الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بدل السكوت..هشام قنديل والـ"كيه جي بي"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كلما تصرف أساء، ومتى تكلم أخطأ. لا سياسة ولا مهارة ولا كفاءة ولا قدرة على مخاطبة الرأي العام وخروج دائم عن النص. رجل جاء من الغيب، من المجهول، من الظل دون أن يعلم أحد كيف جاء، ولماذا وما مؤهلاته.
لم يسمع أحد شيئا عن الدكتور هشام قنديل قبل ثورة يناير. لم يلتقِ أحدًا ويترك أثرًا، لم ترشحه أي جهة لجائزة علمية، لم يحقق نتائج جيدة في أي جهة، لم يكتب عنه أحد كلمة، لم يُعرف عنه أي توجه سياسي أو موقف فيما يخص الشأن العام.
وبعد الثورة لم يحك لنا أحد حكاية عنه، عن دماغه، مواقفه، أفكاره، آرائه، طموحاته، أحلامه. لا شيء في اللاشيء.
والآن بعد ثمانية شهور من الارتباك والتخبط والفشل و“,”الهرتلة السياسية“,”، يحق لنا أن نسأل الرئيس مرسي: لماذا اختار هذا الرجل ليجلس على مقعد العمالقة؛ أمثال عزيز صدقي، وممدوح سالم، وفؤاد محيي الدين، وعاطف صدقي، وكمال الجنزوري؟
كيف سمح لهذا الفارغ من السياسة، الفاقد للحنكة، أن يدير شئون مصر في فترة تعد هي الأخطر في تاريخ مصر الحديث؟
هل كان مقصودًا ذلك الاختيار أم أنه أخطأ الاختيار؟ وإن كان أخطأ فلماذا لم يسارع إلى تصويب الخطأ؟
الواضح والمؤكد أن هشام قنديل كان الاختيار المناسب للإخوان الذين يخوضون معركة التمكين والهيمنة على أجهزة الدولة، وهو ما يستلزم وجود رئيس وزراء ضعيف حوله مجموعة من الضعفاء لا يمكنهم مقاومة المد الإخواني المتغلغل في عمق الدولة المصرية.
إن الجماعة المتأسلمة التي هبطت سهوًا على حكم مصر تقدم مصالحها على مصالح الأمة المصرية، وتركز جهدها على مد خيوط السيطرة على مرافق الدولة وأجهزتها حتى لو كان الفقر والخراب والفوضى هما الثمن. والواضح أن هشام قنديل نفسه يعي ذلك، ويقبل أن يستخدم كأداة في تحقيق “,”الأخونة“,” بعد أن نال أقصى مما يحلم.
يُذكرني الواقع بقصة شهيرة جرت في الاتحاد السوفيتي قبل نصف قرن. تقول القصة إن ضابط مخابرات شابًا كان يعتقد أن رئيسه في جهاز المخابرات السوفيتي الـ“,”كي جي بي“,” عميل أمريكي، وأنه ظل يحمل ذلك الاعتقاد سنوات طويلة دون أن يستطيع أن يثبته. وقبل أيام من وفاة رئيسه، فوجئ به يطلبه بإلحاح، وعندما ذهب يزوره قال له إن هناك سرًا خطيرًا أريد أن أخبرك به قبل وفاتي، واندهش الضابط الشاب وقال لرئيسه: هل كنت عميلا أمريكيا؟ فأومأ إليه بالإيجاب، فعاد ليسأله: كيف وأنت لم تخرج من الاتحاد السوفيتي سوى مرة واحدة؟ فقال له رجل المخابرات الكبير: لم ألتقِ بالأمريكان سوى مرة واحدة، وكانت مهمتي تنحصر في شيء واحد فقط هي أن أكتب تقارير إيجابية عن أشخاص تافهين ليتم اختيارهم رؤساء لهيئات وقطاعات مهمة وحساسة، وكنت أرشح كثيرًا منهم لشغل مناصب مرموقة في الدولة، ومقابل ذلك تلقيت ملايين الدولارات من الـ“,”سي آي إيه“,”.
وهكذا سقط الاتحاد السوفيتي، فالويل لأمة لا تعتبر.
[email protected]