.
المشكلة فى بيان محلب أنه صاغه بقلبه، لم يمنح العقل مساحة للعمل، وهذه تحديدا هى أزمة رئيس الوزراء، فهو أسير قلبه طول الوقت، راجع ما فعله فى تونس عندما انسحب من المؤتمر الصحفى عندما تجاوز صحفى إخوانى مدفوع ومؤشر فى حقه، كان يمكنه لو فكر للحظة، لاستمر على منعته، ولقنه درسا لا ينساه هو ومَن يقفون وراءه، وأعتقد أن لديه ما كان يجب أن يقوله، لكنه استجاب إلى عاطفته، انسحب بصرف النظر عن ردود الأفعال.
بيان الحكومة بتبرئة رجالها من أى اتهامات بالفساد ليس منطقيا، النيابة برّأتهم فى قضية وزير الزراعة فقط، لكنها لم تفحص ملفاتهم الأخرى، لم تحقق معهم فى بلاغات كثيرة قدمها مواطنون ومسئولون ضدهم، لكن محلب استجاب إلى ابتزاز نفسى تعرض له من وزرائه، فاستبق الأحداث، وصادر على أى جهة تحقيق.
كان يمكن أن يحسم محلب الأمر ببساطة، أن يُصدر بيانا يرفض فيه كل الشائعات التى تحيط به، ويترك إبراء الذمة والساحة إلى الجهات المختصة، لا أن يحول البلد ببيانه إلى ملكيات خاصة، يقول فيها كل من يشاء ما يريد، معتقدا أن لا أحد يحاسبه أو يراجعه، أو ينتقد كلامه.
قلب محلب الذى يقوده هو ما يجعلنا نصفح عن كثير من زلاته، فلو حاسبناه على أنه يتحدث بالعقل، ما قبلنا ما قاله عن أن المرحلة التى نمر بها مرحلة لا تتحمل رفاهية الاختلاف والنقد، فعندما تقوم الأمم من رقبتها فى محاولة لبناء ما تهدم من أركانها، تكون فى حاجة ماسة إلى من ينقد ويصحح ويصوّب، فليس كل النقد هدما، وليس كل الاختلاف مؤامرة.
لقد تعب المهندس إبراهيم محلب، ما فى ذلك شك، وآن له أن يستريح، وإذا كانت القيادة السياسية ترى أنه يجب أن يستمر، فعليه هو أن يبادر ويطلب إعفاءه من منصبه، ومن حقه ساعتها تكريم يليق بما قدمه إلينا وإلى هذا الوطن من جهد مخلص، فلا أشك لحظة فى أنه كان يريد أن يبنى، أخفق فى أشياء ونجح فى أشياء، هذه طبيعة الحياة، ولا يمكن أن نغيرها، نستطيع فقط أن نثبت أننا نحترم الرجال ونقدرهم، نبعث إليهم بتحية على ما قدموه من أجلنا، لا أن نعاملهم كحيل الحكومة، رصاصة تخلِّصنا من عبء وجودهم.. كرّموا هذا الرجل، فقد قدم إلينا أقصى ما يستطيع، واغفروا له زلاته، لأنه كان يعمل بقلبه وليس بعقله.
تعرض محلب خلال شغله لمنصبه "٢٥ فبراير ٢٠١٤" لحملات تشويه، وهجوم منظم، وحملات صحفية، كانت قادرة على تحطيم عظامه، لكنه لم يلتفت، أوصى مَن يعملون معه بأن لا يلتفتوا إلى ما يتعرضون له، فلن يقبل أحد غضبهم، ولن يسامحهم على يأسهم وإحباطهم.
ولا أخفى عليكم سرا عندما أقول إن محلب وجد نفسه فى ورطة، عندما تطوّر الهجوم على وزرائه من مجرد أنهم فاشلون، إلى أنهم فاسدون، فالكلام عن فشل الحكومة يمكن أن يتم التعامل معه على أنه وجهات نظر ليس إلا، لكن الكلام عن فسادها يحتاج إلى بيان من النيابة العامة، وهو ما حدث، فبعد الشائعات التى طالت عددا من الوزراء فى قضية وزير الزراعة المستقيل صلاح هلال، تنفس محلب الصعداء، وكان متوقعا أن يبرّئ رجال حكومته فى اجتماعه الأخير بهم، فلا أحد فسد إلا وزير الزراعة المحبوس مع آخرين على ذمة التحقيقات فى القضية.
المشكلة فى بيان محلب أنه صاغه بقلبه، لم يمنح العقل مساحة للعمل، وهذه تحديدا هى أزمة رئيس الوزراء، فهو أسير قلبه طول الوقت، راجع ما فعله فى تونس عندما انسحب من المؤتمر الصحفى عندما تجاوز صحفى إخوانى مدفوع ومؤشر فى حقه، كان يمكنه لو فكر للحظة، لاستمر على منعته، ولقنه درسا لا ينساه هو ومَن يقفون وراءه، وأعتقد أن لديه ما كان يجب أن يقوله، لكنه استجاب إلى عاطفته، انسحب بصرف النظر عن ردود الأفعال.
بيان الحكومة بتبرئة رجالها من أى اتهامات بالفساد ليس منطقيا، النيابة برّأتهم فى قضية وزير الزراعة فقط، لكنها لم تفحص ملفاتهم الأخرى، لم تحقق معهم فى بلاغات كثيرة قدمها مواطنون ومسئولون ضدهم، لكن محلب استجاب إلى ابتزاز نفسى تعرض له من وزرائه، فاستبق الأحداث، وصادر على أى جهة تحقيق.
كان يمكن أن يحسم محلب الأمر ببساطة، أن يُصدر بيانا يرفض فيه كل الشائعات التى تحيط به، ويترك إبراء الذمة والساحة إلى الجهات المختصة، لا أن يحول البلد ببيانه إلى ملكيات خاصة، يقول فيها كل من يشاء ما يريد، معتقدا أن لا أحد يحاسبه أو يراجعه، أو ينتقد كلامه.
قلب محلب الذى يقوده هو ما يجعلنا نصفح عن كثير من زلاته، فلو حاسبناه على أنه يتحدث بالعقل، ما قبلنا ما قاله عن أن المرحلة التى نمر بها مرحلة لا تتحمل رفاهية الاختلاف والنقد، فعندما تقوم الأمم من رقبتها فى محاولة لبناء ما تهدم من أركانها، تكون فى حاجة ماسة إلى من ينقد ويصحح ويصوّب، فليس كل النقد هدما، وليس كل الاختلاف مؤامرة.
لقد تعب المهندس إبراهيم محلب، ما فى ذلك شك، وآن له أن يستريح، وإذا كانت القيادة السياسية ترى أنه يجب أن يستمر، فعليه هو أن يبادر ويطلب إعفاءه من منصبه، ومن حقه ساعتها تكريم يليق بما قدمه إلينا وإلى هذا الوطن من جهد مخلص، فلا أشك لحظة فى أنه كان يريد أن يبنى، أخفق فى أشياء ونجح فى أشياء، هذه طبيعة الحياة، ولا يمكن أن نغيرها، نستطيع فقط أن نثبت أننا نحترم الرجال ونقدرهم، نبعث إليهم بتحية على ما قدموه من أجلنا، لا أن نعاملهم كحيل الحكومة، رصاصة تخلِّصنا من عبء وجودهم.. كرّموا هذا الرجل، فقد قدم إلينا أقصى ما يستطيع، واغفروا له زلاته، لأنه كان يعمل بقلبه وليس بعقله.