السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

قداسة البابا.. عفوًا التوقيت خاطئ !

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ اللحظات الاولى لانطلاق قضية "مريم" أشهر طالبة ثانوية عامة في مصر ، وأنا أتابع أحداثها حتى أن هناك جانبًا كبيرًا من الاصدقاء اندهشوا لحماسي الشديد وشعروا أنني أتبنى قضيتها من منطلق أنني صحفي قبطي ، ولكن يعلم الله ان "مريم" خطفتني لسببين آخرين أولهما أنها تنتمي لمحافظة المنيا مسقط رأسي ، وأن أحد أشقائي يعمل مدرسًا ويعلم تمام العلم نبوغ هذه الفتاة ، أما السبب الثاني فهو اقتراب عمر ابنتي من عمرها ، وشعوري أن ما حدث معها من الممكن أن يحدث مع ابنتي في أي وقت .
"مريم" التي رأيت فيها حكاية "مريم" العذراء رغم الفارق بينهما سواء في المكانة أو نوعية الظلم ، تعاطفت معها كثيراً وهاجمت وزير التعليم والمسئولين عما حدث لها ، وظللت في دفاعي عنها بعيداً عن تحويل مسار قضيتها الي مسار ديني وطائفي ، ورفضت ما كانت تكتبه بعض المواقع القبطية بشأنها ، وكنت أنادي بضرورة التعامل معها على أنها فتاة مصرية ومصرية فقط ، وكنت دائماً أقول إن الضجة المثارة حول هذه القضية هو شعور الناس بظلم هذه الفتاة ، سواء اسمها مريم ملاك أو مريم محمد.
وسعدت كثيرًا باهتمام المهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء باستقبالها ومحاولة بعث الطمأنينة في قلب فتاة تم كسرها ، وقلت وقتها إنها لو خرجت من هذه القضية مظلومة وحصلت على حقها فسوف نهنئها وتغلق القضية بعد محاسبة المسئولين ، أما لو ثبت كذبها فعلى المسئولين عدم كسرها أكثر من ذلك وتغلق القضية بعدم تحطيم فتاة مصرية .
واليوم وأنا أطالع خبراً يفيد بأن البابا تواضروس سوف يقابلها أقول لقداسة البابا : التوقيت جد خاطئ وخطير ، فالمسألة لا تحتمل هذه المقابلة ، وخاصة أنها تأتي بعد مقابلة رئيس الوزراء ، والتساؤل الذي أطرحه على البابا : هل لو كانت "مريم" مسلمة كنت ستطلب مقابلتها ؟ وهل كان سيسعي شيخ الازهر لمقابلتها ؟
وإذا كان بعض الاساقفة أو القساوسة سبق وقابلوا مريم فهذا أمر يبدو في باطنه عادياً ، أما ان تتقابل مع قداسة البابا فهذا أمر مختلف تمامًا ، فمكانة البابا لدى المصريين بصفة عامة والمسيحيين بصفة خاصة كبيرة ، وسوف يلتفت البسطاء من المسيحيين للقضية بشكل مختلف وسوف تنتهي التفسيرات لديهم بأن هناك حالة من الاضطهاد في التعامل مع قضية مريم .
عذراً قداسة البابا أنا هنا لست في موقف الهجوم أو التقليل من قراركم بمقابلة مريم ، ولكن يحق لي الاعتراض على مثل هذا القرار وخاصة في هذا التوقيت ، فقد كنت أتوقع أن يطلب البابا مقابلتها بعد نهاية القضية ، لو حصلت علي حقها يقدم لها التهنئة ولو ثبت ادعاؤها يقدم لها النصيحة .