فى برنامج نادر أذاعه التليفزيون المصرى تحت عنوان «أعز الناس» جمع نخبة من المفكرين وعلماء الدين وشباب الفن فى منزلى وحضره المفكر والمحاور النادر الأستاذ مفيد فوزى وشرفه العالم الجليل الدكتور أسامة الأزهرى مستشار الشئون الدينية لرئاسة الجمهورية والذى أجمع المشاهدون على أن برامجه جمعت خير الكلمات والأفكار، وخبيرة التليفزيون المتفردة الأستاذة سلمى الشماع وعبقرى موسيقى بين الشباب والطفولة اسمه يحيى وهو ابن الفنانة الكبيرة رانيا يحيى.
وفى هذا المقال سنضع كلمات وأفكارا من رجال الفكر والحوار والدين وخبراء التليفزيون ليكون حديث هذا الأسبوع.
سمحت لنفسى أن أبدأ مداخلتى بالكلام عن أعز الناس فتكلمت عن أم كلثوم وأشرت إلى رحلتها التاريخية إلى باريس، حينما أتت لتغنى فى القاعة الأولومبيا الشهيرة بعد النكسة وجمع المال من أجل الحرب، ولم تتغيب شخصية عربية فى أوروبا عن حضور هذا الحفل وأسعدت بصوتها كل من تأثرت معنوياته بالهزيمة. وتعرفت عليها عن قرب من خلال هذه الزيارة وبعد الحفل قالت لى: أريد أن أبعث للجنرال ديجول رئيس فرنسا برسالة أشكره فيها على موقفه بجانب القضية العربية أثناء الحرب مع إسرائيل، وتم إعداد رسالة منها عالية المستوى وكانت مفاجأة لى أن أرى الجنرال ديجول يبعث إلى أم كلثوم فور وصول رسالتها برد مع مبعوث خاص من جانبه إلى فندق جورج الخامس حيث كانت تقيم، يقول لها فيها عبارة لم أنسها «أبعث إليك بهذه الرسالة باعتبارك ضمير أمة... وشعرت أم كلثوم وقتها وكأنها حصلت على أعلى نيشان»، ومنذ هذا اليوم أحسست أنها «أعز الناس لدىّ...».
أما الرئيس السادات فهو فعلا من «أعز الناس لأن تجاربه معى على أرض الواقع جعلتنى أحب وأحترم هذا الرجل لعبقرية أفكاره.
ومن أهم تجاربه معى كان يوم أن طلب منى أن أدعو للقائه أثناء مروره بباريس فى طريقه إلى كامب ديفيد خمس شخصيات يهودية لها وزنها ومكانها فى التاريخ اليهودى. وتم تنفيذ ما طلب وحضر اللقاء فى قصر الضيافة المارينية بباريس ناحوم جولدمان رئيس المؤتمر اليهودى العالمى ورجل البنوك الشهير إدموند دى روتشيلد حفيد الرجل الذى أنشأ إسرائيل وكذلك شخصية يهودية نادرة السير سيجموند فاربورج الذى لاحظت أنه لم يتكلم أثناء اللقاء وحينما سألته لماذا لم يتكلم أجاب على حينما تكون أمام من يصنعون التاريخ فعليك أن تسمع فقط ولا تتكلم، وبدأ بعدها يعد «خطة ماريشال» لمساعدة مصر اقتصاديا ولشدة الأسف أنه مات قبل أن يكمل إعداد مشروعه. ولن أنسى روتشيلد وهو يقول بعد انتهاء اللقاء: «هنيئا لكم أن يكون لديكم رئيس مثل السادات».
وعودة إلى حوار الأحباء فى بيتى لنسمع فضيلة الشيخ الدكتور أسامة الأزهرى وهو يقول كلمات يحمر وجهى خجلا وأنا أسمعها يقول:
أنا اليوم حبيت أن أتكلم عن شخصية فعلا مثلت فى وجدانى أعز الناس يمكن تكون لقاءاتى به مازالت قليلة ومعدودة لكن معرفتى به أسبق بكثير شخصية وطنية كبيرة واسعة الأفق كلامى اليوم عن أعز الناس «د. على السمان».
يمكن لأول مرة فى تاريخ الأزهر الشريف يحدث لقاء تاريخى فارق يستقبل فيه الأمام الأكبر شيخ الأزهر الشيخ سيد طنطاوى قداسة بابا الفاتيكان فى رحاب الأزهر الشريف. وكان تدبير هذا اللقاء فكرة الدكتور على السمان الذى كان مستشارا للإمام الأكبر الشيخ جاد الحق على جاد الحق، اقترح على الإمام الاهتمام الكبير بفكرة حوار الأديان ثم أكمل المسيرة مع الشيخ محمد سيد طنطاوى وانطلق الدكتور على السمان ليشيد ويبنى ويهدى للأزهر الشريف خلاصة العمر والخبرة مثل ما صنع قبل ذلك مع الوطن المصرى الأصيل بأكمله.
وحاور الأستاذ مفيد فوزى الشيخ أسامة الأزهرى بسؤاله: من مفيد فوزى المصرى القبطى عندما أرى رئيس الدولة السيسى يدخل ويقابل شيخ الأزهر أمامه يقول له يا «راجل ربنا هيحاسبك على تجديد الخطاب الدينى»... ماذا يقصد بتجديد الخطاب الدينى؟
فرد عليه الشيخ أسامة الأزهرى: تجديد الخطاب الدينى له آفاق واسعة وله إجراءات عاجلة يمكن نعبر عنها بأنها إطفاء الحريق، سأعطى لحضرتك أمثلة مباشرة، داعش مثلا يتكلم بخطاب دينى، أنصار بيت المقدس يتكلم بخطاب دينى، الإخوان المسلمين تتكلم بخطاب دينى وكل واحد من هؤلاء مع عشرات الأطياف التى تتفرع من العناوين اللى إحنا قولناها كل واحد من هؤلاء يمر بحالة من الحمى والاشتعال فى هذه الفترة. وأضافت الإعلامية سلمى الشماع: أنا عاوزه أقول إن د. على السمان هو صوت مصر فى فرنسا وأوربا حينما كان مسئولا عن الإعلام فى غرب أوروبا وفعلا أدى دورا مهما جدا، دورا وطنيا، دور محب لبلده، دور إنسان فاهم وواع وقادر علي أن يوصل رسالته بشكل يفهمها الغربيون، نحن فى احتياج الآن لمثل هذه الشخصية محتاجين لأحد يوصل صوتنا بالمنطق هذا وبالفهم والوعى هذا.
تجربتى هذه المرة لإقامة حوار لنخبة من الأحباء فى بيتى أثلجت صدرى وجعلتنى أفكر فى إعادتها.