"الجنان على أصوله"، هو أقل ما قد توصف به تلك الحالة "العشوائية" في مشاعرها الحماسية التي انتشرت في أرجاء قاعة الحفل في احتفالية فريق شارموفرز بالساقية، لإطلاق ألبومه الأول "بارانويا"، حالة حملت بدون مبالغة في التعبير "حبة دماغ عالية زي الفل"
الهدوء لم يجد طريقه لمكان الحفل حتى قبل بدايتها بساعة، الجمهور "مش على بعضه" في انتظار إطلالة "مستر شارموفر"، لتحين اللحظة المرتقبة بدخول "علم" الباند الكبير مرفرفًا على المسرح لتهيئة ظهور الثنائي بهاء ومو مع الموسيقيين، ليتمكنوا بسهولة من خطف نفوس الحضور الذي ملأ مسرح النهر بالكامل بجملته الشهيرة "شارموفرز إن دا هاوس"، ليدخل على الفور في "جوب" دماغ أغنيات الألبوم الجديد، بداية من "البوكسر"، و"سيبها على الله"، مرورًا بـ مش فارقة، وصولًا لـ "بارانويا" و"بووت".
الرقص إجباري، أطرافك بشكل تلقائي تتراقص على هول المزيكا العالية في أدائها وتركيباتها، والتي طغت بالكامل على غرابة الكلمات غير المفهومة في مجملها، والمضحكة في تكوينها ومطلقها، يحسب للباند هذه المرة "روعة" الشو الخاطف للأبصار بقوة الإضاءة ولمسة "الفاير ووركس"، و"مكس" المزيكا اللايف، مع لمسة الجيتاريست والمنتج الموسيقي ساري هاني، والدرامر كرداني، والساكسفون لبيب، التي يمكن القول من أنها تعدت باحترافية متعة سماع التراكات على الساوند كلاود.
بارانويا هو الاسم الذي اختاره الباند ليكون عنوان أول مولود موسيقي رسمي لمستر شارموفر، ألبوم يحوي 8 تراكات، وهو بالفعل اسم على مسمى يلخص ولو عن بعد حالة "الدماغ العالية" و"هايبرة الارتياب" و"الجنان" التي تعيشها عند سماعك لأغنياتهم، ذلك "المزاج" الذي أدمنته قاعدة الباند الجماهيرية من الشباب وحتى الأطفال، ممن يحفظون عن ظهر قلب كلماتها الغريبة، ويهربون إلى "المزيكا" الأغرب للباند للانفصال ولو للحظات عن الواقع الروتيني.
