الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

في قضايا الفساد.. اضرب المربوط واضرب السايب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الفساد مرار. وجع هذا الوطن، وعفريته الكريه. شيطانه المنتفش، ورسالة القُبح للناس. الفساد خيبتنا وسر تخلفنا وسبب نكستنا، لذا يطمئن قلبى كثيرا متى شعرت أن هُناك رجالا فى هذا البلد يُفتشون ويراقبون ويراجعون فعال النُخبة برجال أعمالها وكبار موظفيها ومسئوليها ويُقدمون من تتلوث أيديهم منهم إلى القضاء. 
لا أحد فوق القانون. أينما تكونوا يُدرككم الكشف وتطاردكم الفضيحة أيها الفاسدون. تتلونون بالتصفيق والانحناء للرئيس والهتاف له بطول العمر ظنًا أن ذلك يُحصّنكم من المحاسبة؟ تقفون ضد الإرهاب والتطرف والتأسلم طالبين تطنيشًا على جرائم نهبكم نظير ذلك؟ واهمون. واهمون، لأن دولة المؤسسات ومؤسسات الدولة صاحية صادقة فى حصار الفساد ودك حصونه. 
قُلنا وكتبنا مرارا أن الفساد أخطر على الوطن من الإرهاب. أعنف. أقبح. أشد إيلاما وأكثر خسائر. ينهش الخير ويمتص رحيق النقاء ويخفت بصيص الأمل فى غدِ أجمل. والفاسد مثل الإرهابى يُسقط الوطن من حساباته وينثر الشر والظلام يمينا ويسارا. 
أتابع القضية الأخيرة لحظة لحظة. حكاية بعد حكاية، تسريبة وراء أخرى. أتابعها بأمل وبشوق وبفرحة. فرحة مَن يرى وطنه بعد غربة، ويحضن أمه بعد غياب. 
كان منطق الأنظمة السابقة أن تضرب الفاسد الأصغر. تُلاحق الأدنى، تُراقب الموظف الصغير بينما الكبار فى سياج من فولاذ، ممنوع الاقتراب من أيهم أو التصوير. كانت الفكرة المُتبعة أن يتم ضرب المربوط حتى يرتدع مُطلق السراح. أن يتم التضحية بكبش فداء لمجموعة من الأفيال. الآن تغير المنطق، فالأجهزة الرقابية تعمل بوطنية وبهمة وبإخلاص وشعارها ما قاله النبى للناس يوما «لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها». 
العدالة للجميع ولا أحد فوق القانون. هذا هو الطريق الوحيد لمقاومة الفساد ومواجهة القُبح. 
إننى أكتب وأتمنى وأحلم وآمل أن تسقُط ثمار المانجو العفنة عن شجرة الوطن، فالغد لا يمكن أن يُبنى بذات الأسلوب المُباركى، والنمو لا يجب أن يتحقق بتدليل الحيتان والسكوت على مخازيهم والطبطبة على أكتافهم كبارا أو صغارا. 
والله أعلم.